زيارة السيسي إلى واشنطن… قراءة تحليلية في تغطية صحيفة ذا ناشيونال ـ جريدة الراي.

بتاريخ :السبت 13 ديسمبر 2025

الناشر :ولاءهنداوي   عدد المشاهدات : 283 مشاهدات

زيارة السيسي إلى واشنطن… قراءة تحليلية في تغطية صحيفة ذا ناشيونال ـ جريدة الراي.

 

بقلم د / أحمد عبده

 

في وقتٍ تتشابك فيه ملفات الشرق الأوسط، وتتصاعد التوترات حول قضايا مصيرية مثل غزة وسد النهضة، تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي المرتقبة إلى واشنطن لتشكل محطة فارقة في العلاقات المصرية–الأمريكية. صحيفة ذا ناشيونال سلطت الضوء على هذه الزيارة بوصفها حدثًا يتجاوز الطابع البروتوكولي، ويعكس وزن مصر الاستراتيجي في المنطقة.

 

وفق ما نقلت الصحيفة، فإن جدول أعمال الزيارة يركز على العلاقات مع إسرائيل بعد الحرب الأخيرة في غزة، ومفاوضات سد النهضة الإثيوبي، وتعزيز التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة. التغطية تشير إلى أن القاهرة تسعى لوضع أرضية مشتركة قبل الدخول في الاجتماعات الرسمية، وهو ما يعكس إدراكًا عميقًا لدور الدبلوماسية الدقيقة في إدارة الملفات الحساسة.

 

من خلال قراءة النص المنشور في ذا ناشيونال، يمكن استخلاص عدة مؤشرات استراتيجية: أولًا، أن مصر تسعى لتثبيت دورها كلاعب إقليمي محوري، قادر على التأثير في مجريات الأحداث، وليس مجرد متفرج على تحولات المنطقة. ثانيًا، أن القاهرة تحرص على إدارة علاقاتها مع واشنطن وإسرائيل بطريقة تحقق مصالحها الوطنية دون المساس بحقوق الفلسطينيين، وهو ما يؤكد فهمًا دقيقًا للثوابت الوطنية تحت ضغط التحولات الدولية.

 

التغطية الصحفية أيضًا تشير إلى محاولة تحقيق التوازن بين المصالح الأمنية والاقتصادية والسياسية، وهو ما يتضح من التركيز على احتمال عقد لقاء ثنائي بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، برعاية أمريكية. هذا يعكس استراتيجية مصرية تتسم بالمرونة والواقعية، حيث تسعى القاهرة إلى تثبيت وقف إطلاق النار، وضمان استقرار الحدود، والحفاظ على مصالحها الإقليمية.

 

إن تحليل مقال ذا ناشيونال يظهر أن الصحيفة قرأت الزيارة على أنها اختبار حقيقي لسياسة القاهرة في مواجهة الملفات المعقدة، وأنها ليست مجرد لقاء دبلوماسي روتيني. الزيارة تمثل فرصة لمصر لتأكيد مكانتها كلاعب فاعل في السياسة الدولية، ولإعادة رسم أولويات التحالفات الإقليمية بما يخدم الأمن القومي المصري ويعزز من حضور الدولة في ملفات السلام والاستقرار.

 

ما يميز قراءة الصحيفة أن مصر تعتمد على المصداقية والثبات السياسي في إدارة الملفات الإقليمية، وتستثمر زياراتها الرسمية لإظهار قدرتها على التوازن بين الضغط الدولي ومتطلبات مصالحها الوطنية. هذا يضع القاهرة في موقع قوة يسمح لها بالمشاركة في صياغة حلول للأزمات الإقليمية، وليس الاكتفاء بدور الوسيط أو المتفرج.

 

وفي ختام التحليل، يمكن القول إن مقال ذا ناشيونال لا يقدّم مجرد تقرير عن زيارة سياسية، بل يفتح نافذة على الاستراتيجية المصرية في مواجهة التحديات الإقليمية، ويبرز دور القاهرة كدولة تتحرك بحنكة، وتوازن بين الطموحات الوطنية والضغوط الدولية، في وقت يقتضي فيه المشهد السياسي الدقة والرشاقة في اتخاذ القرار.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية