مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :ناهد عدد المشاهدات : 164 مشاهدات
تأليف وكتابة /عبدالعزيز تمام
الحلقة الخامسة عشر
وفي اللقاء ، دنيا : أنت طلبت من دينا الجواز؟ .
عبدالرحمن : ايوة وإيه المشكلة يعني .
دنيا : أنت شايف إن مفيش مشكلة ، دي قد بنتك أنت أزاي ترضي تتجوز واحدة في سنها ؟ .
عبدالرحمن : عادي السن ما يهمش طول مانا اقدر اجيبلها كل اللي هي عايزاه وبعدين هي موافقة وأنا بحبها وهي بتحبني وأنا مكبرتش قوي أنا لسه في عزي .
دنيا : أنت مش بتحبها ولا هي بتحبك أنت بس حبيت شكلها وهي ارتاحت معاك عشان فلوسك وده مش حب
عبدالرحمن : أمال ده اسمه إيه ؟ .
دنيا : عبدالرحمن إحنا كان بينا علاقة زمان وكانت ممكن تتطور وتبقى جواز يعني اللي زي دينا كانت هتبقى النهاردة بنتك.
عبدالرحمن : بس ده محصلش وهي النهاردة مش بنتي , وبكرة هتبقى مراتي لأني دلوقت بامتلك الحاجة اللي هي عايزاها وكمان بتحبني مش زي واحدة أول ما لقيت اللي معاه سابتني ونسيت كل اللي بيننا .
دنيا : قصدك اللي بيك وحدك ، اللي كان بينا ده كان حب مراهقة حب من غير عقل من غير تفكير في المستقبل حب غير واعي ، ولنفرض إني روحت للي معاه اكتر وكنت شايفة أن عيشته هتريحني أنا كده مغلطش
عبدالرحمن : طيب أهي عدت الأيام واديكي شوفتي مين اللي معاه اكتر و عيشة مين اللي هتبقى مرتاحة اكتر .
دنيا : شوف يا عبده أنت كنت هتبدأ من الصفر و هيثم برضه بدأ من الصفر بس الصفر بتاع هيثم كان باكتر من صفر على اليمين بالنسبة لك , وأنا كنت حرة في اختيار الحياة اللي ابدأ فيها وأنا مرتاحة عن العيشة اللي هتعب فيها ,
وبعدين اللي أنت وصلت ليه ده أوعى تقول انك وصلت بشغلك العادي أنت أكيد عملت حاجة غير عادية عشان توصل للمستوى اللي أنت فيه وممكن إني لو كنت معاك مكنتش وصلت للي أنت فيه ولا كنت هستحمل
, وسيبك من الفلوس أنا بمعرفتي ليك أنت وأخواتك وعيلتك برضه مكنش ينفع , يعني أنا كنت وقتها عايزة اخرج أتفسح أروح مصايف البس مايوه براحتي وده مكنتش أنت هترضى بيه ولو أنت رضيت عشاني أكيد اهلك مش هيسبوك في حالك وهيتدخلوا في حياتك وحياتي
كل هذا و عبدالرحمن سمعها واشطاط غيظا بأن حبه لها كان مجرد حسبة في رأسها ما بين طلبتها التافهة تلك وبين ما كان يحس به ويحتاجه منها , فهو في حبه لها لم يكن على الأرض التي كانت تمشي عليها , فهو كان يرسم لها صورة في خياله غير ما تراه عيناه الأن. , كان يراها نجمة عالية تستحق المعاناة من اجلها ( قد نتعب كثيرا عندما نعطي لإنسان أعلى من قيمته)
, ثم أكملت حديثها وقالت: بس دلوقت يا عبده بعد السنين دي كلها حاجات كتير أتغيرت وفيه حاجات ما بقتش تفرق معاي وحاجات أنت خلاص قدرت توصل لها ودلوقت لو عايزنا نرجع لبعض أنا مستعدة ونعيش باقي أيام حياتنا مع بعض , ثم حاولت إن تمسك بيده وحينها تفجاءت بـــدينا تقاطع حديثهما
وتقول : هو ده اللي كنت عاملة حسابه , ثم وجّهت نظرها لـــعبدالرحمن
وقالت: عبده لو كنت عايز تتجوزني يبقى الخميس الجاي إنما لو عايز ترجع للحجة أمي فبراحتك
وهنا بلع عبدالرحمن ريقه وقال : لا معادنا الخميس الجاي وهيبقى أحسن فرح في الدنيا ويبقى بلغي أمك لو عايزة تحضر
, ثم لبس نظارته وانصرف وتبعته دينا في ذهول شديد من دينا والتي ما لبثت حتى اتصلت بـــهدير أختها لتخبرها بالمشاكل التي وقعت فيها فردت عليها
هدير : معلش يا دنيا أنا اللي كلمت دينا وقولتها موضوع عبدالرحمن القديم معاكي وانك دلوقت هتكلميه علشان يسيب بنتك وياخدك أنت ؟
دنيا : يا شيخة حرام عليكي البنت خدت الموضوع تحدي واهي دلوقت حددت معاد الفرح الخميس الجاي , دماغها ناشفة زي أبوها ومع الأسف مش هقدر عليها عشان كلامي لها هيزيدها عناد , طب اعمل إيه دلوقت؟ , وهو التاني واخدها عناد يعني الاتنين عايزين يتجوزوا عند فيا , إيه اللي بيحصلي ده يا هدير
هدير : خلاص يا دنيا سبيها هي ونصيبها
دنيا : أزاي اقدر اشوف الراجل اللي كان عايز يتجوزني يتجوز بنتي وكمان عند فيا الموضوع مستحيل استحمله لازم اعمل أي حاجة عشان أوقف المهزلة دي بأي طريقة
هدير : ناوية تعملي إيه تاني ؟ , بقولك إيه دينا بتحب أبوها وبتسمع كلامه إيه رائيك لو قولتله هو أكيد مش هيرضى يجوز بنته الوحيدة لراجل فسنه ولو أنت فهّمتيه أكيد هيتصرف هو كمان عشان يمنع الجوازة دي
دنيا : هه , هيثم مفتكرش , بس بقولك إيه أهي محاولة برضه بس أزاي اكلمه بعد كل اللي حصل بينا
هدير : يا ستي ده موضوع تاني غير اللي كان بينكم الموضوع المرادي يخص بنته وهو أكيد عنده صرفة واهي محاولة زي ما قولتي
دنيا : خلاص هحاول وربنا يسهّل
ذهبت دنيا إلى هيثم وعندما حكت له تبسم ساخرا من قولها
ثم قال لها: يعني انتي عايزاني أبعد بنتي عن الراجل ده ؟ .
دنيا : الراجل ده في سنك تقريبا وهي موافقة عليه عِند .
هيثم : عند فيكي صح ؟، بقولك إيه مش عبدالرحمن ده حبيب القلب بتاع زمان ؟ .
دنيا : مين اللي قالك الكلام ده ؟.
هيثم : أوعي تحسبي إني نايم على وداني أو إني معرفش الموضوع من أوله وسبب إصرارك على الرفض
دنيا : الراجل مش مناسب ليها خالص وكمان فيه شاب كويس بيحبها وهي كمان ميالة له ولولا تدخل عبدالرحمن وزغلل عينيها بفلوسه .
هيثم : وأنتي شايفة انه مناسب ليكي أنتي ، صح؟ ، يعني عايزاه يسيب بنتك وياخدك أنتي .
دنيا : يا أخي لا ليا ولا ليها ، وأبعدها عنه وخليه يسيبنا أنا وبنتي في حالنا .
هيثم : ويسيبها ليه مادام الراجل محترم ويقدر يعيشها أحسن عيشة ، على فكرة الباشمهندس عبدالرحمن كلمني وطلبها مني وأنا لما قابلته واتعرفّت عليه لقيته راجل محترم وهيصون بنتي عشان كده أنا وافقت عليه ، سيبي بنتك مع اللي أختاره عقلها هي أدرى بمصلحتها.
تركته دنيا وانصرفت بخيبة آمالها، ولكن ماذا ستفعل فلم يتبقى غير يومين على ميعاد الفرح .
عبدالرحمن الذي تورط في تلك الزيجة لقاه عبيد ووبخه على ما فعله .
عبدالرحمن : يا عبيد دي المرة الوحيدة اللي هتجوز فيها مش عشان الجواز نفسه أنا عايز اتجوز عشان تار قديم عشان جرح مش هيتلم بغير الجوازة دي .
عبيد : ومراتك اللي فرحت برجوعك ليها هتكسر قلبها و فرحتها مش حرام عليك.
عبدالرحمن : أنا مش هخليها تعرف وصدقني دي هتكون آخر مرة المرادي بالذات أنت متعرفش اللي حصل معلش يا عبيد أنا عايز أتجوز المرادي عشان انتقم , أسبوع بالكتير وبعد كده كل واحد يروح لحاله .
عبيد : ومش ده برضه يعتبر ظلم ,انك تنتقم من الأم في بنتها .
عبدالرحمن : وأنا متظلمتش ؟ .
عبيد : طب أنت عارف إن طاهر بيحبها.
عبدالرحمن : مين قالك ؟ .
عبيد : هو اللي قالي اتوسطله عندك قال إيه عشان أنت قريب منها وهتعرف تكلمها .
عبدالرحمن : هو قالك كده ؟ .
عبيد : ايوة الولد بيحبها قوي وحاسس أنها ميالة له بس هو مكسوف يكلمها فكرني بواحد صاحبي زمان .
عبدالرحمن : عبيد أرجوك اقفل على الموضوع ده أنا اخدت قراري والمرادي أرجوك ساعدني أنا عارف إني ممكن أكون غلطان بس أنا مش قادر أنسى اللي حصل.
عبيد : خلاص اللي تشوفه يا عبده .
ثم تركه عبيد وهو غارق في التفكير
وبعدها بقليل دخلت عليه دينا تحدثه في بعض الأمور ثم نظر لها وفتح هاتفه على فيديو سلمى ليريها إياه ،
وقال لها : شوفتي البنت دي ؟ .
دينا : ايوة ، دي بنت متخلفة.
عبدالرحمن : ليه ؟ .
دينا : يعني فيه واحدة يتقدم ليها واحد أبوه وكيل وزارة وكمان يعملها الاحتفال ده وترفضه عشان نزل بركبته قدامها .
عبدالرحمن : أنتي شايفة كده ؟ تعرفي إن دي بنتي وكمان طلعالي أنا زيها بالظبط متخلف برضه .
ثم قاطع حديثهما هاتف الشركة حيث كان الاتصال من عبدالهادي يخبره انه يريد أن يذهب لـــعصام ليرده إلى أبيه وكان رد عبدالرحمن انه مشغول جدا هذه الأيام وانه إذا أراد ذلك فليذهب بمفرده أو بصحبة بعض من أولاده .
ثم ذهب عبدالهادي إلى بيت عصام فوجده قد تزوج من ابنة رجب وبدأ يحثه على الرجوع لأبيه الذي أصابه المرض بسببه ولكنه قد تعافي
ولكن عصام الذي ارتبط بحياته الجديدة وبعد أن ورطه خاله في مشاكل عدة لم يذهب مع عمه ولكن وعده انه سيأتي عما قريب وما كان من عبدالهادي إلا إن أخذه لمكان بعيد عن زوجته وحكي له ما حدث في الماضي وصحح القصة التي رواها له رجب وأقنعه بالدلائل على صدق قوله ثم تركه ليقرر بنفسه ماذا سيفعل .
ما تبقى سوى يوم واحد على موعد زواج عبدالرحمن من دينا و دنيا تحاول أن تمنع هذه الزيجة فلم تجد أمامها سوى طريق واحد وهو زيارة بيت عبدالرحمن وهذا ما حدث ، طرقت الباب وفتحت لها سلمى.
دنيا : مش ده بيت الباشمهندس عبدالرحمن القرش .
سلمى : ايوة أنا بنته .
دنيا : طيب هي ماما موجودة ؟ .
سلمى : أوعي يا طنط تكوني جايبالي عريس .
دنيا : هه لا يا حبيبتي أنا عندي بنوتة حلوة زيك كده ، أقابل ماما بقى .
سلمى : طبعا يا طنط أتفضلي ثواني اندهالك .
ثم نادت على أمها نورا وهي تنزل من السلم سيدة ممتلئة قليلا عما كانت ولكنها هي نورا ( كان ذلك يدور في مخيلة دنيا )
دنيا في اندهاش : نورا أنتي اتجوزتي عبدالرحمن ؟ .
نورا : ايوة ، إيه ده دنيا فينك وإيه الغيبة دي ؟.
دنيا : غيبة إيه بقى ده أنت ليكي واحشة كبيرة .
قاطعتهم سلمى : خلاص أعملك حاجة تشربيها يا طنط .
دنيا : ماشي يا حبيبتي أتفضلي .
وفي اليوم التالي عبدالرحمن في زي عريس وبجانبه صديقه عبيد متجها إلى قاعة الفرح ومع الضرب على الدف يحس عبدالرحمن ألم في ظهره خلف قلبه ألم ليس بحديث فهذا هو المكان الذي أصيب فيه منذ زمن منذ أن كانت طفلاتاه صغيرتان حينما كادت أن تسقط على بناته وزوجته مروحة سقف وهو قذف بنفسه عليهن لتصيبه هو بدلا عنهن
وفي مشهد آخر جهاز نبض يدق وبقيت الدقات الثلاث في تناغم صوتي بضربات الدف مع ضربة الألم مع نبضة الجهاز واستمر هذا وهو سائر نحو العروسة إلى أن رأى طاهر وتطلع في عينيه
ثم قال لنفسه : أنا شوفت فين النظرة دي ايوة أنا فاكر الإحساس ده وكأني ببص في مرايا وشايف فيها نفسي من سنين , هل ده ؟ ,لا ده هو عاش اللي أنا عيشته حس اللي أنا حسيته ، ومازالت ضربات الدف مع دقة الألم مع نبضة جهاز النبض
ثم ألقى بنظره على دنيا التي كانت تبكي في حسرة , ثم رفع عيناه إلى هيثمفوجده يضحك بسعادة وتشفي وما أن وصل لـــدينا فوجدها لا ترفع عيناها ناحيته ولكنها تنظر لـــطاهر ولكن حين رأته نظرت لأسفل وهنا سكت الدف ونسى الألم ,
ثم همس في أذنها : بتحبيه ؟
دينا في اندهاش : إيه ؟ .
عبدالرحمن : لو بتحبيه روحيله ، روحيله وملكيش دعوة بأي حاجة .
وبالفعل جريت على طاهر ملقية نفسها في حضنه، وهو الذي لم يصدق ما حدث أخذها بين يديه وطار بها فرحا، مع تناثر دموع دنيا من الفرحة.
عبيد قال له : إيه اللي أنت عملته ده ؟ .
عبدالرحمن : أنا بقيت أب ولازم أضحي , بقولك إيه أنا فيه حاجة وجعاني.
عبيد : إيه مالك ؟ .
عبدالرحمن : مفيش هات تليفوني كده ، ونظر إلي هاتفه فإذا به يجد ٢٧ اتصال من ابنته سلمى وما أن حاول الاتصال بها حتى وجدها تتصل هي وقبل أن يتحدث هو
قالت له : إلحق يا بابا ماما في العناية المركزة ، .
والى هنا تنتهي حلقتنا هذه
والى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله