قصة عبده القرش |جريدة الراي

بتاريخ :الاثنين 13 يونيو 2022

الناشر :شريف   عدد المشاهدات : 230 مشاهدات


تأليف وكتابة / عبدالعزيز تمام
مقـــدمـة :
تدور حكاية عبده القرش في نطاق اجتماعي حول تعريف المال
من خلال ثلاث شخصيات كل يرى المال بطريقة مختلفة
فمنهم من يرى المال يعطي السلطة والقوة
والثاني يرى المال وسيلة لإشباع الرغبات
والثالث يراه نعمة من عند الله وجب علينا تأدية حقه
ومن خلال حياة كل منهم والظروف التي يتعرض لها والتي تؤثر على قناعاته وبالتالي رؤيته وأهدافه
ولأنهم إخوة سيكون اسلوبهم مشتابه لحد ما مع بض مع اختلاف مفاهيم كل منهم حسب ما حدث لكل منهم .
فلنبدأ
الحلقة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
فترة التمنينات من القرن الماضي
عبد الرحيم حسان مسعود القرش | رجل صعيدي متزوج وأب لخمس أبناء وهم على التوالي
عزة , عبد العال , عبد الرحمن , عبد الهادي , سمر
عبد الرحيم كان يعمل في المعمار حامل قصعة (قروانة)
عبد الرحيم كان سافر السعودية وبعدها العراق وجمع منهما نقود جعلته يشارك بعض أقاربه في بيت ملك في المناطق الشعبية والتي تكون بعد الزحف العمراني للاراضي الزراعية في هذا الوقت ليكون له شقة ملك في الدور الثالث
وكان أيضا بعد عمله (كحامل قصعة) يقوم بشراء شكائر الاسمنت من العميل أو المقاول حتى يقوم بإعادة تصنيعهم لأكياس فاكهة ورقية (نعم في ذالك الزمن لم يكن ينتشر بعد الأكياس البلاستيك )
الزوجة مسعدة فتحي تبقى قريبة عبد الرحيم من نفس العائلة
عزة مخطوبة من ابن خالها عوض .
في الصيف يعمل عبد العال وعبد الرحمن في نفس مجال الوالد وأحيانا في أماكن أخرى .
** في يوم كان عبد العال يعمل في مكان غير مكان عمل الأب وتحدث مشده مع بعض العمال فيما بينهم مما أدى إلى إصابات خطيرة لبعضهم مما أدى إلى تدخل الشرطة والتي قامت باحتجاز الجميع بما فيهم عبد العال ابن الست عشر عاما
وقد تعرّض للاهانة والضرب في القسم مما أدى إلى إغماءه وفي اليوم التالي أفاق عبد العال ليجد أنهم أقاموا محضر صلح وقد خرج الجميع ومن بينهم عبد العال والذي ما زال في نفسه شيء مما حدث له
عندما وصل لبيته وبعد الترحاب نام عبد العال وكان يخرّف في منامه ويسترجع ما حدث له في القسم
حتى استيقظ ليجد أخويه وابن عمه أسامة في غرفته وبعد حوار
ينظر لعبد الرحمن ويقول له: أنت لازم تذاكر وتدخل كلية الشرطة وتطلع ضابط
يرد أسامة: مع الأسف يا بن عمي مش بالمذاكرة لازم واسطة أو فلوس
عبد العال : خلاص عبد الهادي يذاكر ويبقى قاضي
أسامة: برضه لازم واسطة أو فلوس
عبد العال في باله يفكر : يبقى لازم يكون عندنا واسطة وفلوس عشان ما اشوفش اللي شوفته تاني .
بعد فترة يقام حفل زفاف عزة على عوض حفل بسيط يضم العائلة كثيرة العدد ضعيفة الإمكانيات وبأغاني الأفراح القديمة والجميلة وتوزيع الشربات وما تيسر من الطبل البلدي .
وبعد شهرين من الزواج حيث كان ينظر عبد الرحيم من شرفة منزله فيرى عزة ابنته آتية إليه وأدرك أنها قد تكون غاضبة من زوجها فيرجع إلى أسرته ويشير إليهم إن لا احد يسألها عما حصل ويستقبلوها استقبال عادي ولا احد يحاول أن يسألها ولا يسمع منها
يُطرق الباب فيفتح الأب ويشير إليها بالدخول وتدخل عزة منتظرة السؤال التقليدي في مثل تلك الظروف ( مالك ؟ ,فيه إيه ؟, وإيه اللي حصل؟ ) ولكن وجدت إن الجميع تعامل معها وكأنها لا تزال تعيش معاهم ولا إي تسأل منهم لها
حتى أتى وقت العشاء أحضرت الأم  مسعدة العشاء ووضعته على الطبلية فجلس الجميع وكان مكان عزة بجانب الأب والذي مال على أذنها يقول لها : بقى بذمتك مش أولى بالأكل ده أخواتك اللي لسه جايين من الشغل
وفي اندهاش غريب تغضب عزة وتتجه للغرفة التي كانت تنام بها قبل الزواج
وبعد ان يتم الوالد عشائه يدخل على الغرفة التي بها عزة والتي اول ما تجده تغطي واجهها وكأنها تنام ولكن الاب يتجه لها
ويقول لها: بقى انا استلف واتداين عشان احسن فرش عشان يتشال في الدواليب تأكله العتة والفيران وتجي انتي تاخدي فرشة اخواتك اللي معندهمش غيرها
تترك عزة السرير والفرش,
وفي صباح اليوم التالي يأتي عوض الى منزل عمه عبدالرحيم حيث يتوقع من عمه اما ان يهان او يضرب كعقاب له وكيف سيجمع المبررات حتى يعرف يراضيه فهو متوقع من زوجته عزة شكواها لوالدها
يطرق الباب مرتجفا مترددا واذا بعمه عبدالعال يفتح له الباب ويستقبله بوجه فاتر مما يزيد من قلقه ولكن يثير اندهاشه استقبال عزة الحافل وكأنها كانت تنتظره
عزة : انت اتأخرت ليه ثواني هلبس واجي معاك
ودون اي ردة فعل من اي احد غير عمته مسعدة : اقعد ياولدي اتغدى الاول وخد مرتك وروح
ولكن بعد وقت قصير يمشي عوض مع زوجته في اندهاش وفرحة منه وغضب منها ومن امها مما فعله الاب
بعد مغادرة عزة وعوض بغضب شديد من الأم
مسعدة :فيه إيه يا عبده عملت البت كده ليه وليه مسألتهاش على اللي حصل بينهم يمكن شاتمها يمكن ضربها مش نعرف اللي حصل ,بقى بتك جاية عندك تترمي في حضنك تعمل فيها كدة
عبد الرحيم :  بتك لو مش زعلانة دلع كانت استحملت اكتر من كده  , أنا عايز اعرّف بتك إن ده مبقاش بيتها
.بيتها هو بيت جوزها اللي المفروض تعيش معاه وتستحمل دونيتوا وتعرف أن ده هو مكانها ,لكن بيت ابوها متجيش فيه غير ضيفة مش صاحبة مكان
مسعدة : طب كنا نسألها نعرف اللي حصل
عبد الرحيم : أي مشكلة بين اتنين لو محدش أتدخل ما بينهم .هينسوها مع الأيام أو أي حاجة حلوة تحصل بينهم .لكن لو أي حد تالت أتدخل حتى لو جاي يحل .
المشكلة دي هتفضل في دماغهم حتى لو اتحلت وأي مشكلة بعد كدة هتكمل عليها . خللي سرهم بينهم يهدى سرهم
مسعدة : يمكن ضربها مش نعرف اللي حصل
عبد الرحيم:  أنت عايزها تقول إيه ؟  عايزاها تغلط في جوزها في غيابه وتكسر هيبته عليها
مسعدة. مين قاليك هتغلط فيه
عبد الرحيم: أمال هتشتكي منه من غير ما تقول انه غلطان !
سيبي بتك وجوزها يحلوا مشاكلهم مع بعض عشان لو أتدخلنا هنبقى كل مرة هنتدخل ومش هنخلص
*عبد الرحيم القرش ذلك الرجل الأربعيني الحاصل فقط على الابتدائية. اسمر الوجه واليدين والقدمين ولكن حين يخلع عمامته والتي تلازمه كثيرا تجد فروة رأسه وما خفي تحت العمامة من الجبين شديد البياض وهذا هو لونه الأساسي ولكن اللون الأسمر اكتسبه من خلال عمله والذي لا يخلو منه الشمس.
نحن نتشكل حسب الظروف التي حولنا أما ما بداخلنا فهو نحن .

 

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية