الإمام أبو يحيى زكريا القزويني

بتاريخ :الاثنين 30 مايو 2022

الناشر :Heba   عدد المشاهدات : 657 مشاهدات

الإمام أبو يحيى زكريا القزويني
بقلم / محمـــد الدكـــروري    

الإمام أبو يحيى زكريا القزويني هو أبو عبد الله زكريا بن محمد بن محمود القزويني، عالم مسلم عربي قزويني المولد حجازي الأصل، يرتفع نسبه إلى الإمام مالك بن أنس عالم المدينة المنورة، وولد الإمام أبو يحيى زكريا القزويني في عام ستمائة وخمس من الهجرة، وتوفى عام ستمائة واثنين وثمانين من الهجرة، ورحل الإمام أبو يحيى زكريا القزويني في شبابه إلى دمشق ثم ذهب إلى العراق واستقر بها وتولى القضاء وكان ذلك في خلافة المستعصم العباسي واستمر في منصبه حتى سقطت بغداد في يد المغول، وألف الكثير من الكتب في مجالات الجغرافيا والتاريخ الطبيعي وله نظريات في علم الرصد الجوي، كما شغف بالنبات والحيوان والطبيعة والفلك والجيولوجيا، وكان كثير التأمل في خلق الله، موصيا بذلك مسترشدا بالقرآن الذي حثنا على النظر في مصنوعات وبدائع خلقه وليس التحديق والنظر فقط بل التفكير في حكمتها وتصاريفها. 

ليزداد الإنسان يقينا، ويقر بإن التأمل أساسه خبرة بالعلوم والرياضيات بعد تهذيب الاخلاق والنفس، لتنفتح البصيرة ويري الإنسان العجائب التي لا يستطيع تفسيرها، ومن مؤلفات الإمام أبو يحيى زكريا القزويني كتاب عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات، ويتناول هذا الكتاب وصف السماء وما فيها من كواكب وأبراج وحركاتها وما ينتج عن ذلك من فصول السنة، وتكلم عن الأرض وتضاريسها، والهواء وما فيه من رياح وأنواعها، والماء والبحار، والجزر ،وأحيائها وتكلم عن النبات والحيوان التي تسكن اليابس ورتبهم أبجديا، و يلاحظ القارئ البراعة في العرض، ودقة الملاحظة، والأستنتاج السليم، والكتاب به أربع مقدمات، ثم قسمه إلى مقالات كل مقالة بها عدة فصول وخالف القزوينى من تقدمه من علماء العرب في عدم ذكر الأشعار التي تصف النبات أو الحيوان بكثرة فكانت دراساته علمية بحتة وليست أدبية.

وكما له كتاب آثار البلاد وأخبار العباد، وهو كتاب في التـاريخ به ثلاث مقدمات، والأولى عن الحاجة إلى بناء المدن والقرى، والثانية عن خواص البلاد وتنقسم إلى تأثير البلاد في السكان وتأثير البلاد في النبات والحيوان، والثالثة عن أقاليم الأرض، وبه أخبار الأمم الماضية وتراجم الأولياء والعلماء والسلاطين والأدباء وغيرهم، وكما له كتاب مفيد العلوم ومبيد الهموم، وهو ثالث كتاب للعالم المسلم زكريا بن محمد بن محمود القزوينى ويصف القزوينى هذا الكتاب، فيقول من كان له هذا الكتاب لايضيق صدره أبدا، ويعرف به قواعد الشرع، وقانون الممالك، ونصرة المذهب، ورد الخصم، وتذكرة الآخرة، وقاعدة العدل، وعافية الأمور، ونذير العدو، إلى غير ذلك، وأنفقت فيه شطرا من صالح عمري، وسميته مفيد العلوم ومبيد الهموم، ورتبته على اثنين وثلاثين كتابا، وكما له خطط مصر، والإرشاد في أخبار قزوين. 

وهكذا ولد زكريا بن محمد القزويني حول سنة في مدينة قزوين بالعراق العجمي وطاف في إيران والعراق والشام وتولى قضاء مدينتي واسط والحلة، وقد خلف كتابين كبيرين الأول في الفلك والجغرافية الطبيعية عند العرب ويسمى عجائب المخلوقات، ولا ريب في أنه أجل ما أنتجه في هذا الميدان علماء العصور الوسطى قاطبة، والثاني في التاريخ وتقويم البلدان وما يتصل بهما، ويسمى آثار البلاد وأخبار العباد، والمعروف أن القزويني اتصل بكثير من الرحالة، وقرأ آثارهم، وأفاد من مشاهداتهم فنقل عن أبي الربيع سليمان الملتاني الرحالة الذي نفذ إلى وسط أفريقية، وعن إبراهيم الطرطوشي الأندلسي وأحمد بن عمر العذري، ومما نقله القزويني عن الطرطوشي حديث مدينة النساء، وقد أشار إليه الدكتور حسين فوزي في الفصل الذي عقده للكلام على جزائر النساء في كتابه حديث السندباد القديم.

وكما نقل القزويني عن الطرطوشي أن مدينة النساء مدينة كبيرة واسعة الرقعة في جزيرة من جزائر بحر المغرب، أهلها نساء لا حكم للرجال عليهن، يركبن الخيل ويباشرن الحرب بأنفسهن ذوات بأس شديد عند اللقاء، ولهن مماليك يختلف كل مملوك إلى سيدته، ويقوم بالسحر ليخرج مستترا قبل انبلاج الصبح فإذا وضعت إحداهن ذكرا وأدته في الحال، وتوفى عام ستمائة واثنين وثمانين من الهجرة.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية