إسرائيل صديق مؤقت و عدو دائم

بتاريخ :الخميس 07 اكتوبر 2021

الناشر :انعام   عدد المشاهدات : 272 مشاهدات

بقلم الإعلامي/ يوحنا عزمي

هذه القاعدة أسس لها داهية العصر الرئيس السادات
ولا يستطيع أحد أن يغير في محتواها وهي مستمرة إلى
أن يتم تعديل ميزان القوي بشكل جذري أو ان تحدث تغيرات دراماتيكية على مستوى المنطقة أو العالم كحدوث حرب كونية مثلا تقلب النظام الدولي القائم ..

المدهش أن كلا الطرفين المصري والإسرائيلي يفهم تماما المعنى الحقيقي لهذه المقولة لذلك لا يعبث بها ولا يحاول حتى الاقتراب منها ..

إذن هو سلام مرحلي يقبل به الجميع 

وعليه فلا أرى أي داع للانزعاج من توسيع مصر علاقتها بإسرائيل أو تأييد تطبيع الدول العربية معها .. هو سلام فرضه أمر واقع وليس سلام محبة والجميع يعلم ذلك. 

أعتقد أن الرئيس السيسي ليس في حاجة إلى محامي
فاشل كي يدافع عنه ويبرر له تأييده لمعاهدة كامب ديفيد ويصف الرئيس السادات بأنه سابق لعصره  فلديه أجهزته التي تستطيع أن ترد ، أحاول فقط أن أستخدم عقلي فالذي أعلمه أن الرئيس السيسي يبحث دائما عن المصلحة الوطنية المصرية ولا يقف عند الأشياء التي تضر بمصالحنا كما كنا في السابق. 

لكن كيف يمكن أن تستفيد مصر من مثل هذه المواقف ؟

رأيي أن لها فوائد كبيرة .. منها مثلا :

مصر الدولة الوحيدة .. غير إسرائيل طبعا .. التي لم يصطدم بها ترامب في المنطقة وهو الذي كان يتصرف كالثور الهائج الذي يطيح بكل دول العالم بلا استثناء الصديق منها قبل العدو ، استطاع الرئيس السيسي ترويض هذا الثور ليصبح أكثر وداعة وكان دائم الاتصال به ويستشيره في كل أمور المنطقة ، حتى بايدن والإدارة الحالية تحولت لهجتها العدائية ضد مصر إلى نغمة المصالح وتقدير متبادل في الأيام القليلة الماضية ، موادعة إسرائيل والتقارب معها أمر مهم يخص كل الرؤساء في أمريكا ،  مثل هذه التصريحات تقلل من قلق أي رئيس أمريكي وتجعله هادئا مطمئنا.

هل يصدق أحد أن إسرائيل لم تعد تمانع في تحديث الجيش المصري وتزويده بأحدث ما تضمه ترسانة الأسلحة العالمية ؟

تذكر استئناف أمريكا تزويد مصر بطائرات الأباتشي وقطع غيار طائرات الفانتوم وكذلك استئناف المعونة العسكرية المقررة التي أوقفها أوباما بعد ثورة 30 يونيو. 

ثم إنها لم تمانع في تزويد مصر بغواصات الشبح الألمانية  وهي التي وقفت دائما حجر عثرة في طريقها منذ مدة كبيرة
ما الذي جعلها تغير موقفها من تسليح مصر بأحدث الأسلحة وهي تعلم أنها العدو الاستراتيجي لها ؟! ..

أين كامب ديفيد الآن ؟ .. الثغرة التي قدح فيها معارضو الرئيس السادات وهي الانتقاص من سيادتنا على كامل أرضنا في سيناء لم يعد لها وجود بالمرة ، فقواتنا المدرعة وأسلحتنا الثقيلة ، بل وطائراتنا الحربية تجوب سماءنا في كل مكان ولم يعد هناك ما يسمى بالمناطق : أ و ب و ج .. فهل ربحنا بهذا أم خسرنا ؟! ..

هل نحن في حاجة إلى مهادنة أمريكا وإسرائيل ؟.. 
بكل تأكيد .. السبب أن لنا تجربة مريرة معهم بعد أن نجحوا في إيقاف مد التنمية الهائل الذي بدأه الرئيس عبد الناصر وكاد ينقل مصر إلى مصاف الدول المتقدمة بافتعال حرب 67 التي قضت على كل شيء.

الرئيس السيسي يعلم جيدا أنه يقوم بأضخم مشروع نهضوي في تاريخ مصر كله بعد مشروع عبد الناصر ويهمه جدا ويهمنا جميعا أن يكتمل على خير .. هم لا يريدون ..  لذلك كان عليه أن يلاعبهم بمكر ودهاء كما فعل الرئيس االسادات بالضبط  أعطاهم ورقة وأخذ في مقابلها سيناء.

أرجوكم دعوا النسخة الثانية المعدلة من الرئيس السادات تعمل في هدوء ولا تقفوا كثيرا عند كلام هؤلاء السطحيين الذين تجمد بهم الزمن عند نقطة معينة منذ عقود شاهد الـ BBC والجزيرة كما تشاء ولا مانع من أن تستمع إلى كل الأصوات لكن من فضلك لا تنس أن تشغل عقلك .

و هذا من وجهة نظر الكاتب 

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية