عذرًا رسول الله

بتاريخ :الأربعاء 08 ديسمبر 2021

الناشر :انعام   عدد المشاهدات : 629 مشاهدات

بقلم /السيد شحاتة

قال المولي عز وجل (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين)

لسنا هنا في مجال الحديث عن سبب نزول تلك الآية الكريمة وهي أن بعض رؤوس الكفر والشرك بقريش قد آذوا النبي الكريم فنزلت إكراما لخاتم المرسلين وأنك ياسيدي وحبيبي لاتشغل بالك وفكرك فأمامك رسالة أعظم من كلام هؤلاء السفهاء وهي دعوة البشر الي عبادة ربهم وهدايتهم فدعهم يامحمد يقولون ويفعلون ما أمر به شيطانهم فإن الله لهم بالمرصاد وهو كفيلك  وهو المنتقم الجبار 

فكيف يحزن انسان رب العالمين هو كفيله فما بالكم بحبيب الرحمن وخاتم المرسلين

وإذا راجعنا التاريخ والقصص القرآني نجد أن كثيرا من الأمم قد أهلكوا حينما آذو الأنبياء وقابلوهم بقبيح من القول والفعل وما بنو إسرائيل ببعيد حيث ضربت عليهم الذلة وباءوا بغضب من الله لقتلهم الأنبياء بغير حق 

ولاشك أن حكومات الدول التي تأوي هؤلاء الشرذمة وتغض الطرف عن سفهائهم الذين يخوضون في أعراض الانبياء والمرسلين ليسو بمعزل من غضب الله 

بل نجد الأكثر غرابة أن نجد تلك الحكومات تعتذر لهؤلاء السفهاء بحجة الحريات وهنا يتضح أن مسألة الديمقراطية والحريات المزعومة وقوانين الأمم المتحدة والتي تزعم فيها احترامها وحمايتها للأديان والمقدسات الدينية هي أمور ذات معايير مختلفة والصحيح عندهم ماوافقت عليه معتقداتهم وثقافتهم 

لذا كان من الواجب علي كافة المسلمين أن يدافعوا عن رسولهم وان يسعوا الي محاسبة من يستهزأ به ولكن هيهات أن نفعل وان يحدث من ذلك شيئا فنحن لانملك إلا أن نشجب وندين وهذا أقصي ماعندنا 

فعذرا رسول الله فليس فينا عمرا أو صلاح الدين لأننا أساسا نحتاج الي صلاح ديننا ونفوسنا اولا

نحن نري الموالد التي تتم ويكتظ بها ملايين المسلمين من كل صوب يتمايلون طربا فهل يعتبر هذا منهم تعبيرا عن حبهم لك يانبي الرحمة أهذا أقصي مايستطيعون تقديمه 

عذرا يارسول الله فمن لايعرف الحق لايعرفك أو يعرف الحق ولايريد إتباعه فيتطاول علي مقام النبوة والرسالة

عذرا يا رسول الله فمن يتطاول عليك دهمة من الجهلة وقساة القلوب وغلاظ الأكباد 

فعذرا يارسول الله من تطاولهم وسوء أدبهم وغدا سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون 

فعذرا يارسول الله فمن يستهزئ بك ويعتدي علي عرضك فإن الأذي سيلحقة فالله قد تكفل بذلك 

عذرا يارسول الله أدرك تمام العلم بأن الأذي الحقيقي هو لهذه الأمة التي يقدر عددها باكثر من مليار ونصف لم تعد لهم كلمة ولم ترفع لهم راية ولم يأبه لهم أحدا ولم تعد لهم مكانة أو منزلة حتي جاء الزمن الذي نحن بصددة فنزع الله المهابة من صدور أعدائهم وقذف الوهن في قلوب أمتك 

ولكن سيدي وحبيبي برغم كل ذلك وبرغم الحرب علي الإسلام من جانب من ينتسبون إليه ومن الآخرين وبرغم الوهن والضعف مازال الخير في تلك الأمة بغض النظر عما وصل إليه حالها 

نحن نتذكر جميعا ماسبق في الأعوام السابقة من رسومات بذيئة وأفلام مسيئة ظهر الغضب العارم من شعوب تؤمن بربها في شتي بقاع الأرض ليعلم العالم أجمع أن هناك من يثور نصرة للرسول حتي خرج البعض من مسؤولي تلك الدول الغربية يعتذر ويستنكر خوفا من ثورة عارمة أدت في حينها إلي انهيار اقتصادي فيها 

فعذرا يارسول الله لن يقف هؤلاء عن الإساءة بك مادامت الحياة قائمة يريدون ليطفأوا نور الله بأفواههم ولكن الله متم نورة ولو كرة الكافرون 

عذرا يارسول الله فإنهم لايدركون مقام النبوة وأري أن إهمال تلك التصرفات منا نحن المسلمون ووأدها في مهدها وعدم نشرها والانسياق وراءها وعدم المبالاة بها هي العلاج الأكمل مع إعتبار أن يكون انتصارنا لنبينا ليس فيه عدوان علي الغير فديننا لايسمح بذلك

عذرا ثم عذرا يارسول الله

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية