مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :شريف عدد المشاهدات : 147 مشاهدات
بقلم/ يوحنا عزمي
نرجو ألا تنتهي لعبة القط والفأر بين أمريكا والصين بكارثة عالمية ..
روسيا لم تعد العدو رقم واحد بالنسبة لأمريكا .. العدو الأول لها الصين .. روسيا قبلت أن تكون الزوجة الثانية من بدايات هذا القرن بعد تفكك الاتحاد السوفيتي .. لكن الصينيين لا يقبلون القيام بهذا الدور وهدفهم الأسمى الانفراد بقيادة العالم من خلال الاقتصاد ..
حجم الناتج القومي الأمريكي السنوي يتعدى ال 20 تريليون دولار بقليل والصيني 14 تريليون تقريبا وهو الاقتصاد الثاني عالميا ، لكن قوة الاقتصاد لا تقاس فقط بحجم الناتج القومي فالقدرة على المنافسة وسرعة التمدد في أسواق العالم بما فيها السوق الأمريكي نفسه سيكون لها عامل الحسم ..
هل تصدق أنه رغم محاولات أمريكا المستميتة لوقف التمدد الصيني داخل أراضيها فإن عشرات وربما مئات المصانع أفلست وسرح مئات الآلاف من العمال لعدم القدرة على منافسة المنتج الصيني الرخيص ؟! ..
مثال : البنطلون الجينز الأمريكي يساوي 600 دولار في المتوسط ، نفس المبلغ تقريبا يشتري 10 بنطالات صناعة الصين ..
قدر أحد الخبراء قوة الاقتصاد بمقياس المنافسة وليس امتلاك كم كبير من الدولارات ويضيف : من هذه الزاوية الاقتصاد الصيني يفوق الأمريكي بما قيمته 4 تريليونات دولار .. فعندما كانت الصين تلجأ إلى تخفيض قيمة عملتها امريكا تصرخ .. لأن معناه غزو تجاري صيني جديد وإقفال المزيد من المصانع وزيادة أكبر في نسبة البطالة ..
وإذا ما فهمنا أن أمريكا الدولة الأقوى في العالم ما إلا
هي مجموعة من الشركات الضخمة والمؤسسات العملاقة وهي التي تتحكم فعليا في صناعة القرار السياسي سيمكننا بسهولة الوصول إلى حقيقة أن الصين - وليس روسيا - هي العدو رقم واحد لأمريكا ..
نتذكر كلمة في خطاب ترامب الانتخابي لم يتوقف عندها كثيرون مع أنها كانت الأهم من وجهة نظري .. قال : لو فاز بايدن فسوف يسلم أمريكا للصين .. لم يقلها لدغدغة المشاعر أو تخويف الناس لكسب أصوات الناخبين .. بل كان يقصد ما يقوله تماما ويعرف مدى تخوف الشركات الأمريكية العملاقة من التمدد الصيني ليس في العالم فقط بل وفي الداخل الأمريكي نفسه ..
ولا تنس أن ترامب أيضا كان يصر دائما على استخدام كلمة
" الفيروس الصيني " عندما يشير إلى فيروس كورونا ملمحا للعالم أنه أمام مؤامرة صينية كبرى هدفها تدمير البشرية ..
هل تصدق أن ترامب كان يطالب الصين بدفع 10 تريليونات دولار لتعويض العالم ؟! ..
بغض النظر عمن هو صادق ومن الكاذب فكل التقارير والدراسات تقول إن الاقتصاد الأمريكي يواجه ركودا شديدا لم يسبق له مثيل منذ ثلاثينيات القرن الماضي ومرشح للهبوط بدرجة أسرع كثيرا مما يتصوره البعض ..
وأنه سيخسر السباق بشكل مؤكد أمام الاقتصاد الصيني
هنا نتذكر أيضا مقولة ترامب أنه لو تم الإغلاق بسبب تفشي الفيروس فسينهار الاقتصاد الأمريكي خلال أسابيع معدودة فأي اقتصاد هذا ؟! ..
ببساطة هو يريد أن يقول إن أمريكا "الشيطان الأكبر" على وشك أن تخسر معركتها الاقتصادية أمام الصين لكنه لا يستطيع أن يصرح ، أما الصين "الشيطان الأصغر" فيواصل اللعب مع الكبار ولكن بحذر شديد ومهارة فائقة للغاية مفضلا عدم التورط في النزاعات العسكرية الدولية حتى لا يتوقف حلمه في المنتصف .. الهدف : القوة العظمى الأولى والقائد الجديد للعالم ..
س : وهل يمكن لأمريكا أن تسمح لأحد أن يحتل مقعدها
في قيادة العالم ؟! ..
ج : مستحيل إلا أن يكون الثمن باهظا جدا ويكلف البشرية
ما لا تطيق ..
إذن بقاء الوضع على ما هو عليه سيكون أفضل للصين ولأمريكا والعالم .. هذا رأيي.