مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :انجى باسم عدد المشاهدات : 121 مشاهدات
الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر يكتب شريف رمزي… نجم لازم نفرشله السجادة الحمرا ونحميه من الانقراض! ـ جريدة الراي
إذا بدّك تفتّش ع نجم ما بيشبه حدا، نجم بيحمل بعيونه الحنين، وبخطواته الرزانة، وبهضامته الفطرية عبق التسعينات… ما تطلّع بعيد. شريف رمزي هو الجواب، هو الحضور اللي كلّ ما يطلّ بيرجعنا لزمن نحنا اشتقناله، زمن الرقي، البساطة، والتمثيل يلي كان بيتنفس صدق.
شريف مش مجرّد ممثل، هو "سلالة فنية نادرة". نوع بيختفي مع الوقت، وكل ما يختفي ممثل من نوعه، منقول: يا ريت حدا يرجّعلنا سحر الزمن الجميل. وإجت المفاجأة: شريف رمزي كان موجود بيناتنا، عم يكبر، ينضج، وبيعلّمنا بصمته قبل صوته، وبتفاصيله قبل صريخه.
في عالم اليوم، صارت الشهرة سريعة، متل وجبة جاهزة: بتجي سخنة وبتبرد بسرعة. بس شريف، لأ. شريف قرّر يمشي عالخطّ الطويل، ببطء، بس بثقة. ما غرق بالأضواء، ما تباهى، ما ركض ورا التريند. هو خلق ترينده الخاص، خلق أسلوبه، بصمته، وشخصيّته اللي عنجد لازم تُدرَس.
شخصيته الفنية ما بتتشبّه، وما بتنقاس. كل إطلالة إلها طابع، كل حركة فيها "حساب دقيق"، وكأنّه رسّام بيرسم ملامح الشخصية بفرشاة حرير. اختياراته مش عشوائية، بيختار أدواره كأنّه عم يختار مصيره، بيفكّر، بيحلّل، وبيغرز حاله جوا كل مشهد كأنّه عم يعايش عمر تاني. هيدي مش بس موهبة، هيدي مدرسة... ومش أي مدرسة، مدرسة بتستحق تتدرّس بالمعاهد وتتحوّل مرجع.
هو عملة نادرة، بالمعنى الحرفي للكلمة. ما بتشوفه كتير، بس لما يطلّ، بينطبع. لما يحكي، بتنصت. ولما يسكت، بيوصل أكتر من ألف حوار. فيه شي من نجوم التسعينات الكبار، فيه هيبة من غير ما يتكبّر، فيه خفّة دم من غير استظراف، وفيه إنسانية بتشعّ من ملامحه قبل أدواره.
الكاريزما؟ يا ويلي ع الكاريزما! مش من النوع اللي بيصرخ ليجذبك، لأ، هو الكاريزما الهادية، العميقة، اللي بتدخل على القلب من غير ما تدق الباب. حضوره متل نغمة بتعرفها من أول ما تسمعها، متل ريحة بتفكّرك ببيت جدّك، متل ضحكة بتجيب الطفولة لعندك.
هو النجم اللي فعلاً لازم نفرشله السجادة الحمرا للأوسكار، مش لأنه بس بيعرف يمثل، بل لأنه بيرفع قيمة أي عمل بيشارك فيه، لأنه بيعرف كيف يحافظ ع الفن كقيمة، مش كوسيلة. وهو النجم اللي لازم نحافظ عليه من الانقراض، لأنه من آخر النماذج الأصيلة، من الجيل اللي بيحترم المهنة وبيقدّس اللحظة.
بس يلي بيخليك تتعلّق فيه أكتر، إنّك بتحسّه ابن البيت. فيه دفى، فيه ألفة، فيه صدق... بتحسّه شبّ من الحي، بس نجم عالمي. فيه توازن نادر، متل خيط حرير مشدود بين الأرض والسماء. هو من الناس، بس بيحمل جاذبية ما بيحملها إلا الكبار.
كل مرة بيطلّ فيها شريف رمزي، منقول: "رجعت الروح"، ومنتذكر ليه كنا منحب السينما. هو بيخلّينا نعيش الأيام الحلوة من جديد، بيشيل عنّا غبرة الزمن، وبيرجع يحطّنا بمكان نظيف، حقيقي، فنّي.
كتير ناس بتحاول، وكتير ناس بتصرخ لتتسمّع، بس شريف بيهمس... وبيوصل. لأنه ببساطة، مش عم يمثّل، عم يكون. ولما الممثل "يكون"، خلص، بتخلق حالة، وبتصير أيقونة.
اليوم، بوقت صار فيه التقليد هو الموضة، والسطحية هي القاعدة، وجود نجم متل شريف رمزي هو نعمة. وواجب علينا نحافظ عليه، نحتفي فيه، ونكرّمه مش بس على حضوره، بل على "غيْره" يلي بيحمله. لأنو مش كل يوم بيخلق نجم من سلالة الزمن الجميل، ولا كل يوم بيطلع علينا فنان عندو هاي الخلطة السحرية بين الأصالة والذكاء والاحترام.
شريف رمزي، يا حارس الذاكرة الحلوة، يا إبن الأصالة، يا ضيف الزمن الحلو بزمن السرعة... خليك هيك، خليك مثل ما إنت، لأنو متلك مش عم بينعاد. ووجودك مش بس فخر، وجودك هو نبض، هو ذكرة، هو درس… وأوسكار واحد ما بيكفّيك.