الإمام الشنقيطي |جريدة الراي

بتاريخ :السبت 14 مايو 2022

الناشر :شريف   عدد المشاهدات : 119 مشاهدات


بقلم / محمـــد الدكـــروري  

الإمام الشنقيطي هو محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر بن محمد بن نوح بن محمد بن أحمد بن المختار الجكني نسبة إلى يعقوب الجكني الشنقيطي المدني، واسمه الصحيح آب، وهو من قبيلة حمير العربية، وولد الإمام محمد الأمين الشنقيطي بموريتانيا عام ألف وثلاثمائة وخمس وعشرين من الهجرة، في السابع عشر من شهر فبراير لعام ألف وتسعمائة وخمس من الميلاد، في مدينة تنبه في موريتانيا، حيث نشأ يتيما فكفله أخواله وأحسنوا تربيته ومعاملته، فدرس في دارهم علوم القرآن الكريم والسيرة النبوية المباركة والأدب والتاريخ، فكان ذلك البيت مدرسته الأولى، ثم اتصل بعدد من علماء بلده فأخذ عنهم، ونال منهم الإجازات العلمية كما عُرف عنه الذكاء واللباقة والاجتهاد والهيبة، واجتهد في طلب العلم فأصبح من علماء موريتانيا، وتولى القضاء في بلده فكان موضع ثقة حكامها ومحكوميها.

وفي عام ألف وثلاثمائة وخمس وستين من الهجرة، قدم إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، فأهدى الملك عبدالعزيز آل سعود إليه الجنسية السعودية، وقد تولى التدريس في دار العلوم بالمدينة المنورة عام ألف وثلاثمائة وتسع وستين من الهجرة، ثم انتقل إلى الرياض عام ألف وثلاثمائة وواحد وسبعين من الهجرة، للتدريس في المعهد العلمي، وكليتي الشريعة واللغة العربية، ثم عمل عضوا في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وكان من أوائل المدرسين في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة ألف وثلاثمائة وواحد وثمانين من الهجرة، ثم عُيِّن عضوا في مجلس الجامعة، كما عين عضوا في مجلس التأسيس لرابطة العالم الإسلامي، وعضوا في هيئة كبار العلماء وذلك في الثامن من شهر يوليو عام ألف وثلاثمائة وواحد وتسعين من الهجرة، وعندما خرج الإمام الشنقيطي للحج. 

وكانت رحلة علمية صحبه فيها بعض تلاميذه وقد أورد تفاصيل هذه الرحلة المثيرة الشيخ محمد صالح المنجد، واستقر مدرسا في المسجد النبوي، فبلغ صيته جميع أنحاء المملكة السعودية فاختير للتدريس في المعهد العلمي بالرياض وأصبح عضوا بارزا في معهد القضاء العالي بالرياض كما امتد نشاطه خارج المملكة، فسافر إلى عدد من الدول الإسلامية للدعوة إلى الله، وكان من أوائل المدرسين في الجامعة الإسلامية ثم عين عضوا في مجلس الجامعة، كما عُيِّن عضواً في مجلس التأسيس لرابطة العالم الإسلامي، وعضوا في هيئة كبار العلماء، وكان من مشايخه، الشيخ محمد بن صالح، والشيخ أحمد الأفرم بن محمد المختار الجكني، والشيخ محمد بن النعمة بن زيدان، والشيخ أحمد بن عمر، والشيخ أحمد فال بن آدو الجكني، والشيخ أحمد بن مود الجكني، وكما كان للشيخ تلاميذ كثيرون في بلاده. 

وفي المسجد النبوي والرياض وصعب إحصاؤهم، منهم على سبيل المثال الشيخ عبد العزيز بن باز درس عليه في المنطق، والشيخ عطية محمد سالم، والشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي، والشيخ حماد الأنصاري، والشيخ سعد بن محمد الشقيران مفتي في القويعية وإمام وخطيب جامعها القديم، والشيخ عبد الرحمن بن عبوده، ودرس على يده في المعهد العلمي مثل الشيخ محمد صالح بن عثيمين والشيخ عبد الرحمن البراك، والشيخ بكر أبوزيد، وغيرهم الكثير الذين درسوا عليه في الجامعة والمعهد ودروسه في أنحاء السعودية، وممن درس عليه من غبر البلاد العربية ثناء الله المدني، والإمام الشنقيطي له مؤلفات عدة من بينها أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، ودفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب، ومنع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز، والأسماء والصفات نقلا وعقلا، وألفية في المنطق. 

وآداب البحث والمناظرة، وخالص الجمان في أنساب العرب، ونظم في الفرائض، ومذكرة أصول الفقه على روضة الناظر، ورحلة خروجه إلى الحج، والمعلقات العشر وأخبار شعرائها، ويقول عنه أحد تلاميذه وهو الشيخ عبد الله أحمد قادري كان قوي العاطفة، يتفاعل مع الآيات، ويظهر لمن يراه ويسمعه أنه يفسر ويتفكر ويتعجب ويخاف ويحزن ويُسر، بحسب ما في الآيات من المعاني، وكان يُحرك يديه ويتحرك وهو على مقعده بدون شعور من شدة تفاعله مع معاني الآيات، فكان مقعده يزحف حتى يصل إلى المقعد الذي يقابله من مقاعد الطلاب، وكان يدخل قاعة الدرس وهو مريض لا يكاد يستطيع الكلام من وجع حلقه، ولكنه بعد قليل من بدء المحاضرة ينطلق بصوته وينسى أنه مريض لشدة تفاعله مع المعاني التي يلقيها، ويقول ابنه عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي كان والدي ينهانا عن أكل الحوامض، لأن لها أثرا في الحفظ. 

 

وقال فيه الشيخ محمد بن إبراهيم مُلئ علما من رأسه إلى أخمص قدميه، وقال أيضا هو آية في العلم والقرآن واللغة وأشعار العرب، قال عنه الشيخ ابن باز من سمع حديثه حين يتكلم في التفسير، يعجب كثيرا من سعة علمه واطلاعه وفصاحته وبلاغته، ولا يمل سماع حديثه، وقال عنه العلامة الألباني من حيث جمعه لكثير من العلوم، ما رأيت مثله وشبهه بشيخ الإسلام ابن تيمية، قال الشيخ بكر أبو زيد لو كان في هذا الزمان أحد يستحق أن يُسمّى شيخ الإسلام لكان هو، وقال الشيخ حماد الأنصاري له حافظة نادرة قوية، ويُعتبر في وقته نادرا، قال الشيخ بكر أبو زيد كان متقللا من الدنيا، وقد شاهدته لا يعرف فئات العملة الورقية، وحفظ القرآن وهو دون العاشره من عمره، ودرس خلال حفظه للقرآن بعض المختصرات في فقه الإمام مالك كرجز الشيخ ابن عاشر ودرس خلالها الأدب والنحو.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية