مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :Heba عدد المشاهدات : 571 مشاهدات
الإمام أبو سعد السمعاني
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الإمام أبو سعد السمعاني الإمام الحافظ الكبير الأوحد الثقة محدث خراسان هو أبو سعد عبد الكريم بن أبي بكر محمد بن أبي المظفر منصور بن عبد الله التميمي السمعاني المروزي الشافعي، وولد أبو سعد السمعاني يوم الاثنين الحادي والعشرين من شعبان سنة خمسمائة وست من الهجرة، في مدينة مرو، ونشأ في أسرة اشتهرت بالعلم والصلاح، فنشأ في حب العلم وطلبه، فقد حضر وهو في الرابعة مع والده عند مسند زمانه عبد الغفار بن محمد الشيرويي، ثم بعد موت والده كفله أعمامه ومنهم أبو القاسم السمعاني وهو صغير، وقد كان السمعاني من العلماء الذين أكثروا الترحال، فقد ارتحل إلى نيسابور، وبيت المقدس وبغداد، والبصرة، وحلب، ودمشق، وصور، ومكة المكرمة، وهمدان، وصنعاء، وكان ظريف الشمائل حلو المذاكرة سريع الفهم قوي الكتابة سريعها درس وأفتى ووعظ، وساد أهل بيته وكانوا يلقبونه بلقب والده تاج الإسلام.
وكان أبوه يلقب أيضا معين الدين، وقال ابن النجار سمعت من يذكر أن عدد شيوخ أبي سعد سبعة آلاف شيخ، قال وهذا شيء لم يبلغه أحد وكان مليح التصانيف كثير النشوار والأناشيد لطيف المزاج، ظريفا حافظا، واسع الرحلة، ثقة صدوقا دينا سمع منه مشايخه وأقرانه، وكان من شيوخ الإمام أبو سعد السمعاني، هم إبراهيم بن محمد القطيعي أبو البدر، وأبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل، وعاصم بن محمد بن غانم الحافظ أبو المعالي، وعبد الله بن طاهر بن فارس الخياط أبو المظفر، ومحمد بن منصور التميمي السمعاني، وكان من تلاميذ الإمام أبو سعد السمعاني هم ابنه أبي المظفر عبد الرحيم، أبي روح عبد المعز بن محمد الهروي، وعبد الوهاب بن سكينة، والقاسم بن عساكر، وقال الحافظ ابن الأثير كان أبو سعد واسطة عقد البيت السمعاني، عينهم الباصرة، وإليه انتهت رآستهم، وبه كملت سيادتهم، رحل في طلب العلم والحديث إلى شرق الأرض وغربها.
وقال الإمام السبكي عنه هو محدث المشرق، وصاحب التصانيف المفيدة الممتعة، والسؤدد، والأصالة، وكان من مؤلفاته هو كتاب الأخطار في ركوب البحار، وأدب الإملاء والاستملاء، والأمالي، والأنساب، وتاريخ مرو، ودخول الحمام، وفضل الشام، وقواطع الأدلة في أصول الفقة، ومقام العلماء بين يدي الأمراء، والأدب في استعمال الحسب، وسلوة الأحباب ورحمة الأصحاب، والتحبير في المعجم الكبير، والصدق في الصداقة، وتوفي الوالد وأبو سعد صغير، فكفله عمه وأهله وحبب إليه الحديث ولازم الطلب من الحداثة، ورحل إلى نيسابور على رأس الثلاثين وخمسمائة فأكثر عن أبي عبد الله الفراوي وأبي المظفر بن القشيري، ووهبة الله بن سهل السيدي وإسماعيل بن أبي بكر القارئ وفاطمة بنت زعبل وزاهر بن طاهر وأخيه وجيه وطبقتهم، وتوجه إلى أصبهان فسمع الحسين بن عبد الملك الخلال وسعيد بن أبي الرجاء.
وأم المجتبى فاطمة والموجودين وأكثر عن الحافظ إسماعيل بن محمد التيمي، وبادر إلى بغداد فأكثر عن القاضي أبي بكر الأنصاري وإسماعيل بن السمرقندي وأبي منصور الشيباني وعبد الوهاب الأنماطي وأبي سعد الزوزني وخلق كثير، ثم حج وقدم دمشق فسمع بها من أبي الفتح نصر الله بن محمد المصيصي والقاضي أبي المعالي محمد بن يحيى القرشي والموجودين، ولا يوصف كثرة البلاد والمشايخ الذين أخذ عنهم، وقد ألف كتاب التحبير في معجمه الكبير، يكون ثلاث مجلدات، فسمع بآمل طبرستان من أبي نصر الفضل بن أحمد بن الفضل بن أحمد البصري وطبقته، وسمع من أبيورد من عبد الملك بن علي الزهري، وبإسفرايين من طلحة بن الحسين بن محمد بن الحسين القاضي حدثه عن جده، وبالأنبار من يحيى بن علي بن محمد بن الأخضر حدثه عن الخطيب الحافظ، وببخارى من عثمان بن علي البيكندي وعدة.
وببروجرد من القاضي أبي المظفر شبيب بن الحسين وأبي تمام إبراهيم بن أحمد حدثاه عن يوسف بن محمد الهمذاني، وببسطام من المحسن بن النعمان المعلم حدثه عن طاهر الشحامي، وبالبصرة من طلحة بن علي الشاهد روى له عن جعفر العباداني، وببغشور من صالح بن أحمد بن مدوسة المقرئ وغيره من جامع الترمذي، وببلخ من القاضي عمر بن علي المحمودي صاحب الوخشي، وبترمذ من أسعد بن علي، وبجرجان من أبي عامر سعد بن علي العصاري وجماعة عن عبد الله بن عبد الواسع الجرجاني، وبحلب من الرئيس أبي الحسن علي بن عبد الله الأنطاكي، وبحماة من كامل بن علي بن سالم السنبسي عن أبيه، وبحمص من قاضيها أبي البيان محمد بن عبد الرزاق التنوخي، وبخرتنك عند قبر البخاري من أبي شجاع عمر بن محمد البسطامي، وبخسروجرد من عبد الحميد بن محمد بن أحمد الخواري صاحب البيهقي.
وبخوار الري من محمد بن عبد الواحد بن محمد المغازلي عن أبي منصور بن شكرويه، وبالرحبة من الحافظ أبي سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، وبالري من القاضي أبي محمد الحسن بن محمد الحنفي حدثه عن محمد بن إسماعيل بن كثير إملاء حدثنا ابن الصلت المجبر، وبساوة من أبي حاتم محمد بن عبد الرحمن الرازي، وبسرخس من أبي نصر محمد بن محمود الشجاعي وآخر قالا أخبرنا عبد الله بن العباسي العبدوسي حدثنا أحمد بن أبي إسحاق الحجاجي حدثنا الحافظ أبو العباس الدغولي وبسمرقند من الخطيب أبي المعالي محمد بن نصر بن منصور المديني ، حدثه عن السيد أبي المعالي محمد بن محمد بن زيد الحافظ، وبسمنان من أحمد بن محمد بن العالم المضري عن أبي الحسن بن الأخرم، وبسنجار من القاضي أبي منصور المظفر بن القاسم الشهرزوري ، سمع أبا نصر الزينبي، وبهمذان وهراة والحرمين والكوفة وطوس والكرخ.
ونسا وواسط والموصل ونهاوند والطالقان وبوشنج والمدائن وبقاع يطول ذكرها بحيث إنه زار القدس والخليل وهما بأيدي الفرنج تحيل وخاطر في ذلك وما تهيأ ذلك للسلفي ولا لابن عساكر، وذكره أبو القاسم الحافظ في تاريخ دمشق، فقال أبو سعد السمعاني الفقيه الشافعي الحافظ الواعظ الخطيب إلى أن قال سمع ببلاد كثيرة اجتمعت به بنيسابور وبغداد ودمشق وعاد إلى خراسان ودخل هراة وبلخ وما وراء النهر وهو الآن شيخ خراسان غير مدافع عن صدق ومعرفة وكثرة رواية وتصانيف، سمع ببلاد كثيرة وحصل النسخ الكثيرة وكتب عني، وكتبت عنه وكان متصونا عفيفا حسن الأخلاق، ثم قال حدثنا أبو سعد بدمشق أخبرنا عبد الغفار الشيروي فذكر من جزء ابن عيينة حديث يا رسول الله متى الساعة ؟ ورواه معه ابنه أبو محمد القاسم، وكما حدث أيضا عن أبي سعد ولداه أبو المظفر عبد الرحيم ومحمد وأبو روح عبد المعز بن محمد الهروي.
وأبو الضوء شهاب الشذياني والافتخار أبو هاشم عبد المطلب الحلبي الحنفي وعبد الوهاب بن سكينة وأبو الفتح محمد بن محمد الصائغ وعبد العزيز بن منينا، وآخرون، وقال السمعاني كنت أنسخ بجامع بروجرد، فدخل شيخ رث الهيئة ثم قال أيش تكتب ؟ فكرهت جوابه وقلت الحديث، فقال كأنك طالب حديث ؟ قلت بلى قال من أين أنت ؟ قلت من مرو، قال عمن يروي البخاري من أهلها ؟ قلت عن عبدان وصدقة بن الفضل وعلي بن حجر، فقال ما اسم عبدان ؟ فقلت عبد الله بن عثمان، فقال ولم قيل له عبدان ؟ فتوقفت فتبسم ونظرت إليه بعين أخرى وقلت يذكر الشيخ فقال كنيته أبو عبد الرحمن فاجتمع في اسمه وفي كنيته العبدان فقيل عبدان فقلت عمن ؟ قال سمعت ابن طاهر يقوله، وإذا هو الحافظ أبو الفضل محمد بن هبة الله بن العلاء البروجردي، فروى لنا عن أبي محمد الدوني وطائفة، وتوفي الحافظ أبو سعد في مستهل شهر ربيع الأول سنة اثنتين وستين وخمسمائة بمرو، وله ست وخمسون سنة، رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته.