مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :Heba عدد المشاهدات : 103 مشاهدات
الإمام أبو نصر السجزي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الإمام أبو نصر السجزي هو إمام جليل، وعالم حافظ للحديث النبوي من شيوخ السنة المجوّدين، ويُعد من أئمة المسلمين البارزين في القرن الثاني بعد الميلاد، وهو الإمام العالم الحافظ المجود شيخ السنة أبو نصر شيخ الحرم ومصنف كتاب الإبانة الكبرى، في أن القرآن غير مخلوق وهو مجلد كبير دال على سعة علم الرجل بفن الأثر، وهو راوي الحديث المسلسل بالأولية، عبيد الله بن سعيد بن حاتم بن أحمد الوائلي السجزي، أبو نصر الحنفي، أما نسبته للوائلي السجزي فترجع إلى قرية بسجستان يقال لها وائل، واختلف المؤرخون حول ولادة الإمام السجزي، لكنهم أجمعوا على أنه ولد في قرية وائل، إحدى مدن سجستان التي نسب إليها، وأن ميلاده كان قبل عام ربعمائة من الهجرة، إذ إنه ارتحل إلى غزنة قبل ذلك كما ورد عن السمعاني، وشحّت المعلومات الموثوقة حوله إذ إن كتب التراجم لم تذكر الكثير حول نشأته وعائلته.
وثقافته وتعليمه، لكنه طلب العلم وارتحل في سبيل كسبه ورزقه والغوص والتزود منه، لدرجة أنه رفض الزواج بغية الحفاظ على هدف ترحاله وهو طلب العلم، فزار خراسان، والحجاز، وبلاد الشام، والعراق، ومصر، وسمع الحديث من صفوة علمائه وشيوخه الأجلاء، وهكذا ولد الإمام السجزي في قرية وائل، ثم رحل إلى عدد من البلدان، ثم نزل بمكة المكرمة وحل بها إلى أن مات، وقد أخذ عن علماء كثر منهم من سجستان والده سعيد بن حاتم بن أحمد وأبو زهير مسعود بن محمد اللغوي، ومن نيسابور الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأبو يعلى محمد المهلبي، ومن مكة أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي، ورحل إلى مصر والبصرة والعراق، ومن تلاميذ الإمام أبو نصر السجزي، هم عبد العزيز بن محمد النخشبي، وجعفر بن يحيى الحكاك، وجعفر بن أحمد السراج، أبو إسحاق الحبال، وطلب الحديث في حدود الأربعمائة.
وسمع بالحجاز والشام والعراق وخراسان، وسمع الإمام أبو نصر السجزي بالحجاز والشام والعراق وخراسان من أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي، وأبي أحمد الفرضي، والحافظ أبي عبد الله الحاكم، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن الصلت المجبر، وأبي عمر بن مهدي الفارسي، وعلي بن عبد الرحيم السوسي، وأبي عبد الرحمن السلمي، وعبد الصمد بن أبي جرادة الحلبي، وقال محمد بن طاهر سألت الحافظ أبا إسحاق الحبال عن أبي نصر السجزي وأبي عبد الله الصوري أيهما أحفظ ؟ فقال كان السجزي أحفظ من خمسين مثل الصوري، ثم قال إسحاق كنت يوما عند أبي نصر السجزي فدق الباب فقمت ففتحت فدخلت امرأة وأخرجت كيسا فيه ألف دينار فوضعته بين يدي الشيخ وقالت أنفقها كما ترى، قال ما المقصود ؟ قالت تتزوجني ولا حاجة لي في الزوج لكن لأخدمك فأمرها بأخذ الكيس وأن تنصرف فلما انصرفت.
قال خرجت من سجستان بنية طلب العلم ومتى تزوجت سقط عني هذا الاسم وما أوثر على ثواب طلب العلم شيئا، قلت كأنه يريد متى تزوج للذهب، نقص أجره وإلا فلو تزوج في الجملة، لكان أفضل ولما قدح ذلك في طلبه العلم بل يكون قد عمل بمقتضى العلم لكنه كان غريبا فخاف العيلة وأن يتفرق عليه حاله عن الطلب، وقال أبو نصر السجزي في كتاب الإبانة، وأئمتنا كسفيان ومالك والحمادين وابن عيينة والفضيل وابن المبارك وأحمد بن حنبل وإسحاق متفقون على أن الله سبحانه فوق العرش وعلمه بكل مكان وأنه ينزل إلى السماء الدنيا وأنه يغضب ويرضى ويتكلم بما شاء، ومن مؤلفات الإمام أبو نصر السجزي كتاب الإبانة الكبرى، والرد على من أنكر الحرف والصوت وهي رسالة السجزي إلى أهل زبيد، وكان من أبرز مؤلفات الإمام السجزي، كتاب الإبانة الكبرى في مسألة القرآن الكريم وهو مُجلد كبير صنفه الإمام السجزي.
قاصدا التوضيح من خلاله بأن القرآن الكريم كتاب سماوي منزل من عند الله تعالى، وغير مخلوق على ألسن العباد، ومن جهة أخرى، يدل الكتاب على مكانة الإمام السجزي وحسن إمامته، وعلى ثقافته وبصيرته الواسعة في علوم الرجال، وفن الأثر والطرق، وكما له أيضا رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت، ويُعد هذا الكتاب واحدا من أهم وأقدم المصنفات التي أفردت مسألة الحرف والصوت بالتأليف، والتي تعتبر بدورها من المسائل الدقيقة التي زلت فيها أقدام العديد من طوائف المسلمين، الأمر الذي تطلب واحتاج إلى بيان قول الحق فيها، ومن جهة أخرى، فقد فصّل الإمام السجزي القول فيها، مُستدلا بمذهب السلف ومُنتصرا له، كما رد على المخالفين مُبينا بطلان الاعتقادات والشبهات التي تعلقوا بها، وظنوا أنها أدلة تؤيد ما ذهبوا إليه، وتوفي العلامة أبو نصر السجزي بمكة في محرم سنة ربعمائة وأربعة وأربعين من الهجرة، الموافق عام ألف واثنين وخمسين من الميلاد.