مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :شريف عدد المشاهدات : 173 مشاهدات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
وإن من الحقوق للإنسان هو المحافظة على عرضه وكرامته، فجاء الإسلام بتحريم الزنا واللواط أشد التحريم وحرم الله سبحانه الوسائل المؤدية إلى هذه الجريمة، حفاظا على شرف المرأة والرجل لكي لا ينتهك، وحفظا للمجتمع من أولاد الزنا لكي يبقى مجتمعا مسلما شريفا يُعرف كل فرد فيه ذكرا أو أنثى بأمه وأبيه الشرعيين، وشرع الله سبحانه في الإسلام الزواج ورغب فيه ورغب في تسهيل ذلك ونهى عن المغالاة في المهور لكي يتيسر الزواج لكل فتى وفتاة، أما النظام الديمقراطي الذي اتخذته الدول الغربية ومن سار في فلكها فإنه يستبيح الزنا والاختلاط المحرم ودخول المرأة المرقص والمسرح ترقص وتغني أمام الناس وتفعل ما تشاء باسم الحرية الشخصية، ولو حاول وليها الشريف العاقل منعها من ذلك عوقب بالسجن حتى صارت المرأة في المجتمع الغربي وما شاكله دمية يلعب بها السفهاء، ولم يكتف النظام الغربي الكافر بالله سبحانه وبشريعته.
التي أنزلها في جميع كتبه وأرسل بها رسله بترك الحبل على الغارب لسفهاء الرجال والنساء يفعلون كما يشاؤون من المنكرات باسم الحرية الشخصية بل حرموا هذه الحرية على المؤمنات الشريفات فمنعوهن الحجاب وألزموهن الاختلاط المحرم ومنعوا المؤمنين من الرجال من التدخل دون هذا المنع الظالم المحاد لله ورسله وكتبه، فإن لدينا من الفضائل والقيم ما لو أحسنا عرضها للآخرين وامتثلناها في حياتنا لكان لنا السمو والريادة، وأسهمنا في نشر الإسلام قيما ومُثلا مشرقة، وتظهر الأيام عظمة القيم في الإسلام، فهذه الأمم اليوم تترنح ويتوالى الانهيار منذ فجر التاريخ، فتنهار الأمم لضمور المبادئ وهشاشة القيم التي أقيمت عليها، وتقف أمة الإسلام شامخةً بإسلامها، قوية بإيمانها، عزيزة بمبادئها لأنها أمة القيم والمثل والأخلاق، فإن انهيار الأمم والحضارات المادية دليل على أن قيمها ومثلها ضعيفة نفعية، بل هي مفلسة في عالم القيم، كيف لا وهي من صنع البشر؟
فكم من القتلى؟ وكم من الجرحى؟ وكم من التدمير يمارس اليوم باسم الحرية والحفاظ على المصالح؟ وإن من الحقوق الذي حفظها الإسلام للإنسان أكمل الحفظ هو حق تملك المال والتصرف فيه على الوجه المشروع، الذي يحصل به التكافل الاجتماعي وزيادة الإنتاج والقضاء على البطالة وتشجيع المنتجين ومنع المتآمرين المحتالين الذين يأكلون أموال الناس بالباطل وهم جلوس لا يعملون، وهؤلاء هم اللصوص المكشوفين الذي يتعاملون بالربا والقمار، وأماكن الفساد، وهذا الحفظ المثالي لحق الإنسان في المال كسبا وإنفاقا يتمثل في الدين الإسلامي بأن الله أوجب على الإنسان أن يعمل وأن ينفق كسبه على نفسه وزوجته وأولاده ووالديه إن كانا حيين أو أحدهما وهما بحاجة إليه، ونهاه أن يكون كسلانا بطالا عالة على المجتمع وفتح له أبواب الكسب الحلال الكثيرة كالزراعة والصناعة والتجارة وتربية الماشية والعمل في الوظائف الشريفة لدى الدولة والشركات ورجال الأعمال.
وأوجب عليه أن يكون مخلصا في عمله أمينا لكي ينفع نفسه ومجتمعه ولكي يكون كسبه حلالا طيبا يبارك الله له فيه ويأجره عليه في الدار الآخرة، وحرم عليه المكاسب المحرمة ومنها الربا والقمار والسرقة والغش في المعاملة والكسب من المهن المحرمة والعادات القبيحة المحرمة كالزنا واللواط وتعاطي السحر والتعامل في المسكرات والمخدرات والرقص والغناء والمتاجرة في المحرمات الأخرى كالصور الخليعة والأزياء المحرمة ونحو ذلك، وحرم عليه في الإنفاق أن يكون بخيلا يضر بنفسه وأهله وأولاده بمنع ما يحتاجونه من المأكل والمشرب الحلال والملبس وهو يقدر على ذلك، وفي مقابل ذلك يحرم عليه التبذير والإسراف وشراء الأشياء المحرمة، وأمره بالصدقة على الفقراء والمساكين والأيتام وفي المشاريع الخيرية، وأما النظام الرأسمالي الذي أقره ميثاق هيئة الأمم ويتعامل به الغرب ويفرضونه على الناس فهو في غالبه الحرام بكل المعاني كسبا وإنفاقا.
لأن أكثر معاملته محرمة في دين الإسلام وفي التوراة والإنجيل وفي مقدمتها التعامل بالربا وهو بيع النقود بالنقود مع زيادة على المشتري مقابل التأجيل، وقد صارت المعاملات بالربا فانتشرت البطالة واستعبد المرابون الفقراء وحملوهم ما لا يطيقون من الديون وكسدت الزراعة والصناعة والتجارة المشروعة وقلّ الإنتاج، وقد نزل القرآن معلنا تحريم الربا والوعيد الشديد على المتعاملين به وأنهم يبعثون كالمجانين يوم القيامة، هذا إلى أن المرابين الذين يأكلون الأموال الحرام في هذه الحياة هم أشقى الناس بكسبهم المحرم فهم معذبون به في الدنيا قبل الآخرة، وأن الله عز وجل لعن في الربا خمسة " آكله وموكله وكاتبه وشاهديه" والكاتب مثل موظف البنك المختص بكتابة القروض الربوية، وقد دخل الكاتب والشهود في اللعنة رغم أنهم لم يأكلوا الربا لأنهم رضوا به وصاروا أساسا في اعتبار عقده وقد قال الله تعالى فى سورة المائدة "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب"