منذر رياحنة.. أداء استثنائي في "بنات همام" والجمهور ينصفه رغم تجاهل الإعلام - جريدة الراى

بتاريخ :الجمعة 21 مارس 2025

الناشر :مى باسم   عدد المشاهدات : 448 مشاهدات

 

القاهرة  : الكاتب الصحفي عمر ماهر 

في كل موسم درامي رمضاني، يبرز عدد من النجوم بأداء استثنائي يستحق الثناء والتقدير، لكن بعضهم لا يحصل على التغطية الإعلامية التي تليق بموهبته. هذا هو الحال مع النجم الأردني منذر رياحنة، الذي قدّم أداءً مذهلًا في مسلسل "بنات همام"، متفوقًا على نفسه ومثبتًا مرة أخرى أنه واحد من أكثر الممثلين موهبة في الساحة العربية.

رغم أن العمل حقق نجاحًا كبيرًا، وأصبح حديث الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن التغطية الإعلامية لأداء منذر رياحنة لم تكن بحجم الإبداع الذي قدّمه، مما أثار استياء الكثير من محبيه، الذين رأوا أن نجمهم المفضل لم يأخذ حقه من الاهتمام النقدي والإعلامي. لكن كما هو الحال دائمًا، يبقى الجمهور هو الحكم الحقيقي، وقد أنصف رياحنة بتفاعله الكبير مع أدائه المبهر في العمل.

أداء من الطراز الرفيع.. منذر رياحنة يخطف الأنظار

عندما يتقمص الممثل شخصية على الشاشة، فإن هناك فرقًا بين مجرد الأداء والعيش الحقيقي داخل الدور، وهذا ما فعله منذر رياحنة في "بنات همام". لم يكن مجرد ممثل يؤدّي دورًا، بل كان يعيش داخل الشخصية، يعبر عن مشاعرها وانفعالاتها بصدق نادر، مما جعل المشاهدين ينسون أنهم يشاهدون تمثيلًا، ويشعرون بأنهم أمام شخصية حقيقية تمر بأحداث واقعية.

اعتمد رياحنة على تفاصيل دقيقة في الأداء، مثل لغة الجسد، ونظرات العيون، وانفعالات الوجه، حيث استطاع أن يوصل للمشاهدين أبعاد الشخصية الداخلية دون الحاجة إلى الكثير من الحوار. كان الصمت في بعض المشاهد أكثر تعبيرًا من الكلمات، وكانت ملامحه قادرة على نقل مشاعر معقدة مثل التردد، الألم، والخيانة، مما جعل الجمهور يتفاعل معه بقوة.

الجمهور يشيد بالأداء ويتساءل: لماذا لا يُنصفه الإعلام؟

رغم أن أداء منذر رياحنة كان من أبرز نقاط القوة في "بنات همام"، إلا أن بعض وسائل الإعلام لم تسلط الضوء عليه بالشكل الكافي، وهو ما أثار استغراب الجمهور. في المقابل، احتفى المشاهدون بأدائه على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدرت مقاطع مشاهده قوائم التريند، وانهالت التعليقات التي تشيد بقدراته التمثيلية الفذة.

بعض تعليقات الجمهور على أدائه:

"منذر رياحنة أبدع في هذا الدور، لكنه لم يأخذ حقه من التغطية الإعلامية.. ظلم واضح لممثل بهذه الموهبة!"

"الأداء العبقري الذي قدمه منذر رياحنة في 'بنات همام' جعلني أشعر أنني أشاهد شخصية حقيقية، وليس مجرد تمثيل!"

"من أقوى الأدوار التي شاهدتها هذا العام.. منذر رياحنة يثبت أنه فنان من العيار الثقيل!"

هذا التفاعل الجماهيري الضخم يعكس حقيقة أن الموهبة الحقيقية لا تحتاج إلى ضجيج إعلامي لتثبت نفسها، فالجمهور هو الحكم النهائي، وقد منح رياحنة المكانة التي يستحقها رغم تجاهل بعض المنابر الإعلامية.

سر تميّز أداء منذر رياحنة في "بنات همام"

ما الذي يجعل أداء منذر رياحنة مختلفًا عن غيره؟ الإجابة تكمن في عدة عوامل، أبرزها:

التعمق في الشخصية: لم يكن أداؤه مجرد تقليد لنمط معين، بل غاص في أبعاد الشخصية، وأظهر تناقضاتها وصراعاتها الداخلية بمهارة كبيرة.

التلقائية والواقعية: لم يشعر المشاهد في أي لحظة أن هناك افتعالًا في الأداء، بل كان كل انفعال وحركة ونظرة نابعة من واقع الشخصية الدرامي.

القوة في المشاهد العاطفية والتصادمية: سواء في المشاهد الهادئة أو المشاهد التي تتطلب انفعالات قوية، استطاع أن يوازن بين الانفجار العاطفي والهدوء المدروس، مما جعل كل لحظة على الشاشة تحمل قيمة درامية حقيقية.

الكاريزما والحضور الطاغي: منذر رياحنة يتمتع بكاريزما خاصة تجعله يفرض حضوره في أي مشهد يظهر فيه، حتى عندما يكون في الخلفية، حيث يظل المشاهد مترقبًا لكل حركة يقوم بها.

لماذا لم ينل التغطية الإعلامية التي يستحقها؟

قد تكون هناك عدة أسباب وراء عدم تسليط الضوء الكافي على أداء منذر رياحنة في "بنات همام"، منها:

التركيز الإعلامي على بعض النجوم الأكثر شهرة في الساحة، حتى وإن لم تكن أدوارهم بنفس القوة.

عدم وجود حملات ترويجية كافية له مقارنة ببعض الأسماء الأخرى في المسلسل.

ميل الإعلام للتركيز على الجدل والفضائح أكثر من الأداء الفني الحقيقي.

قلة الجوائز والتكريمات التي تنصف الأداءات القوية، حيث تعتمد بعض المهرجانات والجوائز على اعتبارات تسويقية أكثر من كونها فنية بحتة.

منذر رياحنة.. نجم موهوب لا يحتاج إلى ضجيج

في نهاية المطاف، يبقى منذر رياحنة فنانًا حقيقيًا، لا يحتاج إلى حملات إعلامية ضخمة ليؤكد موهبته، بل يترك أعماله تتحدث عنه. "بنات همام" كان شهادة جديدة على براعته التمثيلية، وأثبت أن الممثل القادر على خطف قلوب المشاهدين لا يحتاج إلا إلى دور جيد وفرصة حقيقية ليُظهر ما لديه.

رغم التجاهل الإعلامي النسبي، فإن الجمهور كان كفيلًا بإنصافه، وجعل اسمه واحدًا من أكثر الأسماء تداولًا في رمضان 2025، ليؤكد أن الفن الحقيقي هو الذي يبقى، حتى وإن غابت عنه الأضواء لفترة. في النهاية، قد لا يحصل منذر رياحنة على كل التقدير الذي يستحقه الآن، لكن أداءه الرائع في "بنات همام" سيظل محفورًا في ذاكرة الجمهور، وهذا هو التكريم الحقيقي لأي فنان.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية