أهمية السلام على النفس و المجتمع "الجزء السادس "

بتاريخ :الأحد 29 اغسطس 2021

الناشر :انعام   عدد المشاهدات : 224 مشاهدات

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السادس مع أهمية السلام على النفس والمجتمع، ولكن لماذا استخدم الحمام وغصن الزيتون رمزا للسلام ؟ فلقد أصبح الحمام وغصن الزيتون رمزا للسلام منذ كان نبى الله نوح عليه السلام، يدعو أهله بالسلام لركوب السفينة حتى يحميهم من الغرق والهلاك من فيضان البحر، وقد ركب السفينة من الطيور والحيوانات والبشر من كل زوجين، وعندما نجت السفينة بنوح عليه السلام وقومه، أرسل الحمام حتى يدله على ثبوت الأرض بعد أن جف الفيضان وعاد الحمام وبفمه غصن الزيتون وبرجليه طين الأرض، عندها أمر نوح قومه بالنزول بسلام واستقرار لتعمير الأرض، منذ ذلك الحين اتخذ الحمام وغصن الزيتون رمزا للسلام على الأرض. 

ولكن ما هو دورنا في بناء السلام؟ وهو ابدأ بنفسك أولا في تكوين السلام والتصالح الداخلي جواك، فعندما يصالح الانسان نفسه ويشعر بالسلام داخله، وينقي قلبه من الشرور ويبعده عن الأحقاد التي تدمر النفس وتجعلها مريضة بالكراهية، فعندما يتحقق ذلك في كل انسان على الأرض يساعد في نشرالسلام الذي يساهم في بناء العقول الفكرية لجميع فئات المجتمع، وهناك أيضا وسائل التواصل المختلفة والسوشيال ميدايا حيث أن لها دور مهم لتوضيح ونشر أهمية السلام ودوره في رقي وتقدم المجتمع كما لا ننسى أهمية المساعدة في ايجاد وتصميم مناهج علمية تدعم فكرة بناء السلام في جميع مراحل التعليم المختلفة، والإيمان الفعلي بأهمية الدور الذي يلعبه السلام. 

في تأهيل المجتمع فكريا وعلميا، وتشكيل السلوك والأخلاق العامة، وفي رحاب السلام يتم تطوير المناهج التعليمية وأساليب تقديم المادة العلمية، ومما سبق يوضح لنا أهمية وجود السلام في العالم ، وأهمية نشر ثقافة السلام وضرورة الاكثار من الندوات واللقاءات العلمية الفكرية البنائة بين فئات المجتمع المختلفة لبث ثقافة بناء السلام وانتشاره، وحان الوقت لضرورة التحرر من الشكل الوثائقي والمكتبي للأبحاث العلمية والنزول الفعلي لأرض الواقع وتفعيل مبادرات بناء ونشر ثقافة السلام، والعمل على توظيف العلم في خدمة البشرية وتحقيق الأمن والآمان حتى تسود المحبة والسلام في العالم أجمع، ونقضي على الحروب بأنواعها وجميع أشكالها. 

ونفتح القلوب بعد تنقيتها من جميع الأحقاد والشرور وكل انسان في الأرض يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، ونحاول الرجوع إلى الفطرة الانسانية الجميلة التي خلقنا بها الله عز وجل، حيث ساوى بيننا جميعا كأسنان المشط وخلق لنا قلب ينبض بالحياة يجد راحته وسط المحبة والأمن والسلام وحب الخير للجميع وأن تكون قلوبنا مظلة للسماح تحوي تحت ظلالها اجماع القلوب على أهمية وجود المحبة والسلام في جميع ربوع الأرض، وإن من فضائل السلام وخصائصه أنه من خير أمور الإسلام، أنه من أسباب المودة والمحبة بين المسلمين والتي هي من أسباب دخول الجنة فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

" لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم" رواه مسلم، وقال القاضي عياض والألفة إحدى فرائض الدين، وأركان الشريعة، ونظام شمل الإسلام، وأن كل جملة منه بعشر حسنات، فإن في هذا الثواب العظيم من رب كريم، وكم تكون حسناتنا لو اتبعنا هَدى النبي صلى الله عليه وسلم عند تحية إخواننا المسلمين، ووا عجبا لكثير من الذين استبدلوا بالسلام تحية ما أنزل الله بها من سلطان، ولا شرعها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، متبعين في ذلك غير المسلمين، وإن أعظم الناس أجرا من بدأ بالسلام، فعن أبى أمامة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام" رواه أبو داود.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية