مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :ناهد عدد المشاهدات : 244 مشاهدات
بقلم : يوحنا عزمي
الحضور المميز واللافت للانتباه للشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة في مؤتمر القمة لاطراف اتفاقية تغير المناخ في شرم الشيخ ، ورسالته التي توجه بها إلي المجتمع الدولي حول دور دولة الامارات في التصدي لهذه الاخطار والتهديدات البيئية المتفاقمة ، هو امر لا يمكن ان يمر بدون التعليق عليه فالأمر لا يتعلق به وحده كرئيس لدولة الامارات ، وانما بدور ومكانة دولة الامارات نفسها في كافة الدوائر الخليجية والعربية والإقليمية والدولية ، وحتي في داخل الأمم المتحدة نفسها ، فهي حاضرة دائما هناك بمواقفها وممثليها.
وعلي الرغم من ان دولة الإمارات العربية هي دولة خليجية
صغيرة بالمعيارين الجغرافي والبشري ، وما يزال انتماؤها اكثر
إلي العالم النامي منه إلي العالم الصناعي المتقدم ، إلا انها نجحت في ان تقدم نفسها للعالم كنموذج رائد وقابل للاحتذاء به في العديد من المجالات الحيوية المهمة التي شملت بحوث الفضاء الخارجي وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والبيئة والطاقة النظيفة والمتجددة والتخطيط العمراني وفي اسواق المال والاستثمار والتنشيط السياحي وغيرها من المجالات التي لا تكف عن الاجتهاد فيها واعلانه للعالم في حملة علاقات عامة دولية ناجحة في تسويقها لها.
واعتقادي هو ان وفرة الأموال والثروات المادية لا تكفي وحدها سببا يمكن به تفسير كل هذا الذي حققته دولة الامارات وتفوقت فيه بجدارة خلال السنوات الاخيرة ، إذ لابد وان تكون هناك عوامل اخري ساعدتها ومكنتها من تحقيق هذه الطفرة التنموية الشاملة التي تحسدها دول كثيرة عليها ، اقصد عوامل لابد وان يكون من بينها الدقة العالية في التخطيط والتنظيم والتنفيذ والمتابعة الصارمة لتدارك الاخطاء وتصحيح التجاوزات والسلبيات بلا تهاون او تسامح ، وهو امر معروف عنهم.
اما عن تحركات قادة دولة الامارات علي امتداد الفضاء الدولي الواسع بكل ما فيه من تقاطعات وتناقضات مصالح وسياسات ومواقف واهداف ، فهو امر لا يقل اهمية عن كل ما سلفت الاشارة إليه .. فهم يتمتعون بهامش واسع من حرية الحركة ومن القدرة علي المناورة في امريكا والصين وروسيا ، وفي السعودية وإيران وسوريا وتركيا ، وفي إسرائيل وفلسطين ، وفي مصر والسودان واثيوبيا ، وفي العديد من دول الاتحاد الأوروبي المهمة ، وفي غيرها من الدوائر الإقليمية والدولية المتشابكة والمتقاطعة بحدة مع بعضها والتي استطاعوا اختراقها وتسجيل نتائج تحسب لهم فيها كلها... وليظل دورهم اينما تحركوا مرحبا به وموضع احترام وتقدير كبير ، وهو امر ليس سهلا كما قد يبدو في ظاهره ويحتاج إلي مهارات دبلوماسية عالية.
ويبقي السؤال الأهم وهو لماذا الاماراتيين وليس غيرهم من الخليجيين ، وما الذي جعل دولة مثل الكويت تتراجع امامها
وهي من كانوا يصفونها يوما بانها لؤلؤة الخليج واكثر دوله نهوضا وتحضرا وتقدما وكانوا بضربون بها المثل في السياسة كما في العمران والاعلام وفي مجالات اخري عديدة ؟ ..
لماذا هذه الطفرة الاماراتية الواسعة بينما توقف غيرها وغابوا من خريطة اهتمام العالم بهم ومتابعته لاخبارهم ؟ قد لا نكون امام لغز كبير ، ولكنه ما يزال يحتاج إلي تفسير مقنع له.