عن افتتاح طريق الكباش بالأقصر

بتاريخ :الأربعاء 24 نوفمبر 2021

الناشر :انعام   عدد المشاهدات : 121 مشاهدات

بقلم/ يوحنا عزمي 

أحيانا أسأل نفسي هذا السؤال واحاول ان أجد له إجابة لكن أقر وأعترف أنني فشلت فشلا ذريعا وهو أمر طبيعي تماما فمن أكون بجانب العلماء الأفذاذ الذين لم يصلوا أيضا إلى نتيجة قاطعة بمن فيهم جمال حمدان نفسه رغم عبقريته .. 

- لماذا كانت مصر تحديدا معرضة للحروب والغزوات طوال تاريخها ؟. 

لا تقل لي الموقع أو الخيرات أو أي من هذه الأسباب التي
قد تبدو منطقية في أي مكان في العالم إلا مصر .. رأيي أنها أرض تحتفظ بسرها لنفسها .. صحيح عبقرية الجغرافيا والتاريخ قد يكونا سببا لكنهما ليسا كل شيء. 

فلو قدر لها أن تنكسر أمام الحملات الصليبية مثلا أو غزوات التتار لتغير شكل العالم الذي نعيشه الآن ، حتى نحن قد لا نعرف تحت أي ملة كنا سندين أو أي أرض كانت ستقلنا ..
أما ذكرها باللفظ الصريح في كل الكتب السماوية في مواضع العظمة والخير والنماء فله دلالات لا يمكن تجاوزها ، أعتقد أن السر كامن في الإنسان المصري. 

على عكس كل بلاد العالم التي تعرضت للاستعمار الطويل والغزوات ، المستعمر ترك فيها بصمته وثقافته وحتى لغته
إلا مصر خرج منها حاملا ثقافة وتراث المصريين ، السبب
أن التأثير الثقافي والحضاري كفته تميل دائما إلى الأقوى والأقدر ، هو خير دليل أنها كانت أقوى من مستعمريها. 

الكثيرون من عظماء العالم ، زعماء ، قادة ، سياسيون وفلاسفة ، أدباء ، شعراء ، فنانون .. إلخ ، أخذوا صك الشهرة عندما مروا أو أقاموا على هذه الأرض لفترة حتى ولو كانت قصيرة ( قديما وحديثا ).

يا صديقي حتى الأنبياء والرسل شرفت بهم هذه الأرض 
ولا تنس أنها المكان الوحيد على وجه الأرض الذي تجلى فيه رب العزة للنبي موسى عليه السلام ، هل يوجد شرف أكثر من هذا ؟!. 

الحضارات القديمة في الشرق والغرب أدركت التفوق الواضح للحضارة المصرية القديمة فتعاملت معها باحترام شديد لذلك حرصت على التواصل معها والاستفادة من تجاربها وتقدمها العلمي ، لاحظ أنها لم تقم أبدا على الغزو أو الاعتداء بل على التعاون وتبادل المنافع والاحترام المتبادل. 

الإرث الحضاري للمصريين لم يكن محصورا في البناء الفخم والتشييد المعجز وإقامة المجتمعات العمرانية والمدن فقط  بل أعظم ميزه له - في رأيي - كان المنظومة الأخلاقية السامية التي غلبها الجانب الروحي في وقت كانت فكرة الأخلاق غريبة ومجهولة لدى الشعوب الأخرى التي تميزت بالوحشية والعنف الشديد والقتل والدمار واحتقار المرأة وغير ذلك من أمور غير أخلاقية. 

سنقع في خطأ جسيم لو سلمنا أن الحضارة المصرية القديمة أظهرت مكنونها وأسرارها أو حتى معظمه ، هناك مدن كاملة ومقدسات مازالت تحت التراب لم نصل إليها بعد. 

مهم أن نعي أن وصول المصريين إلى أدق الحسابات في الكيمياء والفلك والطب وقوانين الجاذبية وأشياء أخرى كثيرة بشكل يكاد يكون إعجازيا لم نصل إلى سره حتى الآن رغم ما وصلنا إليه من تقدم ، فكيف يمكن أن يوصف وقتها إذن ؟!. 

من المؤكد أن هناك من عبث بالتاريخ وأوقف حلقة الوصل التي لدى هذا الشعب الجبار عن قصد وسوء نية ويبدو أنه كان محددا هدفه بدقة شديدة .. ببساطة أراد أن يصيبنا بالوهن وجعل الهمة لدينا في أحط حالاتها .. عبر عنها الرئيس بكلمة العوز ( الشعور بالنقص ) .. هو يدرك ويعي تماما أنه لو أتيحت الفرصة لهذا الشعب كي ينطلق من جديد فلن يوقفه أحد. 

إنها فرصة عظيمة غداً لتعريف العالم من يكون المصري القديم والجديد معا.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية