مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :انعام عدد المشاهدات : 230 مشاهدات
كتب د_بركات الكريمي
كلام البشر مؤلم وقاسٍ في كثير من الأحيان، وفي الغالب كل واحد منا لديه تجربة أو أكثر يمكن أن يؤكد من خلالها كيف أن كلام الناس كان مُحبطاً له، بل ربما أوقعه ـ أو كاد ـ في دوامة من الإحباط والفشل
إن المتمرس في الحياة، سيخبرك في يقين وحزم بأن الناس عليك .. لا معك!.
وأنك إذا ما أحببت أن تعيش مرتاحاً هانئ البال سعيد الجنان فيجب أن تسقط من حساباتك فوراً وبدون إبطاء أي توقع بأن يشجعك الناس إذا ما أحسنت، ويغفروا لك إذا ما زللت، ويواسوك في حزن حقيقي إذا ما ألمت بك فاجعة أو ضربتك الأيام بأحد سهامها المؤلمة .. هل ترى في حديثي نظرة سوداوية وسوء ظن بشركاء الحياة؟، صدقني أنا أحاول أن أحميك من أن يرتفع سقف توقعاتك فتستيقظ على الحقيقة المرة القاسية، وهي أنه لا يد غير يدك يمكن أن تمسح دمعتك، وأنك يجب أن تتحرك في دنيا الناس دون أن تنتظر منهم شيء.
أعلم يقيناً أننا لسنا آخر المخلصين والشرفاء، وأن الحياة بها أناس طيبين، ورائعين، ولكن أن تزهد فتجد، خير لك من أن تحتاج فتُحرم.
شيء آخر .. إن البشر بقصد حيناً وبدون قصد أحياناً أخرى يعمدون إلى تسليط ضوء النقد على الأشياء السيئة التي تفعلها، أو تقولها، وقد يصنعونها أو يفسرونها على أهوائهم، ولو أخذت يا صديقي كل ما يقال لك بحساسية واهتمام فإنك ستخسر كثيراً، وتتعذب أكثر
ستسألني بدورك .. وماذا أفعل أمام شلالات النقد التي تواجهني، وكلام الناس الذي يحبطني، والعراقيل التي يحاول البعض وضعها أمامي كي لا أتقدم إلى الأمام قيد أنملة ..؟ وأجيبك بأن .. الق كل ما يسوئك في الحياة خلف ظهرك، ولا تهتم به
أوافق أن تتأثر مرة، أن تحزن مرة، أن تتوقف متعجباً من كلام الناس مرة، لكني ارفض تماماً أن تسمح للآخرين أن يطأوا بكلماتهم القاسية أرضك المقدسة، فيستخفوا بك أو بأحلامك، أو ينالوا من ثقتك بنفسك..
لقد قلبت في سير الأنبياء والصالحين فلم أرى واحداً منهم عاش بعيداً عن الاهانة والابتلاء الذي يقابلهم به البشر، لقد نالهم من بغي وظلم الناس وسوء ظنهم الشيء الكثير، رغم ما يحملونه بداخلهم من خير للبشرية، ومحاوله صادقة لنفعهم وإنقاذهم من الظلمات والشرور التي تمتلئ بها الحياة..
إنها سُنة الله في الكون، والغلبة في معركة الحياة لا تتأتى إلا لمن مضى في طريقه غير عابئ بما يقوله الناس ويلمزوه به.
وأن يكون الخير الذي بداخله، والثقة التي تحركه، والتفاؤل الذي يتمسك به أقوى من كل إحباطات العالم.