التخاطب والتأخر اللغوي - جريدة الراى

بتاريخ :الجمعة 25 إبريل 2025

الناشر :مى باسم   عدد المشاهدات : 75 مشاهدات

 

تأخر النطق لا يعني نهاية الطريق... بل بداية لفهم الطفل ودعمه

بقلم: / دكتورة مي باسم

في السنوات الأولى من عمر الطفل، يبدأ عالمه بالتشكل من خلال الكلمات، فتكون اللغة هي أداته الأولى لفهم ما حوله والتفاعل معه. إلا أن بعض الأطفال يتأخرون في اكتساب هذه المهارة الحيوية، مما يثير قلق الأهل ويضعهم أمام تساؤلات كثيرة، لعل أبرزها: "هل يحتاج طفلي إلى جلسات تخاطب؟"

التأخر اللغوي.. ما هو؟

التأخر اللغوي هو تأخر الطفل عن المعدلات الطبيعية في تطوير مهاراته اللغوية، سواء في الفهم أو في التعبير. وقد يتجلى هذا التأخر في تأخر النطق، أو صعوبة تركيب الجمل، أو ضعف التواصل اللفظي وغير اللفظي.

في كثير من الأحيان، يكون التأخر بسيطًا وعابرًا، لكنه في حالات أخرى قد يكون مؤشرًا لحالة تحتاج إلى تدخل متخصص.

متى يكون القلق ؟!

يُنصح بعرض الطفل على أخصائي تخاطب إذا لوحظ عليه أحد هذه المؤشرات:

عدم نطق كلمات بسيطة بعد عمر السنتين.

كلام غير مفهوم بعد عمر الثالثة.

صعوبة في متابعة التعليمات البسيطة.

تلعثم واضح أو تكرار غير طبيعي للكلمات.

ضعف في التواصل البصري والاجتماعي.

تأخر في الكلام: إذا لم ينطق الطفل كلمات بسيطة بعمر سنة ونصف، أو لم يبدأ بتركيب جمل بسيطة بعمر 3 سنوات.

صعوبة في نطق الحروف: مثل استبدال حرف بحرف آخر باستمرار أو عدم وضوح الكلام بعد عمر 4 سنوات.

صعوبة في الفهم: إذا كان الطفل يجد صعوبة في اتباع التعليمات أو لا يفهم الأسئلة البسيطة.

تكرار الكلام بشكل غير طبيعي: مثل الترديد المستمر لما يسمعه (الإيكولاليا).

ضعف التواصل البصري أو الاجتماعي: خصوصًا إذا كان يصاحب تأخرًا لغويًا.

تلعثم أو تقطع في الكلام بشكل يؤثر على قدرته على إيصال أفكاره.


إذا لاحظت هذه العلامات، فالأفضل التوجه لأخصائي تخاطب لإجراء تقييم شامل لقدرات الطفل.


جلسات التخاطب.. ماذا يحدث فيها؟

جلسات التخاطب لا تعني فقط "تعليم الكلام"، بل هي عملية متكاملة تهدف إلى تطوير مهارات التواصل، وتشمل:

تمارين لتنمية المهارات اللغوية والفكرية.

تقوية مخارج الحروف وتحسين النطق.

تعزيز قدرة الطفل على الفهم والاستيعاب.

تدريب الوالدين على كيفية دعم الطفل داخل المنزل.


ويتم تصميم الجلسات وفقًا لاحتياجات الطفل الفردية، مع مراعاة عمره وطبيعة التأخر.

تدخل مبكر.. نتائج أفضل

تشير الدراسات إلى أن التدخل المبكر هو العامل الأهم في تحسين نتائج جلسات التخاطب. فكلما بدأ العلاج في سن مبكرة، زادت فرص تحسن الطفل، وأصبح من الأسهل دمجه لغويًا واجتماعيًا في محيطه.

دعم الأهل يصنع الفارق

من المهم أن يدرك الأهل أن القلق وحده لا يفيد، وإنما الفعل والاستجابة المبكرة. كما أن دعم الأسرة للطفل داخل المنزل، والحرص على التحدث معه والتفاعل اليومي، يعززان من نتائج الجلسات.

كيف أتعامل مع قلقي وتوتري كأب أو أم؟

من الطبيعي أن تشعر بالقلق إذا شعرت أن طفلك يواجه صعوبة، لكن هناك خطوات مهمة تساعدك على تخفيف التوتر:

1. اعرف أن الأمر شائع: كثير من الأطفال يمرون بمرحلة تأخر لغوي ويتم تداركها بسهولة بالتدخل المبكر.


2. اطلب المساعدة بدلاً من القلق: التقييم من أخصائي تخاطب لا يعني بالضرورة أن الطفل يعاني من مشكلة كبيرة، بل خطوة استباقية لفهم الوضع.


3. لا تقارن طفلك بغيره: كل طفل له وتيرته في النمو، والمقارنة تسبب ضغطًا نفسيًا غير مبرر.


4. شارك في العلاج: حضور الجلسات والتفاعل مع الأخصائي يساعد في دعم الطفل نفسيًا ويمنحك شعورًا بالتحكم.


5. خصص وقتًا للراحة الذاتية: لا تنسَ أن تعتني بنفسك. صحتك النفسية مهمة لطفلك.


6. تحدث مع مختصين أو آباء آخرين: الدعم النفسي والمعنوي ممن مروا بتجارب مشابهة يمكن أن يكون مريحًا للغاية.

الخلاصة

جلسات التخاطب ليست فقط لمن يعانون مشاكل كبيرة  هي فرصة لكل طفل يحتاج إلى دفعة بسيطة في طريقه نحو التعبير والتفاعل. 
بالوعي، والحب، والدعم المهني، يمكن لكل طفل أن يجد صوته ويستخدمه بثقة.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية