مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :شريف عدد المشاهدات : 193 مشاهدات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الإمام العراقي هو العلامة الحافظ العراقي هو الحجة وعمدة الأنام وحافظ الإسلام وحيد عصره في الحفظ والإتقان وشهد له بالتفرد في علم الحديث والفقه والقضاء، هو الحافظ زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم العراقي الشافعي شيخ الحديث، وهو أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم العراقي الكردي الرازناني الأصل، المهراني المولد، المصري الشافعي، ويقال له العراقي نسبة إلى العراق لأن أصله كردي الأصل من بلدة من أعمال أربيل يقال لها رازنان، ثم تحول والده لمصر وهو صغير، ونشأ هناك، وتزوج بامرأة صالحة عابدة ولدت له عبد الرحيم بمصر، وولد الإمام العراقي في الحادي والعشرين سنة خمس وعشرين وسبعمائة بمنشية المهراني على شاطيء النيل، من أبوين صالحين عابدين، وتوفي والده وهو في الثالثة من عمره، وحفظ القرآن الكريم وهو ابن ثماني سنوات.
وكتاب التنبيه، وأكثر كتاب الحاوي والإلمام، وكان أول اشتغاله في علم القراءات، ونظر في الفقه وأصوله، وتقدم فيهما بحيث كان الإسنوي يثني على فهمه، ويستحسن كلامه ويصغي لمباحثه، وكان الإمام العراقي معتدل القامة للطول أقرب، مليح الوجه، منور الشيبة، كث اللحية، كثير السكون، طارحا للتكلف، شديد الحياء، غزير العلم، سخي النفس، خفيف الروح، لطيف الطبع، وكان لا يترك قيام الليل، وإذا صلى الصبح استمر في مجلسه مستقبلا القبلة تاليا ذاكرا إلى أن تطلع الشمس، وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني عن الإمام العراقي أنه صار المنظور إليه في هذا الفن من زمن الشيخ جمال الدين الإسنوي وهلم جرا، ولم نري في هذا الفن أتقن منه، وعليه تخرّج غالب أهل عصره، وقال السخاوي وصار المشار إليه بالديار المصرية وغيرها بالحفظ والإتقان والمعرفة مع الدين والصيانة والورع والعفاف.
والتواضع والمروءة والعبادة، وقال العز بن جماعة كل مَن يدعي الحديث بالديار المصرية سواه فهو مدع، وقال المقريزي إنه كان للدنيا به بهجة، ولمصر به مفخر، وللناس به أنس، ولهم منه فوائد جمة، ثم أقبل على علم الحديث بإشارة من العز ابن جماعة، فأخذ عن علماء بلده، ثم سافر لطلب الحديث في بلاد الشام وغيرها، وكان كثير الحج والمجاورة بمكة المكرمة، واجتهد ونسخ وقرأ وسمع حتى صار حافظ الوقت كما قال عنه أقرانه، فكان عالما بالنحو واللغة والغريب والقراءات والحديث والفقه وأصوله غير أنه غلب عليه فن الحديث فاشتهر به، وانفرد بالمعرفة فيه، وكان من شيوخ الإمام العراقي وهم خلق كثير، منهم المقرئ محمد بن أبي الحسن بن عبد الملك بن سمعون، والأصولي محمد بن اسحق بن محمد البلبيسي، والأصولي عبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي.
والأصولي محمد بن أحمد بن عبد المؤمن المصري، المعروف بابن اللبان، والمحدث عبد الرحيم بن عبد الله بن يوسف، المعروف بابن شاهد الجيش، والمحدث محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي، والمحدث محمد بن محمد بن محمد ابن سيّد الناس، والمحدث محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز، والأمير سنجر بن عبد الله الجاولي، والفقيه علي بن أحمد بن عبد المحسن ابن الرفعة، والمحدث عبد الرحمن بن محمد بن عبد الهادي المقدسي، والمحدث علي بن عبد الكافي السبكي، والمحدث خليل بن كيكلدي العلائي، والمحدث عبد الله بن أحمد بن محمد الطبري، والمحدث يحيى بن عبد الله بن مروان الفارقي، والمحدث أحمد بن عبد الرحمن بن محمد المرداوي، وكما كان من تلاميذ الإمام العراقي وهم خلق كثير أيضا، منهم ولده أبو زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي، والحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني.
والحافظ علي بن أبي بكر الهيثمي، صاحب مجمع الزوائد، والفقيه محمد بن موسى الدميري، والمحدث إبراهيم بن حجاج الأبناسي، والعلامة علي بن أحمد بن إسماعيل القلقشندي، والعلامة أبو بكر بن حسين بن عمر المراغي، والعلامة محمد بن ظهيرة الشافعي، والمحدث إبراهيم بن محمد بن خليل المعروف بسبط ابن العجمي، ومن كتب الإمام العراقي هي مخطوطة نظم الدرر السنية في السير الزكية، بخط عبد الرحيم العراقي ومن كتبه أيضا تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد، كتبه لابنه أبي زرعة، وأسانيد الكتاب من أصح الأسانيد، وطرح التثريب في شرح التقريب، ولم يتم شرحه، فأكمله ابنه أبو زرعة، وتخريج أحاديث إحياء علوم الدين وسماه إخبار الأحياء بأخبار الإحياء، واختصره في المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار، ونظم علوم الحديث لابن الصلاح وشرحها وعمل عليه نكتا، وكتاب في المراسيل.