صدقني السيسي نفسه تحول إلى مشروع وطن

بتاريخ :السبت 20 نوفمبر 2021

الناشر :محمود   عدد المشاهدات : 138 مشاهدات

صدقني السيسي نفسه تحول إلى مشروع وطن

بقلم / يوحنا عزمي 

من فضلك ناقش معي المسألة بهدوء من غير أحكام مسبقة  أيام حسني مبارك الأخيرة روجوا لفكرة أنه لا أحد يستطيع ملء فراغ السلطة من بعده حتى أنه نفسه اقتنع بذلك حينما قال : أنا أو الفوضى من بعدي ، فهل كان صادقا ؟!. 

أجزم إنه كان صادقا مائة في المائة ، فلم يكن يظهر في
الأفق فعلا ما يبشر بقدوم من يستطيع شغل الكرسي المثقل بالضغوط المحمل بالهموم وكان الشعب قلقا جداً من المجهول وانتشرت وقتها مقولة اللي تعرفه أحسن من اللي ماتعرفوش. 

لكن مع بزوغ نجم عبدالفتاح السيسي بسرعة عجيبة .. 
وتصدره المشهد بقفزات درامية تبدل الحال ، فقد استشعر الناس الصدق والإخلاص في شخصه أولا .. ثم لاحظوا امتلاكه القوة اللازمة للحفاظ على وحدة وتماسك البلد الذي كانت تتقاذفه الأمواج وسط أنواء هوجاء كادت تعصف به لولا لطف الله .. فهم الناس حينها أن هذا الزمن زمنه .. وسأحاول شرح بعض النقاط التي توضح الصورة حسب فهمي. 

الشعب بدأ يشعر بشيء من الأمان وأن مصر لن تتحول إلى ما آلت إليه بلاد كبيرة ذات حضارات عريقة كسوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا أو السودان وغيرها .. كلنا يعلم أنه عندما تولى ظهرت مشاكل جسام لم تعرفها مصر طوال تاريخها كالإرهاب مثلا .. لكن مع هذا الرجل كان هناك شعورا عاما وشبه يقين لدى المصريين أن مصر سوف تنتصر على الإرهاب وتقضي عليه وقد كان. 

أما مشكلة سد النهضة واحتمال أن تتعرض مصر لنقص
حاد في المياه اسألك وحاول أن تكون أمينا مع نفسك :
لو أن شخصا آخر غير الرئيس السيسي هو من يمسك بالملف الأخطر من بين كل الملفات هل كنت ستشعر بالأمان أو سيقل لديك الشعور بالقلق ؟! .. لك أن تجيب أو تمتنع. 

نقطة أخرى .. الذي قال إن الرئيس ترك الفقراء وابتعد عن الشباب يغالطنا ويغالط نفسه .. فليس خافيا أن مصر نفذت أكبر برنامج للحماية الاجتماعية أشادت به كل المنظمات الدولية المعنية .. أما هذه المشروعات الضخمة التي تملأ البلاد طولا وعرضا فمن الذي يديرها ويشغلها ؟ .. الشباب
هم من يتولى ذلك .. معها انخفضت نسبة البطالة بشكل غير مسبوق .. مئات الآلاف من الوحدات السكنية لمحدودي الدخل ( بعضها المقدم فيه 5000 ج ) .. رأينا عددا ضخما منها تم تنفيذه وتوزيعه بالفعل والباقي في الطريق .. 24 مدينة جديدة بمواصفات قياسية تقام الآن .. من الذي سيسكنها أو معظمها ؟! .. هل لأحد غير الفقراء والشباب ؟!. 

أما عن مشروعات الطاقة والطرق والتعدين والمدن الصناعية المتكاملة والمشروعات السياحية واستصلاح الأراضي وغيرها فحدث ولا حرج .. كم المشروعات الضخم وسرعة التنفيذ الهائلة تقول إن الرجل جاء ليسابق الزمن كي يقفز بمصر قفزة جبارة خلال سنوات معدودة وها نحن بدأنا مرحلة جني الثمار ( تحولنا بالفعل لمركز إقليمي للطاقة وبدأنا تصدير الغاز بكميات اقتصادية واعدة .... نموذج فقط ). 

رأيناه واضحا في ارتفاع سعر صرف الجنيه المتواصل مقابل الدولار - أو ثباته على الأقل - وهو لا شك البداية الحقيقية الصحيحة والمبشرة لانخفاض للأسعار .. الغريب أن مصر كانت من الدول القليلة المعدودة التي حققت نموا بالإيجاب رغم حالة الركود الرهيبة بسبب جائحة كورونا والتي ضربت الاقتصاد العالمي كله .. أليس هذا أمرا مبشرا يمنحنا الأمل ويجعلنا نثق في قيادتنا وقدراتنا ؟!. 

صحيح لا يمكننا تجاهل أن هناك مشاكل كبرى لها جذور عميقة كالفساد وانهيار البنية التحتية في التعليم والصحة والمواصلات وغيرها وهي تحتاج بلا شك جهودا مضنية وأموالا ضخمة للإصلاح أو التغيير .. لكننا نعلم جيدا أنه لن يأتي إطلاقا في وجود قيادة ضعيفة لا تملك الرؤية أو القدرة على الحل. 

بكل تأكيد مصر تتغير مع السيسي وأي منصف سيقول بذلك المهم أن الرجل تركنا للثرثرة والهري اليومي والكلام الفارغ ( يعرفنا جيدا ) ومضى بكل ما أوتي من عزم وقوة لبناء مصر الحديثة .. مصر المستقبل .. لا ينام. 

لكن قبل أن أنهي أود من سيادتك أن تذكر لي اسما واحد تتوسم فيه روح القيادة والزعامة يستطيع من خلالها إدارة البلد باقتدار في ظل هذا الظرف الدقيق الصعب .. اسما واحدا فقط ، سأتركك تفكر. 
 
بالمناسبة : تعرفون أين مشكلتنا الحقيقية ؟ .. أننا حملناه وحده كل بلاوينا لدرجة أننا نطلب منه أحيانا حل مشاكلنا العائلية. 

قلت ما عندي .. فهل تعتقد أنني كنت واهما عندما قلت إنه نفسه تحول إلى مشروع وطن ؟!.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية