مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :انعام عدد المشاهدات : 270 مشاهدات
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ما قيمة أن نكون لله تعالى عابدين طائعين وقد تركنا الظالم المفسد في الأرض دون أن نأخذ على يديه فإن من شروط الصلاح هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا أن ننزوي وحدنا بعيدا نتعبد الله تعالى ونقول ما شأننا وهؤلاء، وننسى قول نبينا الكريم صلي الله عليه وسلم " إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقابه" رواه أحمد، وعقاب الله سيعم الجميع إن لم نسارع في الإصلاح والأخذ على يد الظالم ومنعه والوقوف في وجهه لرد ظلمه وفساده، ولن نكون بمنأى عن العقاب لمجرد أننا صالحون، وسنسأل لماذا لم نتحرك ونمنع الظالم ونأخذ على يديه؟ فإن سبب هلاك ودمار الأوطان والأمم هو معصية الله عز وجل.
والبعد عن منهجه فعن جبير بن نفير قال لما فتحت مدائن قبرص وقع الناس يقتسمون السبي، وفرق بين أهلها، فبكى بعضهم إلى بعض، ورأيت أبا الدرداء تنحّى وحده جالسا، واحتبى بحمائل سيفه فجعل يبكي، فأتاه جبير بن نفير فقال يا أبا الدرداء أتبكي في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله، وأذل فيه الكفر وأهله؟ فضرب على منكبيه ثم قال "ويحك يا جبير" وفي رواية "ثكلتك أمك يا جُبير بن نفير" ما أهون الخلق على الله إذا هم تركوا أمره، بينما هي أمة قاهرة قادرة ظاهرة على الناس، لهم الملك، حتى تركوا أمر الله عز وجل، فصاروا إلى ما ترى، وإنه إذا سلط السباء على قوم فقد خرجوا من عين الله، ليس لله بهم حاجة" ولقد اهتم الإسلام بالأسرة والبيت المسلم.
لأنها نواة المجتمع الإسلامي، والمحضن التربوي الأصيل، والخليّة الأولى التي يفتح الطفل عينيه عليها وفيها تعيش الأسرة جزءا كبيرا من حياتها، فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع الإسلامي، لذا يجب الاعتناء بالبيت المسلم بتهيئته لحياة سعيدة، يملؤها الإيمان والمحبة، وجعلها مسجدا للعبادة، ومعهدا للعلم، وملتقى للفرح والسعادة، وإن الإسلام قد اعتنى بالأسرة منذ بدء تكوينها، فوضع الأسس والقواعد التي يعتلي عليها البناء الشامخ القوي الذي لا يهتز أمام رياح المشاكل، وعواصف الأزمات، فالبيت المسلم يقوم على مجموعة من الأسس والقواعد التي تحكمه، وتنظم سير الحياة فيه، كما أنها تميزه عن غيره من البيوت، وتستمد هذه القواعد من القرآن الكريم.
والسنة النبوية الشريفة، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحياة الصحابة، والتابعين، وإن الإنسان هو شعلة النشاط، وبارقة الأمل في بناء أي مجتمع وأي أمة، فإذا انتهكت حرماته، وضُيق عليه في حياته، لن تجد منه عطاء لوطن، ولا حفاظا على مقومات أيّا كانت، فالاستثمار الحقيقي في الوطن يكون ببناء الإنسان أولا، عقيدة وثقافة وفكرا وأخلاقا واقتصادا فالإنسان هو أول ركن رئيسى في أي خطة للبناء في البلدان والأوطان فهو أساس التقدم، وهو عمود الرقي، وهو ركن التحضر، والله كرمه، فكيف نهينه ونمتهن كرامته لمجرد الاختلاف في الرأي أو الفكر أو حتى العقيدة والدين، فيقول الله تعالى فى سورة الإسراء " ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"
ودعا الإسلام بني البشر إلى التعارف والتعاون واحترام بعضهم البعض، فيقول الله عز وجل فى سورة الحجرات "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" وكما حرّم الإسلام الاعتداء على دين الإنسان، وماله، ونفسه، وعرضه، وبدنه، وأرضه، وعقله، وحريته،وقد كانت أولى خطوات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حتى قبل الهجرة في دار الأرقم، وهي تلك الدار التي استطاع النبي صلى الله عليه وسلم من خلالها أن يبني الإنسان بناء متكاملا من العقيدة والعبادة والأخلاق والشجاعة والهمّة العالية، وإن واجبنا نحو الوطن كمواطنين نعيش به ونتعايش داخله، هو أن نراعي وطننا ونحافظ عليه،