مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :طارق الفرماوى عدد المشاهدات : 79 مشاهدات
بقلم / عمر ماهر
في مفاجأة لم تكن في الحسبان، عاد فيلم "الناظر"، أحد أبرز كلاسيكيات السينما الكوميدية المصرية، إلى صدارة المشهد الثقافي والفني مجددًا. لكن هذه العودة لم تأتِ من خلال إعادة عرض تقليدية أو احتفال رسمي، بل عبر بوابة جديدة ومثيرة: مشهد صامت للفنان حجاج عبد العظيم، أثار ضجة هائلة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول إلى أيقونة فنية معاصرة، تتجاوز حدود السينما إلى عالم الأنمي والثقافة الرقمية.
العودة من الخلف: مشهد "بلا حوار" يهزم مشاهد كاملة
الضجة انطلقت من مقطع قصير لا تتجاوز مدته الثواني، يظهر فيه الفنان حجاج عبد العظيم ضمن أحد مشاهد الفيلم، دون أي جملة حوارية، لكن بنظرة واحدة حملت من المعاني ما لم تقله عشرات المشاهد الأخرى.
رواد مواقع التواصل، وخاصة من جيل الشباب، أعادوا اكتشاف هذا الظهور القصير، وبدأت التحليلات، الميمز، والرسومات تتوالى.
لم يكن مجرد مشهد… بل لحظة "تأمل درامي" أعادت فتح كتاب الناظر من صفحة جديدة تمامًا.
حجاج عبد العظيم... حين يصنع الصمت بطولة
لم يكن يتوقع أحد أن يعود اسم الفنان حجاج عبد العظيم بهذه القوة، وفي هذا التوقيت تحديدًا، ليتصدر قوائم الترند في مصر وعدد من الدول العربية.
لكن كما يبدو، فإن الجمهور قد اكتشف في هذا الظهور "البسيط ظاهريًا، العميق جوهريًا"، تجسيدًا لفكرة أن "البطولة لا ترتبط بالمدة، بل بالأثر".
مشاهدون وصفوا أداءه بأنه “احترافية صامتة”، واعتبروه نموذجًا لما يمكن أن تفعله التفاصيل الدقيقة إذا وُضعت في يد ممثل قادر على خلق التأثير دون ضجيج.
من الكوميديا إلى الأنمي: الإنترنت يصنع أسطورة جديدة
بسرعة قياسية، تحوّل المشهد إلى ظاهرة فنية وثقافية رقمية.
مئات الرسامين ومصممي الفيديو من مصر والخليج وتونس والمغرب أعادوا تصميم المشهد بأسلوب الأنمي الياباني.
وُصف الظهور بأنه يُشبه شخصيات مثل "إيتاتشي" من ناروتو أو "لايت" من ديث نوت، وظهرت تسميات مثل:
"الظل الذي لا يُهزم"
"الرجل الذي رأى كل شيء"
"صاحب النظرة القاتلة"
بل إن بعض الصفحات الأجنبية المختصة بالأنمي تناولت المشهد كمثال على "القوة الصامتة في السرد البصري العربي".
ترند التيك توك والإنستغرام: جيل جديد يعيد كتابة الأدوار
التحول الأكبر كان على منصات التواصل، حيث انتشرت عشرات الفيديوهات التي تُعيد تمثيل المشهد، أو تستخدم صورته كـ"كوسبلاي" لشخصية خيالية.
أحد الفيديوهات كتب عليه صاحبه:
"مش لازم تتكلم علشان تكون أقوى واحد في القصة… أحيانًا نظرة واحدة كفاية تقلب الفيلم كله."
اللافت في الأمر، أن الجمهور هو من صنع هذه الموجة بالكامل، دون تدخل من جهة إنتاج أو إعلام رسمي، في دليل جديد على أن الذوق العام اليوم قادر على صناعة نجومية حقيقية حتى من مشهد واحد.
"الناظر"... من كوميديا خفيفة إلى مادة فلسفية للفكر البصري
عودة الفيلم بهذا الشكل غير التقليدي فتحت النقاش حول طريقة تلقي الجمهور للأعمال الفنية، وكيف أن الشخصية التي كانت تمر دون أن يلاحظها أحد، قد تتحوّل فجأة إلى رمز ثقافي وجماهيري.
هل نحن أمام إعادة قراءة جماهيرية لمفهوم البطولة؟
هل تحوّلت السينما من فن الممثل إلى فن التأثير؟
وهل آن الأوان لإعادة تقييم النجومية بعيدًا عن مساحة الظهور وعدد الجمل؟
ما فعله حجاج عبد العظيم في هذا المشهد الصغير، أثبت أن الزمن لا يطوي الفن الحقيقي، وأن اللحظة التي تُبنى بإتقان، ستجد طريقها دومًا إلى الضوء، حتى ولو بعد عقدين من الظل.
اليوم، يتصدّر مشهد واحد من فيلم قديم ترندات العالم الرقمي، ويتحوّل إلى مرآة تعكس ذوق جمهور جديد، أكثر وعيًا، أكثر جرأة، وأكثر إصرارًا على أن يقول:
"نحن نقرر من يستحق البطولة."