مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :شريف عدد المشاهدات : 133 مشاهدات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الإمام الدوري هو أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صُهبان بن عدي بن صهبان الدوري الأزدي البغدادي، النحوي المقرئ الضرير نزيل سامراء، وروى قراءتي الإمامين أبي عمرو والكسائي، كان ثقة ثبتا ضابطا، وهو أحد رواة القرّاء السبعة، وإمام القراءة في عصره، وشيخ العراق والمقرئين في وقته، عالم نحوي، وقد طال عمره، وقصد في الآفاق، وازدحم عليه الحُذاق لعلو سنده، وسعة علمه، وهو أول من جمع القراءات وصنفها، وقد كان صاحب استقامة ودين، ذهب بصره في آخر عمره، ورحل أبو عمر في طلب القراءات، وقرأ سائر حروف السبعة، وبالشواذ، وسمع من ذلك الكثير، وصنف في القراءات، وهو ثقة، وعاش دهرا، ومن مؤلفاته كتاب "ما اتفقت ألفاظه ومعانيه من القرآن" وكتاب "قرآات النبي صلي الله عليه وسلم"
وتوفي سنة مائتان وست وعشرون للهجرة، وكان الإمام أبو عمر الدوري له رواية الدوري عن أبي عمرو البصري من روايات القرآن الكريم وهي الرواية التي يقرأ بها أهل السودان وشرق أفريقيا، والإمام الدوري كنيته هي أبو عمر، وأما عن لقبه فهو الدوري، وقد نسب إلى الدور، وهو موضع ببغداد، ومحله بالجانب الشرقي منها، وقد الإمام الدوري سنة مائة وخمسين من الهجرة، في الدور في زمن الخليفة العباسي المنصور، وكانت وفاته سنة مائتين وست وأربعين من الهجرة، وكان إمام القراء في عصره، وهو ثقة ثبت كبير ضابط، وهو أول من جمع القراءات وصنف فيها، وقال عنه الأهوازي إنه رحل في طلب القراءات، وقرأ بسائر الحروف متواترها وصحيحها وشاذها وسمع من ذلك شيئا كثيرا، وقصده الناس من الآفاق لعلو سنده وسعة علمه.
ومن مصنفاته أحكام القرآن والسنن، وما اتفقت ألفاظه ومعانيه من القرآن، وفضائل القرآن، وأجزاء القرآن، وروى عنه بعض الأحاديث ابن ماجه في سننه وأبو حاتم، وقال صدوق، وقال أبو داود رأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري، وقرأ على إسماعيل بن جعفر عن نافع، وقرأ على نافع أيضا، وقرأ على يعقوب بن جعفر عن ابن جماز عن أبي جعفر وقرأ على سليم عن حمزة، وقرأ على على الكسائي، وعلى يحيى بن المبارك اليزيدي، وروى القراءة عنه أناس كثيرون، منهم أبو عبد الله الحداد، وأحمد بن حرب شيخ المطوعي، وأحمد بن يزيد الحلواني، والحسن بن علي بن بشار بن العلاف، وأبو عثمان الضرير، والأصبهاني وأُناس كثيرون، وقد ذكره الذهبي ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن، كما ذكره ابن الجزري ضمن علماء القراءات.
وقد أخذ أبو عمر الدوري القراءات عن مشاهير علماء عصره، وكما أخذ أبو عمر الدوري القراءات على مشاهير العلماء، فقد أخذ أيضا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خيرة العلماء، وفي هذا المعنى يقول الذهبي وروى أبو عمر الدوري عن إسماعيل المؤدب، وإبراهيم بن سليمان، وإسماعيل بن عياش، وسفيان بن عيينة، وأبي معاوية الضرير، ويزيد ابن هارون، كما روى عن أحمد بن حنبل وهو من أقرانه، وقد كان أبو عمر الدوري مدرسة وحده، ولنستمع إلى الذهبي وهو يقول لقد طال عمر أبي عمر الدوري وقصد من الآفاق، وازدحم عليه الحذاق لعلو سنده وسعة علمه، كما تتلمذ على أبي عمر الدوري عدد كثير، فقد روى القراءة عنه أحمد بن حرب شيخ المطوعي، وأحمد بن فرح بالحاء المهملة، وأبو جعفر المفسّر المشهور، وأحمد بن محمد بن حمّاد.
وأحمد بن يزيد الحلواني، وغيرهم كثير، ويقول الذهبي وحدّث عن أبي عمر الدوري، ابن ماجة في سننه، وأبو زرعة الرازي، وحاجب أركين، ومحمد بن حامد، وخلق كثير، ويقول أبو داود رأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري، واختار له ابن الجزري في النشر مائة وثلاثا وخمسين طريقا، وقال أبو الحسن النفاح حدثنا أبو عمر، قال قرأت على إسماعيل بن جعفر بقراءة أهل المدينة ختمة، وأدركت حياة نافع، ولو كان عندي عشرة دراهم، لرحلت إليه، وروى عنه أبو حاتم، وقال لما سئل عنه صدوق، وقال الحاكم، قال الدار قطني، أبو عمر الدوري، يقال له الضرير، وهو ضعيف، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال عنه الذهبي ليس هو في الحديث بذاك، وقول الدارقطني هو ضعيف، يريد في ضبط الآثار، أما في القراءات فثبت إمام.
وكذلك جماعة من القراء أثبات في القراءة دون الحديث كنافع والكسائي وحفص فإنهم نهضوا بأعباء الحروف وحرروها، ولم يصنعوا ذلك في الحديث، كما أن طائفة من الحفاظ أتقنوا الحديث ولم يحكموا القراءة وكذا شأن كل من برز في فن، ولم يعتني بما عداه، والله أعلم، وتوفي أبو عمر الدوري سنة مائتين وست وأربعين من الهجرة، بعد حياة كلها عمل من أجل تعليم القرآن، وسنة النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم، وقال سعيد بن عبد الرحيم والبغوي وطائفة أنه توفي سنة ست وأربعين ومائتين، وزاد بعضهم في شهر شوال، وقيل سنة ثماني وأربعين بعد المائتين، وهم فيه حاجب الفرغاني وقد ذكرناه مستوعبا في " طبقات القراء " رحم الله أبا عمر الدوري.