إنهاء حالة الطواريء نقطة البداية وليس النهاية |جريدة الراي

بتاريخ :الثلاثاء 26 اكتوبر 2021

الناشر :شريف   عدد المشاهدات : 89 مشاهدات

 

بقلم / يوحنا عزمي

عند تأسيس الدولة ، الكلام عن الديمقراطية والحريات
يعد لغواً فارغا .. 

الرئيس السيسي تسلم مقاليد الحكم بعد ثورتي يناير ويونيو ومؤسسات الدولة منهارة تقريبا ( وصفها بشبه الدولة ) باستثناء مؤسسة الجيش التي ظلت قوية متماسكة وكانت صمام الأمان الذي حفظ للبلاد وحدتها وحماها من الانهيار خصوصا بعد يناير وتولي جماعة الإخوان الحكم. 

اليوم الدولة أصبحت قوية بما يكفي لأن يصبح لدينا نظام سياسي حقيقي كامل الأركان يسمح بتبادل المراكز والانتقال السلس للحكم به نظام حاكم وأمامه معارضة رشيدة من حقها شرعا أن تتطلع  إلى الوصول إلى سدة الحكم .. أو على الأقل نسير بخطى حثيثة نحو هذا الهدف. 

أيضا المناخ العام من الممكن أن يسمح بوجود ممارسة أكبر في حرية التعبير والانتقاد المسئول .. فالأمن مستتب  والإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة بلا رجعة .. اقتصادنا قوي بشهادة كبريات مؤسسات التقييم الدولية .. الآن لا يوجد سبب يمنع من الانتقال إلى مرحلة الجمهورية الجديدة التي أعلن عنها السيد الرئيس .. رأيي أنها ستكون محتلفة في كل شيء. 

كنت أثق في حكمة السيد الرئيس وبعد نظره أن التأسيس لمناخ ديمقراطي حقيقي والسماح بمساحة أكبر من الحرية مرحلة يمكن تأجيلها لحين وقوف البلد على قدميها وتجاوز الأخطار المحدقة التي توجس منها الجميع ولم تكن خافية على أحد .

فكان مهما أن يكون على رأس الأولويات تحسين الاقتصاد لتصبح معيشة المواطن أفضل وأكثر راحة .. كان يرى أنه
لا فائدة ترجي عندما نتكلم عن ديمقراطية أو نظام سياسي راسخ ومتين في ظل اقتصاد منهار ووسط شعب جله من الفقراء يعانون شظف العيش ويئنون تحت وطأة الفقر والحاجة وأن ذلك سيكون دربا من العبث وعدم الأمانة في قيادة البلاد نحو بر الأمان .. لذلك شرع في إقامة كم هائل من المشروعات في كافة المجالات ( صناعة – زراعة – إنتاج حيواني سمكي داجني – إسكان - سياحة – تعدين - طاقة - طرق .... إلخ ) من أجل تحقيق هذا الهدف وترك السياسة جانبا. 

لو سألتني : وهل هذا المنطق يمكن أن يكون مقبولا ؟ ..

أجيب بلا تردد : بل إنه عين الصواب .. فالحقوق السياسية والحريات رغم أهميتها لا يمكن أبدا أن تقدم على أمن وسلامة الوطن .. ولا حتى المطالب الأساسية للمواطن كالغذاء والدواء والسكن والوظيفة وتحسين مستوى
معيشتة عموما.

وها نحن اليوم من خلال الإعلان التاريخي بإلغاء حالة الطواريء نضع قدما ثابتة على بداية الطريق الصحيح
نحو بناء دولة عصرية حديثة .. دولة المؤسسات .. انتظروا مفاجآت مدوية في الأيام القليلة المقبلة. 

همسة عتاب :

يا مثقفي مصر : حنانيكم على بلدكم .. ترفقوا بها ولا تقسوا عليها .. لا نملك بلدا آخر نذهب إليه .. من فضلك : انظر حولك وقل الحمد لله.

من وجهة نظر الكاتب ..

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية