العرب وأوكرانيا و أمريكا في شجون المرحلة القادمة-جريدة الراى المصرية

بتاريخ :الجمعة 14 فبراير 2025

الناشر :اميره   عدد المشاهدات : 291 مشاهدات


بقلم د.علي أحمد الدليل 

أستاذ علم النفس العام و العسكري 

طالب الرئيس الأمريكي الجديد ترامب حكومة أوكرانيا بدفع تعويض يقدر ب ٥٠٠ مليار دولار أمريكي مقابل دعم أمريكا لها في حربها مع روسيا إما التوقف ورفع يد المساعدة والتحالف الكامل مع روسيا.

الآن وبمنطق الإقتصاد السياسي أيضا وجب على الشعوب العربية المطالبة بالتعويض الأكبر من الرئيس ترامب والشعب الأمريكي والتاريخ الأمريكي الحديث مقابل الأمن العالمي المقدم منهم لأمريكا خلال القرن الماضي حتى اللحظة الراهنة.عطاءات لأمريكا العظمى في العصر الحديث لتنشئ قوتها أحادية القطب. ووضع نهاية لقلب العالم القديم وتشكيل الكيان المسمى ( بالشرق الأوسط ). في حزمة من المساعدات البشرية والمالية والعسكرية والثقافية العربية تسخرت لأمريكا تسخيرا. 

مخطط أمريكا لإسقاط الإتحاد السوفييتي كان بواسطة القوات العربية وبتمويل عربي كامل وعرف تاريخيا (بالمجاهدين الأفغان) ذلك السلاح الخبيث متعدد الأبعاد لأمريكا في ضرب أعدائها جميعا بسهم عربي مسموم ،لم يكن لأمريكا دور وقتها سوى تدريب المتطوعين من أنحاء الدول العربية عسكريا في قاعدة (بيشاور) في باكستان.

كان هؤلاء المجاهدون أحد أهم ذرائع تشويه صورة الدين الإسلامي تاريخيا في الغرب بعد ذلك ، سياسيا وإعلاميا وسينمائيا ، خاصة بعد إنفاذ مهمتهم بنجاح وعودة المتطوعين إلى بلادهم حالمين بالخلافة والإمارة والخيل والليل.وثقافيا باستيعاب مخطط العولمة الثقافي منذ بدايته لقبول قوة القبضة الواحدة وإنتاج المواد الإعلامية والأدبية حتى برامج الأطفال لقبول ذلك.واقتصاديا تحول الدول العربية إلى أسواق للمنتجات الغربية منذ بداية فترة السبعينات الثرية.

  استخدمت أمريكا فلول المجاهدين مظلة وذريعة لضرب نظام صدام حسين و إسقاط بغداد في 2003 ..واستمر العائدون من كابول كالخنجر المسموم في ظهر كل من مصر و سوريا و العراق لتحقيق أهداف مخططة على أكمل وجه. كان في القاهرة نفسها كان يوجد شارع يسمى شارع (كابول) به جامع يحمل نفس الإسم ولهم فروع في أنحاء الجمهورية لبث فتاوي الفتن والحروب والغزوات الوهمية ضد المسالمين جميعا.بدأت بحرق محلات الفيديو وسرقة محلات الصاغة واغتيال الرئيس السادات نفسه في النهاية المأساوية وبداية عصر الإرهاب.

  تم تنشيط برنامج المجاهدين الأفغان مرة أخرى بمسمى جديد وهو مجموعة داعش الذي سطع مع مخطط الربيع العربي القاتل بتفشي الفوضى في تونس ومصر وليبيا و اليمن و العراق و سوريا وأخيرا السودان ذات المستقبل المجهول حتى الآن.

انتهى المخطط كمسلسل بالإعلان عن قتل بن لادن لحرق ذلك الكارت الذهبي القديم لمحو أثار ما قدمه من خدمات عسكرية وثقافية واقتصادية من العرب إلى أمريكا في حلقة ما قبل الأخيرة المؤثرة.

أما الحلقة الأخيرة أمام البطولة الإستعراضية الأمريكية لحل القضية الفلسطينية ، وحيلة تحميل مصر عبئا جديدا بالإنابة..لن يحدث فمصر قد تعلمت الدرس من التاريخ ..وهذا ما أعلنته الإدارة المصرية الحكيمة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بوضوح وأيده شعبه.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية