دائما وأبدا مصر |جريدة الراي

بتاريخ :الجمعة 19 نوفمبر 2021

الناشر :شريف   عدد المشاهدات : 834 مشاهدات


بقلم : علي أحمد الدليل
لماذا يستجيب المجتمع سريعا للذباب الألكتروني
...زكريا بطرس تذاع برامجه من 2002 تقريبا في عدة قنوات من خارج مصر ...وقد بنى فكره على ما قدم من جدال شيوخ الفضائيات وتجار الدين وفتاويهم الشاذة التي ارادوا بها إحلال غرائب الدين بفتاويهم وأحيائهم لحوادث تاريخية بائسة.. لإستبدال فطرة الإيمان القويم والدين المنزل إلى فكرهم المبدل .
وإحياء الخلاف والجدال فيما بين قنواتهم  لكسب أكبر عدد من المشاهدين ..وعلمنة الدين ،بجعل بسطاء المشاهدين يتحيزوا لأشخاص ويتعلقون بهم ويتعصبون لهم ،وينسون الأصل القيمي...(دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا ).لقد تحولوا من الإيمان بوجود الله إلى مجادلين حول صورة الله .وبدلوا البسطاء من مؤمنين بقدرة الله على كل شيء الى مجادلين حول صفات الله وربوبيته وألوهيته والكثير مما اصاب المجتمع بفرقة الجدال وأنتج الإلحاد البارد .
زكريا بطرس بدأ حيث انتهى هؤلاء ...ولم يستطع (جهبذ )منهم وقتها الرد عليه لأنهم جميعا متورطون ..فقد أحضروا العفريت ولم يستطيعوا إصرافه ...وعامة المسلمين ضحايا هؤلاء،فقد عبدوا الله وأمنوا برسوله وكتابه والنبيين من قبل معرفة الناسخ والمنسوخ ،وقبل إرضاع الكبير وبول البعير وفتاوي زواج القاصرات ....وغيرها من فتاوي( الصياعة ) بالدين لخدمة مآربهم ونزواتهم.

أما المتأسلمين التابعين لهؤلاء وهو الصف الثالث لهؤلاء..هم الذين تم استخدامهم في الميادين من حشود الحرق و الخراب...أصبحوا الأن هم الفتنة الأكبر   والفئة الأكثر   انتشارا مجتمعيا وألكترونيا بما لهم من مجموعات الكترونية سرية وحسابات وهمية في الفيسبوك وتويتر وغيرها من وسائل التواصل  ،ومدربون كيف يشعلون الصفحات ويؤججون الفتن  .أصحاب صفحات أبو أدم وطالبة الجنة وبيتي حياتي وأولادي دنيتي...صفحات مليئة بالآيات والاحاديث للتمويه على نوايا عديدة و(سبوبة ) متنوعة ،منها ما هو مشروع وما هو غير مشروع.
هم مدربون على الجهاد الالكتروني والفيسبوكي جيدا بأنواعه.
تجدهم في تعليقاتهم على الصفحات العامة لشخصيات مشهورة وعامة لا يقدموا إلاسيلا من الشتائم والألفاظ تعبر عن مكنونهم الحقيقي ومجتمعهم الأصلي ،مدعمون هذا السباب بآيات القرآن والأحاديث النبوية الشريفة .وفي ذلك  دليل على ⁦‪انحدار‬⁩ ⁦‪اخلاقهم⁩ وضياع للقيم التّي كنا نفتخر بها في مجتمعنا الريفي وفي الحضر .
ظهر هذا النمط من التدين الظاهري ونجومه ودعاته كلصوص  مسئولين عن جانب كبير من قبح واقعنا وتشويه لقيم مجتمعنا المصري . ووشائج تكوينه بهدم أواصله وتقسيمه.
ليت هؤلاء(لو كانوا صادقين) ومن رباهم توجهوا بدعواهم التي أسموا أنفسهم بسببها  (دعاة) ،إلى دعوة الملحدين أو الوثنيين أو من لم يصلهم أي دين ..لكن جهدهم كان موجها إلى المسلمين فقط وجمعهم في جماعة دون غيرها بل وتجييشهم لمهام الهدم،وتكفير باقي المجتمع. ولهم فقهاؤهم  الذين يقدمون لهم الغفران ..
افعل ماشئت ..واستند إلى ((وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين. ويفسرونه حسب هواهم. افعل كما شئت ثم صلى او تصدق او اعتمر او حج وارجع كمن ولدتك أمك.واستخدام القرآن في غير موضعه.وقد نتج عن ذلك تدني الخلق العام .
لقد رأينا عبر التاريخ والسفر كيف يكون خلاف وشجار هؤلاء .كيف يتشنجون وكيف يصرخون. ويقولون لا تظنوني شيخا فأنا (صايع)..وتتكرر المواقف أسوأ وأضل من هؤلاء .
وقد رأينا منهم من يرتكب جرائم انتكاسة الفطرة والفشل الإنساني ،من يقف أمام صالات اللياقة البدنية ليدعوا الناس لزوجته التي تقدم للناس خدمات مشبوهة ،للربح المادي فينهره أحدهم فيرد عليه ذلك الوضيع القواد  ،((الله المستعان على ما تصفون)) .وينفضحوا كعبرة للصبية الذين اتبعوا هذه الجماعات المرتزقة واللاعبة في ملاعب الدين .واصبحنا نشاهدهم كأفلام العصابات ضعيفة الإخراج.
زكريا بطرس لا يمثل الفكر المسيحي الداعي إلى محبة الكون وبني الإنسان كما جاء على لسان السيد المسيح في موعظة الجبل ..
وكذلك القرآن الكريم يعتبر المحبة بين الناس جميعا شرط من شروط الايمان .
وقد اتخذت الكنيسة المصرية قرارات ادارية بشأنه وعزله ككاهن .واتخذ معظم القبط الوطنيين المحايدداخل مصر موقف الكنيسة كما تجاهلوا المتأقبطين في المهجر من اصحاب الفتن .وتم تجاهله من الجميع.
السؤال ...لماذا الفتنةالأن ؟       ولصالح من ؟
فالتثقيف العام الذي رجوناه بديلا لحين اكتمال منظومة التعليم ....تأخر كثيرا .
وحين يكون توجه الدولة نحو البناء ، يكون الوعي الجمعي للمواطنين عامة متجها نحو العمل والبناء.. وفلسفة المناهج الدراسية والتعليم والأنشطة الثقافية والمسرح والسينما البناءة تدعو لهذا التوجه ويقلل الإعلام من حجم التفاهات وشجار شاكوش وشطة وبرامج الحوار حول كل ماهو تافه.
كان من الأولى احياء ذكرى حنين بن اسحق وساويرس بن المقفع اكبر مترجمين في الحضارة الأسلامية فقد قام على جهودهم علماؤنا مثل البيروني والحسن بن الهيثم وابن النفيس .فقد ترجموا تراث الشرق العلمي من الهند والصين وتراث الغرب الفلسفي من اليونان في عصور الأسلام المزدهرة وأسهموا في خدمة البشرية .
الرد الحق هو الرد بالخلق الكريم والتمسك بأدب الدين ،فقد كفى الله النبي المستهزئين وعصمه ونصره.
حفظ الله مصر وشعبها المخلص.

علي مسؤلية الكاتب 

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية