علاقات الغرب مع إيران لا تبدو لها نهاية

بتاريخ :الجمعة 03 فبراير 2023

الناشر :ايه   عدد المشاهدات : 198 مشاهدات


بقلم : يوحنا عزمي

لم تعد هذه لعبة في الإستراتيجية او حلقة اخري في سيناريو المناورات والمراوغات كما تعودنا منهما ، ولكنها قد تكون مقدمة لانزلاقهما نحو صدام عنيف قد يمتد إلي العديد من الساحات الإقليمية والدولية ليزيد حرائقها اشتعالاً.

وسوف يبلغ التوتر بينهما ذروته مع إقدام الإتحاد الأوروبي 
علي ادراج الحرس الثوري الإيراني علي لائحة المنظمات 
الإرهابية في العالم ، وهو ما بدا يثير عاصفة جامحة من الاحتجاجات والتهديدات العنيفة ضد الإتحاد الأوروبي من 
قبل طهران ، تهديدات تجاوزت كل حدود المصداقية والعقل لفظاعة وكارثية ما قد تفضي إليه تلك التهديدات الإيرانية 
حال تنفيذها من نتائج وتداعيات لن تترك شيئا علي حاله.

أيضا ومع تكثف المشاورات والاتصالات بين مستشار الرئيس الأمريكي بايدن للأمن القومي جيك سوليفان ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في تل ابيب حول إيران وبهذه الصورة الملفتة يؤشر بأن هناك خيارات عسكرية من نوع او آخر يجري الاعداد والتخطيط لها ، والتوافق علي دور كل منهما في تنفيذها في إطار الشراكة الإستراتيجية والأمنية الكاملة التي تجمع بينهما بموجب اتفاق القدس الأمني الموقع بينهما في يوليو من العام الماضي والذي جعل من امريكا حليف استراتيجي كامل لإسرائيل والزمها بالدفاع عنها في مواجهة كافة الاخطار والتهديدات الخارجية 
وفي مقدمتها التهديد الإيراني بطبيعة الحال ..

وقد يتم تنفيذ هذا السيناريو العسكري المشترك اما في صورة ضربة عسكرية محدودة في عنفها ونطاقها واهدافها ، او بتوجيه ضربات اشد عنفا واوسع نطاقا لكسر قدرة إيران وحرسها الثوري علي الصمود والمقاومة ... وكلها احتمالات واردة وسط انشغال العالم بحرب روسيا في اوكرانيا وتقلص الدور الروسي في الشرق الأوسط بفعل هذه الحرب.

الأجواء السياسية والأمنية في المنطقة تكتنفها غيوم كثيفة ..
وما نراه في العلن غير ما يجري تكتمه والتعتيم عليه في الخفاء والايرانيون لم يعودوا متاكدين مما إذا كان ما يجري حاليا بين واشنطن وتل ابيب من تنسيق أمني علي هذا المستوي الرفيع 
هو لارباك حساباتهم والتشويش علي رؤيتهم ودفعهم إلي تغيير خططهم ، ام انهم فعلا بصدد عمل عسكري كبير يجب التحسب والاستعداد له لتوقي مضاعفاته عليهم .. 

وفي الحقيقة ان الإيرانيين واقعون في مأزق صعب للغاية .. فخوضهم مواجهة شاملة علي كل المحاور والجبهات الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية في آن واحد هو امر يتجاوز قدراتهم بكثير ، واوراقهم السياسية لم تعد مؤثرة كما كانت بعد ان احرق الغرب لهم ورقة برنامجهم النووي واداروا ظهرهم لمفاوضات فيينا واعلنوا ان قضية هذا البرنامج لم تعد شاغلا لهم او مدرجة علي قائمة اهتماماتهم واولوياتهم في الوقت الحاضر ..

حتي ان إيران اصبحت هي التي تلح الآن علي لسان وزير خارجيتها حسين امير عبد اللهيان في طلب هذا الاتفاق بعد ان كان العكس هو الحاصل وتظل إيران ترسل الإشارات حول استعدادها للتفاوض والتوصل إلي إتفاق ولا تتلقي ردا من الغرب علبها.

نحن الآن أمام موقف بالغ التعقيد ، وحساباته هي من الصعوبة بمكان وخاصة بالنسبة للطرف الإيراني.. ويبقي التساؤل مطروحا : حرب او لا حرب جديدة في الشرق الأوسط وسط هذه الغابة الكثيفة والمخيفة من التهديدات المتبادلة ومع لف المزيد من الحبال الأوروبية والأمريكية الخانقة حول رقبة النظام الحاكم في طهران وهو من يعيش مع الداخل الإيراني ظروفا من التوتر والتذمر والغضب تكاد تكون بلا سابقة لها طيلة العقود الماضية .

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية