تولي دكتوره نيفين الكيلاني منصب وزير الثقافة مناسبة جيدة للمطالبة باستراتيجية ثقافية جديدة

بتاريخ :الخميس 18 اغسطس 2022

الناشر :tareak   عدد المشاهدات : 490 مشاهدات

بقلم : يوحنا عزمي

 

الاستراتيجيات القديمة اثبتت فشلها الذريع ، كل التصورات 

القديمة لم تؤد إلي شىء ، مطلوب استراتيجية جديدة تراعي تحديات المجتمع المصري وتحشد جيش المثقفين المصريين 

في المعركة ..

 

قرات اجتهادات سابقة لصياغة استراتيجية عمل للثقافة فوجدتها تساوي بين الواقع في مصر والواقع في انجلترا ..كلام جميل لكنه يبقي مجرد كلام .. اهداف تصلح لأن تحلم بها في العالم الأول والثاني والثالث والثالث عشر .. تقول احدي الاستراتيجيات مثلا انها تهدف لنشر ثقافة التسامح وعدم التعصب والحوار ..الخ اهداف جميلة ..لكنها عامة جدا جدا تنطبق علي اي مجتمع وعلي اي دولة واي اقتصاد واي درجة تطور .. كلام يشبه الكلام .. لذلك لم يؤثر في الواقع ولم يتحول إلي نتيجة ملموسة علي الأرض رغم ان من وضعوه سيطروا علي العمل الثقافي في مصر لربع قرن كامل وكانت النتيجة صفر ..

 

سيطر التطرف وساد التعصب وسرق الإخوان حكم مصر في نهاية الأمر ، لولا غضب الشعب والجيش .. عشنا في ظلال "التنوير الزائف" الذي لا يهدف سوي لجلب الوجاهة والمنافع لمن يتحدثون عنه ..

 

تم عزل المثقفين في معازل طبيعية بدلا من دفعهم لأن يخوضوا معارك المجتمع ضد ثقافة التخلف .. خربت اقسام الفلسفة في كليات الآداب ولم يعد لدينا مفكر واحد .. كليات الفنون الجميلة مشاريع تخرج طلابها مخزية ويسيطر عليها التطرف والسطحية والنقل من برامج الكمبيوتر .. هذه مجرد عينات لنتائج سيطرة اصحاب ( الاستراتيجيات الثقافية ) علي الثقافة المصرية منذ التسعينات وحتي الآن ..

 

كان هناك مجلات ثقافية جيدة لكن الشعب لا يقراها ولا يعرف عنها شيئا ، ومؤتمرات هامة يحضرها اصدقاء المسئول ومعارفه وحلفاءه واعضاء شبكات مصالحه في العالم العربي كله .. يركبون الطائرات ويقيمون في الفنادق ويلتقطون الصور ثم ينفض السامر والشعب لايعرف شيئا لا عن المؤتمر ولا عن الثقافة ولا عن التقدم ولا عن التنوير ..

 

الشعب كان متروكا لدعاة الوهابية وتجار الدين ودعاة التطرف ولجان الإخوان والنتيجة كما راينا جميعا ..تطرف مسيطر وتعصب مقيم .. فمن فضلكم كفي اكاذيبا وعبادة اوثان .. ربما كان لدينا مسئولون مثقفون لكنهم افادوا انفسهم واصدقائهم فقط ولم يفيدوا الشعب في اي شىء .. 

 

لذلك لا نريد إعادة انتاج الفشل ..انني اقول بكل تواضع إننا نريد ان نضع قائمة باهم خمسة تحديات تواجه المجتمع المصري وان نبحث دور المثقفين في التصدي لهذه التحديات .. من جانبي قلت ان هذه التحديات هي "زيادة السكان - التطرف والتخلف - الفساد - الأمية المخدرات" ..ربما يجتهد اخرون ويضعون قائمة تحديات مختلفة ويجتهد طرف ثالث ويضع قائمة ثالثة .. لا يهم .. 

 

المهم ان نتفق في النهاية علي قائمة بأهم التحديات التي تواجه التنمية في مصر وان توضع خطة لتاسيس جيش من المثقفين يخوضون المعركة ضد التخلف في مصر ، كل منهم يستخدم سلاحه ، المخرج يصنع فيلما ، المسرحي يقدم عرضا ، الفرقة الموسيقية تقدم اغنية وحفلا في القرية ، الكاتب يؤلف كتابا. 

 

نريد ان ينزل المثقفون للناس في الشارع وفي القري ، نريد 

قوافل ثقافية تطوف محافظات مصر المختلفة فيها الكاتب 

النجم والشاعر ، والمخرج ، والمطرب ، بحيث يراهم الاطفال والشباب في القري ويحلموا ان يكونوا مثلهم في يوم من الأيام.

 

نريد من وزيرة الثقافة ان تعقد مؤتمرا للمثقفين لتحديد اهم 

خمس تحديات تواجه التنمية في مصر وكيف يمكن حشد المثقفين للتصدي لها ..الواقع يتغير كل يوم ..واستراتيجيات المواجهة يجب ان تتغير كل يوم .. 

 

انا اشك ان ايا من المسئولين عن الثقافة منذ التسعينات والذين تنسب لهم استرتيجيات ووصايا قد زار قرية مصرية وهو في منصبه ، بعض مثقفينا انعزلوا عن واقعهم ،اصبحوا متغربين ووكلاء ثقافيين للغرب ، يسعى بعضهم لوظيفة في جامعات الغرب ومقعد في مؤتمراته وينسي ان يزور القرية التي نشا فيها ، من اجل هذا انعزلوا عن الواقع ولم يعودوا مؤثرين فيه ..

 

التاريخ لا يعود للوراء ، مع كل الاحترام للاجتهادات السابقة ..

كفانا اوهاما واكاذيب ، وإعادة انتاج للفشل .. نريد إستراتيجية ثقافية جديدة الآن وليس غدا.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية