فأنا هذه المرة مُحطَم

بتاريخ :الاثنين 09 اغسطس 2021

الناشر :مروة   عدد المشاهدات : 288 مشاهدات

كتب : د_بركات الكريمى 
ستعصفُ بكَ الدنيا كالإعصار .. وستنزع منك جذور الأمل والإيمان .. ستحزن كما لم تحزن من قبل .. وستذبل زهور قلبك فتسقيها دموع عينك ونشيجك المكتوم في كل ليلةٍ محاولةً 
منكَ أن تُعيدَ لها الحياة .. لكنك في كل مرة تفشل .. 
ستشعر أنك منتهى .. مستنزف .. وأحيانا ستراودك نفسك بإنهاء هذا البؤس المتواصل عن طريق إنهاء حياتك
لكن رغم ذلك دعني أخبرك، كلنا مررنا من هنا .. ومن لم يمر، يوما ما سيأتي دوره، وسيمر، فـَنفق الحياة إجباري 
هذه المرحلة التي أنت فيها، هذه المرحلة من الألم، تورث في نفس الإنسان اليقظة، تفتح عيونه على ما كان جاهلًا به قبلها، تجعله يرى الكون بمنظور جديد .. برؤية من تعلَّم ودفع الثمن غاليًا
هذا الوجع والغصة في قلبك، تعلمك معنى الضعف .. معنى العجز والفقر .. تعلمك المعنى الأجمل!
 وهو أن القوة لا تكون إلا بالله، والنُصرة لا تكون إلا معه، تعلمك أن تلجأ إليه .. أن ترتب قلبك وتضع اللهَ أولًا .. لأنك تعلم أنه في الهاوية .. لن ينجيك سواه، لا يدركك غير لطفه، لا يؤنسك غير معيته وشعورك بأنه هنا .. أقرب إليَّك من حبل الوريد .. يسمعني .. يسمع ضعفي .. يراني ويرى عجزي وفقري .. حاشاه يتركني .. حاشاه لا ينجيني .. هنالك فقط .. 
حين تدرك أنه (ليس لها من دون الله كاشفة) .. حين تقبل عليه وهذا المعنى في قلبك انه ”يا رب، ضاقت بي السبل الا سبيلك، وأُغلقَت الأبواب إلا بابك، وضاقت عليَّ الدنيا واتسع لي رحابك .. أتيتك أعلم أني مقصر، مبتعد، أعصيك، لكني أتيتك عاجزًا ..
 تجبرُني؟ تطيب جُرحي؟ تقبلُني.. ؟ يا رب،ألست تجيب المضطر إذا دعاك وتكشف السوء؟ .. هأنذا .. جئتك ذليلًا فقيرًا،عبدًا ضعيفًا، مسّني السوء وانت تكشفه .. يا رب ألَا تكشف ما بي من سوء؟ ألَا تكشف ما بي من ضُرّ؟ .. يا رب .. أذقني طعمَ "فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر"  .. أذقني طعمَ "فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ" ..
 يا رب أذقنيها فأنا هذه المرة مُحطَم .. لا طاقة لي لمزيد من الألم .. فأخرجني .. يا رب .. ربي إني لِمَا أنزلت إليَّ من خير فقير .. منطرحٌ أمام بابك الكبير .. أصرخُ في الظلام أستجير .. يا راعي النِمال في الرمال وسامع الحصى في قرارة الغدير .. بك أستجير“
هنالك فقط .. حين تعلم أنه لا كاشف لها إلا هو، حين تصدُق .. هنالك تأتيك .. فاستجبنا لَه

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية