مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :شريف عدد المشاهدات : 209 مشاهدات
بقلم/ محمـــد الدكــــرورى
ونكمل الجزء الخامس مع الشهيد الحق، وقال تعالى كما جاء فى سورة المزمل " وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا" فتسابق المؤمنون في هذا المضمار المبارك فهذا يبذل الأموال وآخر يتصدق بنصف ماله أو ثلثه وذاك يعد بالكثير من الإعانات والهبات، وآخر قد أوقف نفسه وفرغها في أعمال البر والخير، يبذل وقته في نفع المسلمين إغاثة ودعوة وتعليما، وكلهم على خير إن شاء الله، ولكن هناك صنف من الناس هانت عليهم دنياهم ولم تغرّهم مُتع الحياة وزخرفها، ولم يقعد بهم الخوف على الذرية والعيال، سلكوا طريقا جبن عنه الكثير، اختاروا طريقا قلّ سالكوه، وركبوا بحرا تقاصرت الهمم عن ركوبه.
فإنهم علموا أن العمر محدود والطريق طويل، فاختاروا أرفع المقامات وتسنموا ذرى الإسلام، فعلموا أن أغلى ما يملكه الإنسان روحه التي بين جنبيه، فقدموها قربانا إلى ربهم، وإنه يهون المال والمتاع دون الدم، ولكنهم أراقوا دماءهم في سبيل الله، فقد سمعوا قول الله تعالى كما جاء فى سورة التوبة " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فى التوراة والأنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم" فعقدوا البيع مع الله، وإن السلعة أرواحهم ودماؤهم، والثمن الموعود عند الله تعالى هو الجنة، ومَن أوفى بعهده من الله؟
فيا لله ما أعظمه من بيع، وما أعظمه من ربح، فما أشجعهم، غادروا أوطانهم، وهجروا نساءهم، وفارقوا أولادهم وخلانهم يطلبون ما عند الله تعالى، فتركوا لذيذ الفراش ورغد العيش وخاطروا بأنفسهم في سبيل الله يطلبون الموت مظانه، فسبحان الله ما أقوى قلوبهم، وسبحان الله ما أقوى إيمانهم حين يعرضون رقابهم للحتوف ويريقون دماءهم تقربا إلى الله ربهم، طمعا فيما عند الله، فعن أبي هريرة رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " انتدب الله لمن خرج فى سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة، ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل" رواه البخارى.
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال " إذا وقف العباد للحساب، جاء قوم واضعي سيوفهم على رقابهم تقطر دما، فازدحموا على باب الجنة فقيل من هؤلاء ؟ قيل الشهداء كانوا أحياء مرزوقين" رواه الطبرانى، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يشفع الشهيد فى سبعين من أهل بيته" راه أبو داود، ومن فيض جوده سبحانه وتعالى أن الشهيد تعم بركته على أهله وأحبابه في الأخرة حيث يغفر الله تعالى لسبعين من أهل يبته، فلك أن تتصور كيف حال الشهيد مع أهل بيته في عرصات القيامة، فيختار منهم سبعين يطلب لهم الشفاعة ويشفعه الله فيهم، فهل سيقدم على والديه أحدا؟ هل سيقدم على زوجه وأولاده أحدا؟
وإن الجواب لا، لكن سينتقل أيضا إلى الآخرين، ولك أن تتأمل حالك وأحد أقربائك من الشهداء وأنت في هول فظيع، وهو صاحب لك في الدنيا يعرفك، أراك ستقبل عليه تريه وجهك لعله يتذكرك فيعدك من السبعين الذين يطلب الشفاعة لهم، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " يشفع في سبعين من أقاربه" فعن نمران بن عتبة الذماري قال دخلنا على أم الدرداء ونحن أيتام صغار، فمسحت رؤوسنا وقالت أبشروا يا بني فإني أرجو أن تكونوا في شفاعة أبيكم فإني سمعت أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول "الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته" رواه ابن حبان، وإن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر، وقد يتساءل المرء كيف تكون روح المؤمن في حوصلة الطير، فذلك حبس لها، وتضييق عليها؟