الإمام الشوكاني |جريدة الراي

بتاريخ :السبت 14 مايو 2022

الناشر :شريف   عدد المشاهدات : 107 مشاهدات


بقلم / محمـــد الدكـــروري  

الإمام الشوكاني  إمام الأئمة ومفتي الأئمة، بحر العلوم، وشمس الفهوم، سند المجتهدين الحفاظ، فارس المعاني والألفاظ، فريد العصر، نادرة الدهر، شيخ الإسلام، علامة الزمان، ترجمان الحديث والقرآن، علم الزهاد، أوحد العباد، قامع المبتدعين، رأس الموحدين، تاج المتبعين، صاحب التصانيف التي لم يسبق إلى مثلها، قاضي قضاة أهل السنة والجماعة، شيخ الرواية والسماع، علي الإسناد، السابق في ميدان الاجتهاد، على الأكابر الأمجاد، المطلع على حقائق الشريعة ومواردها، العارف بغوامضها ومقاصدها، الإمام محمد بن علي بن محمد  الشوكاني رحمه الله تعالى، الملقب ببدر الدين الشوكاني، وهو أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة وفقهائها، ومن كبار علماء اليمن وولد في هجرة شوكان في اليمن عام ألف ومائة وثلاث وسبعين من الهجرة، ونشأ بصنعاء، وولي قضائها سنة ألف ومائتان وتسع وعشرين من الهجرة.

ومات حاكما بها في سنة ألف ومائتان وخمسين من الهجرة، والشوكاني نسبة إلى عدني شوكان، أو إلى هجرة شوكان وهي قرية صغيرة جنوب شوكان، تبعد عن صنعاء شرقا نحو عشرين كيلو متر تقريبا، وهي إحدى قرى السحامية من بلاد خولان العالية الطيال باليمن، وهجرة وشوكان اسمان لقرية واحدة، بينها وبين صنعاء دون مسافة يوم، وهي نسبة والده، والصنعاني نسبة إلى صنعاء، وكان والده قاضي صنعاء، ومن العلماء البارزين فيها، فيه طيبة وصلاح تجعل من يعرفه حق المعرفة يتيقن أنه من أولياء الله، ولعل هذا كان له أثره في حياة ابنه بعد ذلك، وولد الإمام الشوكاني في وسط نهار الاثنين الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة سنة ألف ومائة وثلاث وسبعين من الهجرة، هجرية في بلده هجرة شوكان، ونشأ في صنعاء، وتلقى العلم على شيوخها، واشتغل بالقضاء والإفتاء، فنشأ بصنعاء اليمن. 

وتربى في بيت العلم والفضل فنشأ نشأة دينية طاهرة، تلقى فيها معارفه الأولى على والده وأهل العلم والفضل في بلدته، فحفظ القرآن الكريم وجوّده، ثم حفظ كتاب عيون الأزهار للإمام المهدي في فقه الزيدية ومختصر الفرائض للعُصيفيري وملحة الأعراب في صناعة الإعراب للحريري، والكافية والشافية لابن الحاجب، وغير ذلك من المتون التي اعتاد حفظها طلاب العلم في القرون المتأخرة، وكان رحمه الله تعالى كثير الاشتغال بمطالعة كتب التاريخ، والأدب، وهو لايزال مشتغلا بحفظ القرآن الكريم، ومما ساعد الإمام الشوكاني على طلب العلم والنبوغ المبكر هو وجوده وتربيته في بيت العلم والفضل، فإن والده رحمه الله تعالى  كان من العلماء المبرزين في ذلك العصر، كما أن أكثر أهل هذه القرية كانوا كذلك من أهل العلم والفضل حيث قال الشيخ الشوكاني عن والده وأهل قريته. 

"وهذه الهجرة معمورة بأهل الفضل والصلاح والدين من قديم الزمان، لايخلو وجود عالم منهم في كل زمن، ولكنه يكون تارة في بعض البطون، وتارة في بطن أخرى، ولهم عند سلف الأئمة جلالة عظيمة، وفيهم رؤساء كبار، ناصروا الأئمة، ولاسيما في حروب الأتراك، فإن لهم في ذلك اليد البيضاء، وكان فيهم إذ ذاك علماء و فضلاء، يعرفون في سائر البلاد الخولانية بالقضاة " وقد استطاع الشوكاني أن يستفيد من علماء عصره، وما أكثرهم، فأخذ يطلب العلم بجميع فنونه فقرأ كتاب شرح الأزهار، على والده، وكتاب شرح الناظري، على مختصر العصيفيري، وكما قرأ كتاب التهذيب، للعلامة التفتازاني، و كتاب تلخيص المفتاح، وهو في علوم البلاغة للقزويني، والغاية لابن الإمام، وكتاب مختصر المنتهى، لابن الحاجب في أصول الفقه، ومنظومة ابن الجزري، في القراءات ومنظومة الجزار في العروض.

وآداب البحث والمناظرة، للإمام عضد الدين الإيجي، وما إلى ذلك من سائر العلوم النقلية والعقلية، وظل هكذا ينتقل بين العلماء، يتلقى عليهم، ويستفيد منهم، حتى صار إماما يشار إليه بالبنان، ورأسا يرحل إليه، فقصده طلاب العلم والمعرفة للأخذ عنه، من اليمن والهند، وغيرهما حتى طار صيته في جميع البلاد، وانتفع بعلمه كثير من الناس، وقد تأثر الإمام الشوكاني بشخصيات كثيرة من العمالقة الذين كانوا قبله منهم من بلده اليمن، وأشهرهم العلامة محمد بن إبراهيم الوزير، والعلامة محمد بن إسماعيل الأمير والعلامة الحسن بن مهدي المقبلي والحسين أحمد الجلال ومنهم من غير بلده ولم يكونوا في عصره، وعلى رأسهم إمام الدنيا ابن حزم الأندلسي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وكتب الشوكاني لنفسه ترجمة في كتابه البدر الطالع أسوة بغيره من المحدثين، والعلماء.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية