رمسيس الثاني .....ومعركة قادش

بتاريخ :الأربعاء 22 يونيو 2022

الناشر :tareak   عدد المشاهدات : 31 مشاهدات

 

بقلم / فارس حسني

 

بدأ انحسار النفوذ المصري في آسيا في عصر أواخر ملوك الاسره الثامنة عشر كنتيجة مباشره للاضطرابات التي خلفتها ثورة إخناتون الدينيه في الداخل. مما جعل الحيثيون يستغلون هذه الاضطرابات لكي يقوموا بقيادة تحالف ضد مصر, ونجاحهم في ذلك, وبالتالي فقدان مصر للكثير من مناطق نفوذها في اسيا الغربيه, وذلك دون ان يتحرك الملك اخناتون لتلبية طلبات النجدة التي كان يرسلها اليه امراء المدن الاسيويه الموالين لمصر فيما عرف بخطابات تل العمارنه.

 

وبعد وفاة الملك اخناتون وفشل ثورته الدينيه والعودة إلي عبادة الآلهه التقليدية لمصر والإله آمون مرة أخري، وتولي الملك حور محب عرش مصر في نهاية الامر, والذي يعتبر آخر فراعنة الاسره الثامنة عشر الذي قام بتنظيم الشؤون الداخليه لمصر, والذي توفي دون وريث بعد ان نجح في اعادة الامن الي البلاد, تولي عرش مصر أحد قادة الجيش وهو رمسيس الاول مؤسساً بذلك الاسرة التاسعة عشر.

 

وقد أخذ ملوك هذه الاسره علي عاتقهم استعادة النفوذ المصري في آسيا مرة اخري, فبعد وفاة الفرعون رمسيس الاول بعد سنتين من الحكم, بدأ ابنه وخليفته سيتي الاول حملاته العسكريه ضد الحيثيين، حيث كان يرمي الي اعادة النفوذ المصري في آسيا الي ما كان عليه في عهد الفرعون تحتمس الثالث في عصر الاسره الثامنة عشر, وبالفعل نجح سيتي الاول بعد عدة حملات عسكريه ناجحه في اعادة بسط النفوذ المصري في وتقابل مع جيوش الحيثيين بالقرب من قادش في سوريا، واخيرا عقد الصلح معهم (كما ذكر في نقوشه علي جدران معبد الكرنك) بمعاهدة شهيرة ،وقد فضل سيتي الاول الوقوف عند هذا الحد ، و ربما قام بتوقيع معاهدة مع الحيثيين، ومات بعد 14 عاما من الحكم ،وتولي من بعده ابنه رمسيس الثاني.

 

الحملة

 

وصل جيش رمسيس الثاني بعد مرور شهر من انطلاقه إلى مدينة قادش، قرب إحدى فروع نهر العاصي، حيث كان جيش مواتللي الثاني متمركزًا، وتكون الجيش المصري من أربعة أقسام، أطلق عليها أسماء الآلهة المصرية القديمة، وهي: رع. بتاح. ست. آمون. وجدير بالذكر أن الفراعنة هم أول شعب في التاريخ يقسم الجيش لفيالق.

 

عسكر رمسيس الثاني بمدينة قادش، ثم دخل اثنان من الشاسو (قبائل بدوية عمورية) وأظهروا الولاء للفرعون، وأخبروه بأن موقع ملك الحيثين وجنوده في حلب شمال سوريا، وارتكب الملك رمسيس الثاني خطأ بتصديقه لأخبارهم، ولم يتحقق من هذه الأخبار إن كانت صحيحة أم لا، وكان هؤلاء الشاسو جواسيسًا. هاجم الجيش الحيثي جيش رمسيس الثاني، وهاجموا فيالقه، ودمروا فيلق رع بالكامل، وبعد هزيمة وتدمير فيلق رع، تابع الجيش الحيثي تقدمه وقضوا على فيلق آمون، بعدما اشتد الصراع بينهم، وخسر فيلق آمون وفقد العديد من جنوده، وتمكن بهذا الجيش الحيثي من الانتصار على فيلق رع وآمون في جيش رمسيس. عمل رمسيس على وضع خطة للهجوم على الحثيين، حيث سلك بالجيش طريقًا ضيق ليلتف حول الحيثيين، وبعدها هاجمهم، وفاجأ الحيثين الذين وجدوا أنفسهم محاصرين من قبل جيش رمسيس، ووصلت إمدادات من نعارينا (بلاد الآموريين)، فأحس الحثيين بأن الهزيمة قد حلت وأنهم محاصرين، فتركوا أسلحتهم، ومتاعهم، وعرباتهم في نهر العاصي. كان لدى رمسيس الثاني كتابات قال فيها أنّ الملك مواتللي الثاني أرسل طالبًا الصلح، ولكن لا توجد أدلة تؤكد هذه الكتابات، وفي صباح اليوم التالي للمعركة بدأت معركة بين المصريين والحيثيين، ووقعت خسائر من الطرفين.

 

وعن نتائج معركة قادش: 

 

ادعى كلا الطرفان في حرب قادش أنهما انتصرا، وتم عقد أول معاهدة سلام في التاريخ في 1258 قبل الميلاد، وكانت بين الجيش المصري وجيش الحيثيين . انتهت معركة قادش باحتفاظ كل طرف من الأطراف المتحاربة بمكاسبه السابقة، ولكن لحق في كل جيش من الجيوش المتحاربة خسائر فادحة على الصعيدين المادي والأسلحة العسكرية، وخسائر فادحة في الأرواح، وقام رمسيس الثاني بنقش تفاصيل المعركة بالكامل على جدران معبد الأقصر ومعباد أخرى مثل معبد أبو سمبل. أما من جهة الملك مواتللي، فقد ذكر أن المعركة قد انتصر بها جيشه وليس جيش رمسيس الثاني.

 

 يعتقد أنّ الجيش المصري بقيادة رمسيس الثاني قد خسر ما يقارب 20000 جندي، 2000 مركبة حربية، وأن جيش الحيثيين بقيادة مواتللي الثاني خسر 50000 جندي وما بين 3700 مركبة حربية. 

 

اتفاقية السلام في معركة قادش

 

 كان نصرا تكتيكيا من قبل الجيش المصري بقيادة رمسيس الثاني وبين الجيش الحيثي بقيادة مواللتي الثاني و تم توقيع اتفاقية سلام مصرية كانت بتاريخ 1258ق. م وكانت بين الجيشين المصري والحيثيين وهي وثيقة معاهدة رسمية لوقف القتال، وتُعرض تلك الوثيقة في الوقت الحالي بمتحف الآثار في اسطنبول، وتم نقش المعاهدة على لوح مصنوع من الفضة، ونجا منها نسخة وصلت إلى العاصمة الحيثية حاتوسا حتوساس الموجودة في تركيا حاليًا، وتوجد النسخة الأصلية من معاهدة قادش وهي النسخة طبق الأصل في مقر الأمم المتحدة، بصفتها أول معاهدة سلام موثقة في تاريخ العالم علي الاطلاق أما المتحف المصري فيضم النسخ المصرية التي كتبت على أوراق البردي.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية