الدكرورى يكتب عن النبى صاحب الأخلاق " جزء 1 |جريدة الراي

بتاريخ :الجمعة 15 اكتوبر 2021

الناشر :شريف   عدد المشاهدات : 158 مشاهدات


بقلم / محمـــد الدكـــرورى

يُعد ميلاد النبي الكريم الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم هو أجمل يوم جاء على البشرية جمعاء، وعلينا جميعا شكر هذه النعمة، كما علينا طاعته صلى الله عليه وسلم فهو أسوة لكل المسلمين، وبكرامته وعلو منزلته عند الله سبحانه وتعالى كنا خير أمة أخرجت للناس، وبرسالته خُتمت الأديان، فكان كل همه صلى الله عليه وسلم أن يدعو الناس إلى الهداية، وكان صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة للعالمين، فكان في مثل هذا الشهر وهو شهر ربيع الأول أشرق النور وبزغ الفجر وولد خير البشر رسولنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، فإنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي زكى الله به نفوس المؤمنين وطهّر به قلوب المسلمين، وجعله رحمة للعالمين. 

وحجة على الخلائق أجمعين، ولقد كانت ولادته فتحا، وبعثته فجرا، هدى الله به من الضلالة، وعلم به من الجهالة، وأرشد به من الغواية، وفتح الله به أعينا عميا، وآذانا صمّا، وقلوبا غُلفا، وكثر به بعد القلة، وأعز به بعد الذلة، إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم خليل الرحمن، وصفوة الأنام، لا طاعة لله إلا بطاعته، فقال تعالى فى سورة النساء " من يطع الرسول فقد أطاع الله" ولا يتم الإيمان إلا بتحقيق محبته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" فكان صلى الله عليه وسلم أعلى الخلق أخلاقا، وأعظمهم أمانة، وأصدقهم حديثا، وأجودهم نفسا، وأسخاهم يدا، وأشدهم صبرا، وأعظمهم عفوا، صلى الله عليه وسلم. 

وإن النجاح كل النجاح، والفلاح كل الفلاح، والفوز كل الفوز، والسعادة كل السعادة باتصال النفس بربها عز وجل، فإن هذا الاتصال يحقق الطهارة النفسية، والاصطباغ بمكارم الأخلاق، فهل تدرون من هو المفلس؟ إنه هو الذي يأتي بصلاة وصيام وصدقة ويأتي وقد شتم هذا، وضرب هذا، وأكل مال هذا، يعطى هذا من حسناته، وهذا من حسـناته، فإذا فنيت حسنات طرحوا عليه سيئاتهم حتى يطرح في النار، ولقد بين النبي عليه الصلاة والسلام أن " من أحب عباد الله إلى الله تعالى؟ قال أحسنهم أخلاقا، وإن أكملهم إيمانا أحسنهم خلقا، وأن خير ما أعطي الرجل المؤمن خُلق حسن، وأنه ما من شيء أثقل فى ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن" 

"وأن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" فمن أراد السعادة اتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة، وأن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد، والخلق السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل، وهذا كلام واضح، كلام واضح كالشمس، فإذا أردت أن تسعد، إذا أردت بحبوحة الله عز وجل، إذا أردت أن تسلم فعليك بسُنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا معنى أبدا أن تحتفل بذكرى المولد وأنت متلبس بمعصية، هناك من يدير مسبحا فيه اختلاط، أقام فيه احتفالا، وألقيت الكلمات، وظن أن الأمر يجري هكذا، ما دمت متلبسا بمعصية فلا معنى من احتفالك بذكرى المولد. 

فلا ينبغي أن تحتفل بذكرى المولد إلا بعد أن ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع سنته، فلقد كان النبى صلى الله عليه وسلم كثير التواضع، وافر الأدب، يبدأ الناس بالسلام، ينصرف بكله إلى محدثه صغيرا كان أو كبيرا، ويكون آخر من يسحب يده إذا صافح، إذا تصدق وضع الصدقة بيده في يد المسكين، وإذا جلس جلس حيث ينتهي به المجلس، ولم يُرى مادا رجليه قط، ولم يكن يأنف من عمل لقضاء حاجته، وقد ورد في السنة أنه صلى الله عليه وسلم " برئ من الكبر من حمل حاجته بيده، ومن أكثر ذكر الله فقد برئ من النفاق، وبرئ من الشح من أدى زكاة ماله صلى الله عليه وسلم" فإن من أدى زكاة ماله لا يجوز أن تقول عنه شحيح.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية