مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :طارق الفرماوى عدد المشاهدات : 82 مشاهدات
الكاتب عمر ماهر
ما بين الغموض والتشويق، وما بين الرياح الساخنة يلي بتهب من قلب الصحراء العربية وسرعة السيارات يلي بتشقّ الأرض وتكسر الصمت، عم بيحضّر النجم المصري العالمي محمد كريم لفصل جديد ومثير من مسيرته السينمائية، بفيلم ضخم بيحمل عنوان "Dead End" للمخرج المعروف برايان سكيبا، فيلم بيجمع بين الإثارة النفسية، الأكشن، والدراما يلي بتحبس الأنفاس، وبيغوص بعوالم سباقات الشوارع والصحراء المفتوحة، وهالمرة مش بس كريم عم يلعب دور البطولة، إنما كمان داخل اللعبة كمنتج أساسي من خلال شركته العالمية MK Global Entertainment، وهايدي خطوة بتكرّس موقعه كلاعب حقيقي ومحوري بالسينما العالمية، مش بس كممثل، بل كصاحب رؤية واستثمار فني جريء.
المشروع الجديد يلي رح يتم تصويره بين السعودية، الإمارات، مصر، وأريزونا خلال عام ٢٠٢٦، هو مش بس فيلم، هو تجربة متكاملة بيخوضها المشاهد من اللحظة الأولى حتى آخر مشهد، لأن القصة فيها أبعاد نفسية عميقة، شخصية مركّبة، وصراع داخلي بيخلّي كل تفصيل بالصورة يضرب على وتر معين، ومحمد كريم بهايدا العمل رح يجسّد شخصية "نيكسون كالاهان"، سائق سباقات سابق، أسطورة انطفأت فجأة وراحت تتخبّى بقلب القاهرة، هارب من ماضٍ موجع ومليان أشباح، بس فجأة، بينجبر يرجع على الحلبة، يقود آخر سباق، ويواجه ماضيه وجروحه، ليكتشف أنّ الطريق هالمرة ما فيها لفّة رجعة، وإنّو الرهانات أكبر من حياته، وخصومه مش مجرد سائقين، بل عصابات، قتلة مأجورين، وراكبي دراجات نارية بيطاردوه بصحراء ممتدة كأنها مرآة لروحه المعذّبة.
بالتعاون مع ميكانيكي مارق، شريك غير متوقّع، وبسيارة بتخبّي بأحشائها صندوق غامض بيستحق القتل من أجله، بيبدأ نيكسون رحلته من قلب المدينة للفراغ اللامتناهي، بيواجه فيها قانون الغاب، الخيانة، وصراعات نفسية بتكشف قديش الإنسان ممكن يكون وحيد قدّام ذاته، خصوصًا لما يكون كل شي حواليه عم ينفجر، وكل قرار بياخده ممكن يكون الأخير، وهون بيجي دور محمد كريم ليحط كل أدواته كممثل بخدمة شخصية عميقة ومعقّدة، شخصية بتمشي على حافة الموت، لكنها دايمًا بتنظر لقدّام، كأنها بتقول: "ما خلصت القصة، الطريق بعدها طويلة".
الفيلم يلي بيحمل توقيع المخرج الأميركي برايان سكيبا، المعروف بإخراجه لأفلام بتجمع بين التشويق والبُعد الإنساني، مش أول تعاون بينه وبين محمد كريم، لأن كريم شارك مؤخرًا بفيلم "Gunslingers" إلى جانب النجم العالمي نيكولاس كيج والممثلة هيذر غراهام والنجم ستيفن دورف، وهالعمل انعرض بأمريكا بشهر نيسان وترك بصمة قوية، وهيدا إنجاز جديد بكَرّس حضور كريم بهوليوود مش كمجرد ضيف، بل كلاعب أساسي عم بيحجز مكانه بين الكبار، بخطوات واثقة ومشاريع نوعية، مبنية على فهم حقيقي للسوق العالمي ولشو بيحب يشوف المشاهد.
هالمرة، الانطلاقة مش بس من هوليوود، بل من قلب الشرق، لأن تصوير "Dead End" رح يكون موزّع بين مواقع ساحرة ومليانة طاقة بالصحراء السعودية، الإماراتية، والمصرية، وصولًا لصحراء أريزونا، وهالاختيار الجغرافي بيعكس طموح الفيلم بالتوجّه للسوقين معًا: العربي والعالمي، ولطرح قصة بتجمع بين روح المنطقة وتكنيك هوليوودي عالي المستوى، خصوصًا إنّه عم بينضم لإنتاج الفيلم اسم ثقيل متل كيرك شو من شركة "Ambition Entertainment"، ياللي سبق وشارك بأكتر من ٢٠٠ مشروع إنتاج، وبينها الفيلم الأوسكاري The Hurt Locker، وهيدا بيعني إن المشروع داخل سوق المنافسة الكبيرة من بابه العريض، وعم يتم بناؤه بأيدٍ خبيرة وفكر استراتيجي واضح.
أما محمد كريم، فهو مش بس ممثل عالمي، بل رمز من رموز القوة الناعمة يلي عم بتلمع بأسماء عربية ضمن هوليوود، وقدر من خلال السنوات الماضية يبني رصيد قوي، متنوّع، وناجح، بيجمع بين أصالته الشرقية وخبرته الغربية، وهيدا الشي شفناه من خلال اختياره ضمن قائمة "رجل العام" من مجلة GQ الشرق الأوسط سنة ٢٠٢٢، ومش بس كممثل، بل كإعلامي سابق، مقدم النسخة العربية من The Voice، وكفنان شارك بأفلام مصرية ذات طابع فني وإنساني مثل "متجر شحاتة" و"قبلات مسروقة"، واللي كانت نقطة تحوّل بمسيرته، لأنها عرّفته على جمهور بيحب الأداء الحقيقي، والصوت الداخلي يلي بيوصل من العيون قبل الكلام.
ومن هون، الفيلم المنتظر Dead End مش بس قصة سباق، ولا مغامرة بالصحراء، بل هو قصة إنسان، قصة خوف، تردّد، وخيانة، قصة رجوع للماضي لتصحيح المستقبل، ورح يعرض لأول مرة ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي بالمملكة العربية السعودية، قبل ما ينطلق للعرض بالسوق السعودية بشهر كانون الأول، وهيدا التوقيت مش عبثي، لأن السوق الخليجي صار اليوم لاعب أساسي بعالم التوزيع السينمائي، والمهرجانات العربية عم تتحوّل لمنصات حقيقية لاكتشاف وعرض الأعمال الضخمة، يلي بتستحق مساحة كبيرة واحتضان من جمهور واعي وعاشق للسينما.
وإذا بدنا نقرأ بين السطور، فينا نقول إن محمد كريم، بهيدا العمل، عم يكتب فصل جديد من كتابه المهني، عم يرسم ملامح نجم عربي عالمي، بيشتغل على حاله، بيفكّر، بيخاطر، وبينقل السينما من خانة الاستهلاك لخانة المعنى، وهايدا الفرق بين النجم العابر والنجم الحقيقي... وبين فيلم بينشاف وبين فيلم بينطبع بالذاكرة.