هل حققت زيارة بايدن إلي بيت لحم جزءاً من أحلام الفلسطينيين

بتاريخ :السبت 16 يوليو 2022

الناشر :محمود   عدد المشاهدات : 159 مشاهدات

 

بقلم : يوحنا عزمي

في هذا الموتمر ردد محمود عباس نفس العبارات المعادة والمكررة التي تعودنا عليها منه بطريقته الخطابية المعروفة عنه ، ومن ذلك إعلانه علي مسامع الرئيس الأمريكي أنه يمد يده بسلام الشجعان إلي الإسرائيليين ، وذلك علي غرار ما سبق له ان فعله في اوسلو منذ ثلاثين عاما ، عندما وقع علي إتفاق سلام فاشل كان هو نفسه اكثر المهللين له والمدافعين عنه في وجه كل الانتقادات التي وجهت إليه ومنه أنه كان اتفاق استسلام وليس إتفاق سلام ..

وهو الإتفاق الذي لم يجني الفلسطينيون منه غير الذل والعار وخيبة الأمل ولم تعترف به الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة 
وإنما تجاهلته وانكرته بل وانهكت كافة ما تضمنه من بنود 
وتعهدات متبادلة .. 

ومع ذلك يعود محمود عباس اليوم ليقول للرئيس الأمريكي وللزعماء الإسرائيليين أنه ومعه الشعب الفلسطيني بحاجة لهذا النوع من السلام الشجاع حتي يطوي الفلسطينيون والاسرائيليون صفحة الماضي ولينطلقوا معا نحو مستقبل افضل للشعبين.

ثم جاء ليؤكد لضيفه الأمريكي الكبير ان حل الدولتين الذي يضمن للفلسطينيين إقامة دولتهم المستقلة علي حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية ، هو وحده الذي سوف يفتح الطريق امام سلام عربي إسرائيلي شامل ويضع نهاية لهذا الصراع الذي طال ، وقال ايضا أنه يثق في قدرة الرئيس بايدن وإدارته علي تحقيق السلام المنشود بالمساعدة في تنفيذ حل الدولتين.

راينا بايدن وهو يستمع إليه دون ان يبدي تجاوبا واضحا معه 
وكأنه كان يستعجل انهاء هذا المؤتمر الشكلي الهزيل دون ان يورط نفسه بإعلانه عن اي إلتزام او تعهد أمريكي جديد حيال القضية الفلسطينية يخرجها من جمودها ويحرك العملية التفاوضية المتوقفة منذ سنوات ، وإنما اكتفي بالتعبير عن دعمه الذي لن يكلفه شيئا لحل الدولتين وان كان قد استبعد احتمال تحققه في الأمد القريب بسبب ما قال انها الضغوط والقيود الكثيرة التي يتعرض لها الفلسطينيون في الوقت الحاضر والتي سوف تجعل حل الدولتين أمرا صعب المنال علي حد وصفه له .. 

ولم يزد ما تبرع به الرئيس بايدن للشعب الفلسطيني للتخفيف من حدة معاناته في اراضيه المحتلة عن مائة مليون دولار خصصها كلها لقطاع الصحة العامة ولتحسين الخدمات الصحية التي تقدمها المستشفيات الفلسطينية في القدس الشرقية وغيرها.

مهمة فاشلة بكل المعايير ، لم تحقق هدفا مهما واحدا يحسب 
لها كخطوة علي طريق حل هذا الصراع الذي دمر للفلسطينيين حياتهم ، وجعل اراضيهم هي الأراضي الوحيدة المحتلة في العالم اليوم.

حضر بايدن إليهم ليستمع إلي شكواهم متظاهرا بتفهمه لها وتجاوبه معها وتركهم ورجع إلي قواعده كما جاء إليهم وهو ما توقعناه منه ولم يكن مفاجئا لنا .. 

واتحدي ان كان ما يسمي بحل الدولتين سوف يجد طريقه إلي التنفيذ مهما طال الزمن لأن تنفيذه بالمفهوم الذي يتحدثون عنه داخل المنطقة العربية وخارجها هو امر مستحيل عمليا إلا إذا رجعنا بعجلة الزمن خمسة وخمسين عاما للوراء وليعود كل شيء كما كان عليه وقتها اي فلسطين بلا كتل استيطانية هائلة غيرت الكثير من المعالم وبلا جدار عازل بمتد مئات الكيلومترات وبلا ضم للقدس الشرقية إلي القدس الغربية ليصبحا عاصمة إسرائيل الموحدة وبلا نزع ملكيات ومصادرات وابتلاع اراضي وبلا كانتونات تقطع وحدة الأراضي الفلسطينية وتجعل من فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة امرا غير وارد علي الاطلاق ..

فهو اي حل الدولتين ، وهم كبير بلا اساس من الحقيقة او الواقع اعتاد الرؤساء الأمريكيون تخدير الفلسطينيين به وتمضي الأعوام دون ان يتقدم الحال بهم في اراضيهم المحتلة خطوة واحدة للامام ، وليتكرر الأمر مع كل رئيس امريكي جديد قادم إلي البيت الأبيض ، والرئيس بايدن ليس استثناءا وإنما هو مجرد امتداد لمن سبقوه .. وليتنا نفهم أننا نجري طول الوقت وراء سراب.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية