مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :انعام عدد المشاهدات : 150 مشاهدات
قصة قصيرة بعنوان:
ريم الصغيرة وأخيها والقدر
بقلم علي بدر سليمان
-1-
هي فراشة تطير وترتفع عابرة كل المسافات تنظر
إلى الأفق وخلفها الأضواء تبرق وتلمع وكأن الطبيعة ترسمها لوحة غزلية جميلة تعبر عن الجمال الذي في داخلها فهي طيبة ويملأ قلبها الحنان.
هذه كانت بداية اللوحة عندما كانت ريم نائمة في منزل والديها الصغير حيث أهلها من الطبقة الفقيرة وكان والدها يعمل في صناعة الأثاث المنزلي ويرسم على القطع الخشبية رسومات جميلة جدا يجسد فيها حبه للقرية التي يقطنها وكانت والدة ريم مربية فاضلة وأم رؤوم وكانت ريم بالنسبة لوالدتها فراشة صغيرة زاهية الألوان ترسم الفرح في كل مكان تلجأ إليه وكان والدها راضي يعمل في محله مع ورشة صغيرة يديرها ويشرف عليها حيث يعملون في صناعة الأثاث المنزلي من الخزن والطاولات وبعض الأشياء الأخرى الجميلة التي تصب في خدمة أهالي القرية.
-2-
لطالما كانت قرية كرم اللوز قرية هادئة يعم فيها
السلام والمحبة والطمأنينة يعشقها الهدوء ويرسم
بين تفاصيلها ضحكة الأطفال وتمتزج أوراق الخريق
ويتعالى موج البحر الهادر فيفيض ألقا˝ وحبا˝ فهي
كانت تطفو على ضفاف البحر آخذة من سحر البحر ورونقه الكثير.......
وفي يوم من الأيام وبينما كان الأطفال الصغار يلعبون
في باحة القرية الصغيرة والتي كان يدعوها الأهالي الباحة الصغرى وهي باحة محاذية للبحر حيث كانت تلعب ريم وأخيها الصغير طارق وبعش أطفال القرية وكانت برفقة ريم قطة صغيرة جميلة بيضاء الفرو وعندما كانت ريم وطارق يلعبون بمرح حيث كانت في ربيعها الثامن وأخوها طارق في ربيعه السادس
وعندما كان طارق يجري بسرعة نحو شاطئ البحر تصرخ ريم بشدة:
(عد ياطارق عد) وكأنما أحست بشيء سيء ينتظرها وينتظر أخاها لكن طارق يجري بسرعة يلتفت إليها ويضحك بشدة غير آبه بالأخطار المحدقة فتظهر
جماعة من الناس يحملون السلاح وتظهر على وجوههم معالم الحرب.
-3-
يطلقون النار بدون رحمة أو شفقة يسقط طارق على شاطئ البحر وقد اخترقت جسده الصغير عدة رصاصات وسال دمه الأحمر الندي وامتزج مع مياه البحر فصرخت ريم وهي تبكي بشدة "أخي" وهي تنظر في وجه أولئك القتلة وتقول لهم بغضب تبا˝ لكم أيها القتلة لقد قتلتم أخي وتعالت صرخاتها وصرخات الأطفال الآخرين الذين قتل منهم اثنين وهرب الآخرون مذعورين وهم يصرخون بشدة وقد سمع أهل القرية بنداءات واستغاثات الأطفال فقاموا بالهجوم على أولئك المجرمين فقتلوهم وانتقموا منهم شر انتقام.
وكان معهم والد ريم الذي أخذ يبحث عنها ليجدها مرمية قرب أخيها الصغير طارق والدم يصبغهما والبحر لونه أحمر حزين كئيب وكأنما يحاول أن يرثيهما وبدى عليه الغضب لما حل بهما وعندما رآهما والدهما سقط أرضا˝ وأخذ بالبكاء لما حل بهما وحضنهما بشدة لتتساقط قطرات المطر وتغسل ظلام القلوب معلنة بداية حقبة جديدة .
أخذ والد الطفلين يرسم لوحة تجسد مأساة الأطفال في ذلك اليوم ويضعها على شاهدة قبر ريم وطارق ليتذكر الناس ماحدث في ذلك اليوم الحزين.