رمضان آداب وإلتزام وقرآن |جريدة الراي

بتاريخ :الجمعة 08 إبريل 2022

الناشر :شريف   عدد المشاهدات : 245 مشاهدات


بقلم / محمـــد الدكــروري

إن من الآداب المستحبة التي يجب أن يحافظ عليها المسلم هو الطهارة من الحدثين، واستعمال السواك، واستقبال القبلة، وتحسين الصوت ما أمكن من غير تكلف، ومن الآداب لحفاظ القرآن وقارئيه وهو أن تظهر آثار القرآن على أخلاق القارئ وسلوكه وأعماله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذى يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعهما مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر" وقال ابن مسعود رضي الله عنه، قال "ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون. 

وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون" وقال الفضيل بن عياض "حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن" رواه البخارى ومسلم، فالقرآن القرآن حافظوا على تلاوته وتدبره، وتحكيمه والعمل به، وأكثروا من قراءته هذه الأيام فإنها أيام فاضلة وموسم خير فسيح فأروا الله من أنفسكم مع كتابه خيرا فالسعيد من كان القرآن حجة له لا عليه، وفى هذه الأيام والليالي تشرئب النفوس وتتوق، وتلهج ألسن الناس سرا وجهرا أن يبلغها ربها شهرا أودع فيه من الخيرات والبركات والرحمات ما لم يودعه فى غيره، إنه شهر القرآن والفرقان وباب الريان  إنه شهر ضياء المساجد، والذكر والمحامد، شهر التوبة والأوبة والقنوت.

وأما عن الصيام فقد أجمع أصحاب أبي حنيفة على أنه إذا صام أهل بلد ثلاثين يوما للرؤية، وأهل بلد تسعة وعشرين يوما أن على الذين صاموا تسعة وعشرين يوما قضاء يوم، وأصحاب الشافعي لا يرون ذلك، إذ كانت المطالع في البلدان يجوز أن تختلف وحجة أصحاب أبي حنيفة قوله تعالى" ولتكملوا العدة " وثبت برؤية أهل بلد أن العدة ثلاثون فوجب على هؤلاء إكمالها، ومخالفهم يحتج بقوله صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" وذلك يوجب اعتبار عادة كل قوم في بلدهم، وحكى أبو عمر الإجماع على أنه لا تراعى الرؤية فيما بعد من البلدان كالأندلس من خراسان، قال ولكل بلد رؤيتهم، إلا ما كان كالمصر الكبير وما تقاربت أقطاره من بلدان المسلمين، وروى مسلم عن كريب أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام. 

قال فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل علي رمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ثم ذكر الهلال فقال متى رأيتم الهلال ؟ فقلت رأيناه ليلة الجمعة، فقال أنت رأيته ؟ فقلت نعم، ورآه الناس وصاموا وصام معاوية، فقال لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه، فقلت أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه ؟ فقال لا، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال علماؤنا قول ابن عباس هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلمة تصريح برفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبأمره، فهو حجة على أن البلاد إذا تباعدت كتباعد الشام من الحجاز فالواجب على أهل كل بلد أن تعمل على رؤيته دون رؤية غيره، وإن ثبت ذلك عند الإمام الأعظم.

ما لم يحمل الناس على ذلك، فإن حمل فلا تجوز مخالفته، وقال الطبرى فى قوله هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحتمل أن يكون تأول فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم" صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" وقال ابن العربى واختلف في تأويل قول ابن عباس هذا فقيل رده لأنه خبر واحد، وقيل رده لأن الأقطار مختلفة فى المطالع، وهو الصحيح لأن كريب لم يشهد وإنما أخبر عن حكم ثبت بالشهادة، ولا خلاف في الحكم الثابت أنه يجزى فيه خبر الواحد، ونظيره ما لو ثبت أنه أهل ليلة الجمعة بأغمات وأهل بإشبيلية ليلة السبت فيكون لأهل كل بلد رؤيتهم لأن سهيل يكشف من أغمات ولا يكشف من إشبيلية، وهذا يدل على اختلاف المطالع، وأما مذهب الإمام مالك رحمه الله في هذه المسألة.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية