الإمام الهروي |جريدة الراي

بتاريخ :الأحد 15 مايو 2022

الناشر :شريف   عدد المشاهدات : 372 مشاهدات


بقلم / محمـــد الدكـــروري 

الإمام الهروي شيخ الإسلام، الإمام القدوة الحافظ الكبير، هو الخواجة أبو إسماعيل عبد الله الهروي الأنصاري ويُعرف أيضا باسم أبي إسماعيل الهروي وهو متصوف عربي، وفقيه حنبلي، وشيخ خراسان الكبرى، وصاحب منازل السائرين وذم الكلام وأهله، وهو شيخ الإسلام الإمام القدوة الحافظ الكبير الخواجة أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور بن مت الأنصاري الهروي صاحب كتاب ذم الكلام وأهله، وشيخ خراسان، ويعود نسبه إلى الصحابي أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، وكان جده أبو منصور التابعي قد شارك في فتح خراسان في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، واستقر بعد ذلك في هراة، وولد الإمام الهروي سنة ثلاثمائة وست وتسعين هجرية، بمدينة هرات وفيها درس الفقه والحديث وعلم الرجال والتفسير، كما كان يتردد على مدينة نيسابور لطلب العلم. 

وقد سمع من جماعات من العلماء، وذكر منهم الذهبي في سير أعلام النبلاء أكثر من أربعين شيخا ما بين مفسر ومقرئ ومحدث وواعظ وأديب، ويعد أحد الشخصيات البارزة في خراسان في القرن الحادي عشر، وقد وُصف بأنه معلق للقرآن، مُقلد، جدلي، ومعلم روحي، معروف بمواهبه الخطابية والشعرية بالعربية والفارسية، وكتب الفقيه الحنبلي ابن قيم الجوزية تعليقا مطولا على رسالة كتبها الأنصاري بعنوان مدارج السالكين، أعرب عن حبه وتقديره للأنصاري في هذا التعليق ببيانه، شيخ الإسلام الأنصاري حبيبنا، لكن الحق أحب إلينا يشير ابن قيم الجوزية إلى الأنصاري باللقب الشرفي شيخ الإسلام في كتابه الوابل الصيب من الكلم الطيب، والإمام الهروي له كتب كثيرة عن التصوف والفلسفة الإسلامية باللغتين الفارسية والعربية، ومن أشهر أعماله كتاب مناجات نامه، وهو حرفيا الابتهالات أو الحوارات مع الله. 

التي تعتبر تحفة من الأدب الفارسي، وكان شيخ الإسلام الهروي أثريا قحا ينال من المتكلمة فلهذا أعرض عن الحيري، والحيري عالم ثقة أكثر عنه الناس والبيهقي، كما قال الحسين بن علي الكتبي خرج شيخ الإسلام لجماعة الفوائد بخطه إلى أن ذهب بصره فكان يأمر فيما يخرجه لمن يكتب ويصحح هو وقد تواضع بأن خرج لي فوائد ولم يبقي أحد ممن خرج له سواي قال محمد بن طاهر سمعت أبا إسماعيل الأنصاري يقول إذا ذكرت التفسير فإنما أذكره من مائة وسبعة تفاسير، وسمعته ينشد على منبره يقول أنا حنبلي ما حييت وإن أمُت فوصيتي للناس أن يتحنبلوا، إلى أن قال وقد كان هذا الرجل سيفا مسلولا على المتكلمين له صولة وهيبة واستيلاء، فلقد كان رحمه الله فقيها حنبليا شديد التمسك بمذهبه، حتى نقل عنه أنه قال من لم يري مجلسي وتذكيري وطعن فيّ، فهو في حل وقال أيضا في قصيدته النونية التي أولها.

نزل المشيب بلمتي فأراني نقصان دهر طالما أرهاني أنا حنبلي ما حييت وإن أمت فوصيتي ذاكم إلى الإخوان إذ دينه ديني وديني دينه مات إمعة له دينان، وكما قال أبو النضر الفامي أنه كان بكر الزمان، وواسطة عقد المعاني، وصورة الإقبال، في فنون الفضائل، وأنواع المحاسن، منها نصرة الدين والسنة من غير مداهنة ولا مراقبة لسلطان ولا وزير، وقد قاسى بذلك قصد الحساد في كل وقت، وسعوا في روحه مرارا، وعمدوا إلى هلاكه أطوارا، فوقاه الله شرهم، وجعل قصدهم أقوى سبب لإرتفاع شأنه، وقال السلفي سألت المؤتمن عنه فقال كان آية في لسان التذكير والتصوف، من سلاطين العلماء، وكان بارعا في اللغة حافظا للحديث، وقال المؤتمن وكان يدخل على الأمراء والجبابرة، فما كان يبالي بهم، وكان يرى الغريب من المحدثين، فيكرمه أكراما يتعجب منه العام والخاص.

وقال السمعاني كان مظهرا للسنة، داعيا إلهيا، محرضا عليها، وكان مكتفيا بما يباسط به المريدين، ما كان يأخذ من الظلمة والسلاطين شيئا، وما كان يتعدى إطلاقا ما ورد في الظواهر من الكتاب والسنة، معتقدا ما صح، غير مصرح بما يقتضيه من تشبيه، وكما قال السجزي دخلت نيسابور وحضرت عند الأستاذ أبى المعالى الجوينى فقال من أنت؟ قلت خادم أبي إسماعيل الأنصاري فقال رضى الله عنه، وكما قال السيوطي وكان إماما متقنا قائما بنصر السنة ورد المبتدعة، وقال عنه أيضا هو شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي الحافظ العارف من ولد أبي أيوب الأنصاري، وكما قال عبد الغفار كان إماما كاملا في التفسير حسن السيرة في التصوف على حظ تام من معرفة العربية والحديث التواريخ والأنساب قائما بنصر السنة والدين من غير مداهنة ولا مراقبة.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية