المشاركة السياسية العزوف السياسي

بتاريخ :الأحد 19 فبراير 2023

الناشر :محمود   عدد المشاهدات : 148 مشاهدات

 


كتب/ محمد غزال القائم بأعمال  رئيس حزب مصر ٢٠٠٠

أصبح الجيل الحالي من الشباب غير مبال بشكل متزايد بفكرة العمل السياسي والمشاركة السياسية مع من حولهم. اصبح عدم فهم العملية السياسية وكيف تؤثر على المجتمع . له تأثير سلبي على المجتمع لأنه يمنع معالجة القضايا بطريقة هادفة. يؤدي فك الارتباط السياسي عن الشباب 
يمكن أن يؤدي هذا إلى فشل الحكومة في معالجة القضايا المهمة ، وعدم المساواة الإقتصادية ، والجمود الإجتماعي. كما يؤدي إحجام الشباب عن المشاركة في العمل السياسي إلى اختلال توازن القوى بين من هم في السلطة ومن ليسوا كذلك. بدون أصوات الشباب ، من السهل على السياسيين تجاهل إحتياجات الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع. هذا يزيد من إدامة الوضع الراهن ويبقي الناس في حالة من الامبالاة وهذه ظاهرة في غاية الخطورة
تعد ظاهرة العزوف السياسي للشباب من اخطر الظواهر التي بدأت تتنامي بشكل مخيف وملفت للنظر في نسب المشاركة السياسية واصبحت هذه الظاهرة تتكرر و تتطور وهذا يحول دون التنمية السياسية في البلاد وعزوف الشباب عن المشاركة السياسية بدء يظهر   بشكل كبير اكثر من الاجيال السابقة واصبحت اللامبالاة السياسية اهم سمات جيل الشباب الذي يعتبر العنصر الحيوي والفعال في المجتمع لما له من القدرة على التأثير في مختلف جوانب الحياة.إن قلة الإنخراط في السياسة بين الشباب مقلقة جداًفي ضوء الحالة التي نعيشها لقد نشأ الشباب  في مجتمع تركهم محبطين إلى حد كبير من السياسة والعملية السياسية. منذ سن مبكرة ، تم قصفهم برسائل سلبية عن السياسة والسياسيين. 
لقد رأوا السياسيين يفشلون في التصرف من أجل المصلحة العامة ، ويشككون بشدة في من هم في السلطة. وقد أدى ذلك إلى ثقافة اللامبالاة وفك الإرتباط ، حيث من المرجح أن يبتعد الشباب عن العمل السياسي أكثر من الانخراط فيه. جعل الأمور أسوء وحتي الأن لم ينجح احد في ارجاع الثقة لهؤلاء الشباب للمضي قدماً نحو تنمية سياسية حقيقية ينتج عنها إزدهار هذه البلد
ومن الاسباب ايضا التي ساعدت علي تفاقم تلك الظاهرة هوالتخوف فهناك اسباب متعلقة بالأحزاب السياسية وتكمن في قلة برامج العمل الواقعية للأحزاب الجاذبة للشباب وغياب الديمقراطية الداخلية لدى معظم الأحزاب السياسية الأمر الذي يخلق لدى الشباب نفورا من العمل الحزبي، بالإضافة إلى الأسباب الأقتصاديه، لهذا السبب فأن مشوار الاحزاب السياسية في هذا الجانب ما زال طويلا لعدة أسباب منها الثقافة العامة إتجاه الأحزاب والصورة المكونة عن العمل الحزبي.
توفر ايضاً لدى الشباب القناعة التامة بأن العمل السياسي بشكل عام ينتابه بعض التساؤلات من حيث الألية التي من خلاله يتم التعيين ببعض المناصب، كما ان هنالك عدداً كبيراً من الاشخاص  بالعمل السياسي وتقلدوا مناصب سياسية  علي حساب أشخاص أكثر كفاءة وفضلاُ عن التميز الواقع داخل الكيانات الشبابية علي أساس التعليم أو المستوي الإجتماعي او علي أساس صلة القرابة أو التقرب من الدوائر المختلفة علي الرغم من هذا لا احد ينكر دور الدولة تجاه الشباب مؤخرا لإشراكهم في العمل السياسي والحزبي، إلا أن عقول الشباب مازالت بها تخوفات تجاه ممارسة هذا العمل لأنهم قد تؤثر هذه المشاركة على فرص عملهم، فالشباب اليوم يحمل أفكارا وميولات مختلفة أهمها هما إقتصاديا و إجتماعيا 
كأولوية ولا نبالغ إذا قلنا إن الشأن السياسي اصبح بواقعية هو فعلا آخر أولويات الشباب.ومن ضمن هذه الافكار والميولات إتجاههم الي مواقع التواصل الإجتماعي الذي يكثر ويسهل فيه إستتقطاب الشباب نحو الافكار الهدامة والمعلومات المغلوطة ، حيث أصبح الشباب يعتمد علي هذه المواقع بشکل کبير للحصول علي المعلومات والترفيه،خاصة أن هذه المواقع ذات تأثير عال الفاعلية ولها جاذبية کبيرة لدي الشباب هروباً من الواقع الذي نعيشه والذي يفرض عليهم مايفعلونه لذلك وجب علينا جميعا ان نصتف لمعالجة تلك الظاهرة لنصل جميعا إلي تنمية سياسية حقيقة جوهرها هو مشاركة الجميع في الحياة السياسية.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية