"بجمال لا يُستعجل"... نداء شرارة ودرس بالحياة عالإيقاع الخاص

بتاريخ :الأحد 25 مايو 2025

الناشر :محمد احمد   عدد المشاهدات : 127 مشاهدات

متابعة الكاتب عمر ماهر  

لما تقرأ كلمات متل: "لا يُقاس النجاح بسرعة الوصول، بل بصدق الرحلة"، ما فيك تمرق عادي. بتوقف، بتتنفّس، بتحس في شي جواتك صار بده يحكي، بده يعيد ترتيب أفكارو، بده يوقف يركض شوي. نداء شرارة، بصمت، من دون صراخ، من دون صور، من دون أضواء، نزّلت ستوري بسيطة، بس كل جملة فيها حملت عمق كتب كاملة. بهالعالم يلي بيقيس القيمة بعدد الإنجازات، وعدد المتابعين، وعدد الجوائز، نداء قالت: لأ، المعيار الحقيقي هو "صدق الرحلة"، مش سرعة الوصول.

ولما قالت: "لكل شخص إيقاعه الخاص، وتوقيته الفريد، وقدرته التي تليق به هو، لا بما يتوقعه الآخرون"، حسّيت كأنها عم تمد إيدها لقلوب كتير مكسورة، لأحلام مأجلة، لأشخاص عم يلوموا حالن لأنن "تأخروا". نداء مش بس عم تعطينا حكمة، عم تعطينا إذن، إذن نكون نحنا، بإيقاعنا، بتأخيرنا، بإصرارنا، وبعيوبنا.

هيي مش دعوة للتكاسل، بالعكس. هيي دعوة للصدق، للتماهي مع حالك، لأنو أوقات الحياة بتكبر لما تبطئ، وبتنكسر لما تستعجل. الجملة يلي قالت فيها: "تقبل قدرك الخاص وامضِ في صنعه"، بتختصر كل النزاع الداخلي يلي منعيشه بين "شو لازم كون" و"شو أنا فعليًا". نداء ما قالت امشي عكس العالم، بس قالت: امشي على قدك، على نبضك، على وجعك وفرحك، لأنو طريقك ما لازم يكون نسخ عن حدا تاني.

وفي لحظة صدق أخيرة، نزلت الجملة يلي كانت متل ختام موسيقي ناعم، بس ناري: "لك الحق أن تمضي بوتيرتك، أن تصنع حياة تنمو ببطء، لكن بعمق، وبجمال لا يُستعجل"... وبهالعبارة، سكّرت النقاش كله. سكّرت على كل صوت بيقلّك إنك بطيء، إنك متأخر، إنك ما عملت شي. سكّرت الباب بوجه المقارنات، وفتحت شباك واسع صوب السما، صوب الحياة يلي بتنبت على مهل، متل الشجر، متل الحب الحقيقي، متل الفن النقي.

هالستوري ما كانت منشور عابر. كانت مرآة، كانت سؤال، كانت ثورة هادئة على مفهوم النجاح السريع. نداء ما عم تروّج لفكرة، عم تعيشها. ووقت فنانة توصل لهالمستوى من النضج، ما بتكون بس مغنية، بتصير معلمة بالمعنى الروحي. نداء ما قالت إنو الطريق سهل، بس قالت إنو حقيقي. والفرق كبير.

بزمن بيقيس كل شي بثواني، نداء شرارة بتقلّنا: "خلي ثوانيك تشبهك، مش تشبه السوق". بزمن بيقلك "أنت متأخر"، نداء بتهمسلك: "يمكن إنت الوحيد يلي ماشي صح". بزمن بيجبرك تسرع، نداء بتفرجيك إنو البطيء كمان بيوصل، بس بيوصل بقلبو مش بس بجسمو.

يمكن منشور واحد يمرق عالفيد عندك، بس هالمرّة، خلّيه يعلّق جواتك. خلّيه يصير نقطة تحوّل، خلّيه يكون تذكار إنك مش مجبر تستعجل، مش مجبر تثبت، مش مجبر تبرّر. نداء شرارة عم تقلّك: فيك تكون بطيء، بس عميق. فيك تكون متأخر، بس حقيقي. فيك تكون مختلف، بس حلو بجمالك يلي ما بينطلب منو يِستعجل.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية