مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :Heba عدد المشاهدات : 94 مشاهدات
الدكروري يكتب عن المرء والمبادئ الإسلامية "جزء 2"
بقلم / محمـــد الدكـــروري
وروى الإمام مسلم "أن السيدة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت "كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحن، فمن أقر بهذا من المؤمنات فقد أقر بالمحنة" أي الامتحان "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقررن بذلك من قولهن قال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم "انطلقن فقد بايعتكن ولا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط، غير أنه يبايعهن بالكلام" وقال النبي صلى الله عليه وسلم لاعنا السارق، مبينا دعاءه عليه بالطرد والإبعاد من رحمة الله "لعن الله السارق يسرق البيضة، فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده " رواه البخاري ومسلم، وهذه لعنة على السارق من الرسول صلى الله عليه وسلم فالذي يسرق في البداية الشيء اليسير كالبيضة والحبل، ثم يؤدي به الأمر إلى أن يسرق شيئا ذا قيمة، فتقطع يده في النهاية، وقد عاقب النبي صلى الله عليه وسلم.
أقواما سرقوا وقتلوا وكفروا عقابا أليما، وكانت السرقة إحدى جرائمهم، فإنهم قدموا من عكل أو عرينة، فاجتووا المدينة، نزلوا بها، ثم مرضوا، ولم يلائمهم جوها، فأحسن إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بلقاح، وأن يشربوا من أبوالها وألبانها، علاج للحمى، وعلاج للمرض الذي أصابهم وبول كل ما أكل لحمه طاهر، فانطلقوا فلما صحوا أى رجعت إليهم الصحة، قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا النعم أى أخذوا الإبل، فجاء الخبر في أول النهار، وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم أبطال، فبعث في آثارهم، فما ارتفع النهار حتى جيء بهم عند النبي صلى الله عليه وسلم حاضرين، ألقي القبض عليهم، أين يهربون؟ من شجاعة الصحابة ما ارتفع النهار إلا والحرامية عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقطع أيديهم وأرجلهم، ثم أمر بمسامير فأحميت فكحلهم بها، وطرحهم بالحرة، على الصخور الحارة، يستسقون فلا يُسقون.
قال أبو قلابة "فهؤلاء سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم، وحاربوا الله ورسوله" وليبشر المسروق منه بأنه سيأخذ من حسنات السارق يوم القيامة، أو يؤخذ من سيئاته فتطرح على السارق، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه له صدقة كما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم، في هذا بيان أن المسروق منه ماله لا يضيع عند الله، عرف السارق، أو لم يعرف، والحدود كفارة لأهلها إذا أقيم الحد في الدنيا كان كفارة لصاحبه، ولكن ما هى ابواب الحرام وكيف نتوب من المال الحرام؟ وهو أن على رأس هذه الصور التى تهدم المجتمات هو استباحة المال العام، فعن أبي حُميد الساعدي قال استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني أسد يقال له ابن اللتبيّة، وقال عمرو وابن أبي عمر، على الصدقة، فلما قَدم، قال هذا لكم، وهذا لي أهدي لي.
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال "ما بال العامل نبعثه فيأتي، فيقول هذا لك وهذا لي، فهلا جلس في بيت أبيه وأمه، فينظر أيهدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده، لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر" ثم رفع يديه، حتى رأَينا عُفرتى إبطيه "ألا هل بلغت؟" ثلاثا، فهذا رجل أدى مال المسلمين كاملا وأخذ ما أهدي إليه فغضب من فعله ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بمن أخذ من مال المسلمين ؟ فقولوا لكل من أخذ هدية بسبب منصبه ووجاهته انظر إلى حالك بعد يوم واحد من التقاعد كيف يكون حالك ترى الذي أهداك بالأمس لا يكاد يلقي عليك السلام، فهل كانت هديته لمحبة أم لأمر أخر؟ فليعتبر من هم اليوم في مناصب ووجاهات بمن سبق قبل أن يعتبر بهم من بعدهم، وقولوا لمن يقبل الهدايا أو الرشاوى في عمله.
وهو يظن أن لم يره أحد ؟ قولوا له إن لم يراك البشر فإن رب البشر يراك، وإن لم تتب من عملك المشين ذلك فستفضح على رؤوس الخلائق، من لدن آدم عليه السلام إلى آخر ما خلق الديان فمن أخذ ظرفا فيه مبلغ من المال أتى به يحمله على عنقه، ومن أخذ سيارة يأتي بها على عنقه، ومن أخذ أرضا يأتي بها على عنقه وهكذا، فمستقل ومستكثر، وقولوا لمن يستخدم الأموال العامة في قضاء مصالحه الخاصة اتقى الله فإنه لا يجوز لك، فإن هناك طائفة من الموظفين إذا أراد أن يتكلم في الهاتف لغرضه الخاص ويكون الاتصال على هاتف جوال فإنه يضع هاتفه الجوال جانبا ويستخدم هاتف المصلحة التي هو فيها حتى يحمل التكلفة على المصلحة ولا يتحملها هو ومنهم من يستخدم السيارة التي أعطيت له من قبل العمل لقضاء مصالح العمل في قضاء مصالحه الخاصة أو يستخدم موظفا يأخذ راتبه من قبل جهة العمل لقضاء حاجاته الخاصة.