مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة د / اميره بلال
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :ولاءهنداوي عدد المشاهدات : 895 مشاهدات
المتحف المصري.. صوت السياسة في وجه الحضارة ـ جريدة الراي.
كتب د/ احمد عبده
لم تأتِ مصر من التاريخ، بل كان التاريخ هو من وُلد من رحمها. حين تنظر إلى المتحف المصري الكبير، تدرك أن هذه الأرض لا تُعيد عرض ماضيها، بل تُعيد كتابة معنى الدولة في ضمير العالم. هنا، لا تُعرض الآثار فقط، بل تُعرض فلسفة وطنٍ يرى في حضارته قوة ناعمة، وفي ماضيه وقودًا لمستقبله.
المتحف المصري الكبير ليس مبنى من حجر، بل خطاب سياسي مكتوب بلغة الفن. هو إعلان أن مصر لا تكتفي بترديد أمجادها، بل تصوغ منها حضورًا جديدًا في عالم يتغير. فكما تبني الدول قوتها بالسلاح والاقتصاد، تبنيها مصر بالحضارة، وتجعل من التاريخ أداة نفوذ، ومن الثقافة سلاح تأثير.
كل قطعة داخل المتحف تحمل رسالة: أن مصر لا تُعرض، بل تُقدِّم نفسها للعالم كدولة تمتلك ذاكرة خالدة، وشعبًا يعرف قيمته. وهكذا تتحول زيارة المتحف إلى حوار مفتوح بين الماضي والحاضر، بين هويةٍ ضاربة في الجذور وطموحٍ لا يعرف التوقف.
المتحف المصري الكبير ليس حدثًا أثريًا فحسب، بل مشهد من مشاهد “القوة الذكية” للدولة المصرية. فهو يجذب أنظار العالم إلى مصر، ويفتح أبوابًا جديدة للسياحة والاستثمار، ويضع السياسة في ثوب الحضارة. إنه رسالة هادئة لكنها قاطعة: مصر جاءت أولًا.. ثم جاء من بعدها التاريخ.
وفي كل مرة يفتح فيها المصريون بابًا من أبواب حضارتهم، يفتح التاريخ صفحة جديدة باسْم مصر، كأنما يقول: من هنا بدأ الوعي.. ومن هنا سيبدأ المستقبل.