مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :شريف عدد المشاهدات : 248 مشاهدات
كتب :بركات الكريمي
الفلوس اللي كانت سبب هلاك قارون وان ربنا خسف بيه الأرض واصبح عبرة لمن يعتبر إلى يوم القيامة "قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي"، هي نفس الفلوس برضو هي اللي بسببها سيدنا عثمان بن عفان جهّز جيش العُسرة من ماله واشتري بير للمسلمين على حسابه فقال عنه النبي "ما ضرَّ عُثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليومِ" أي: لا يَضُرُّ عُثمانَ ما فعَل مِن الذُّنوبِ والمعاصي بعدَ اليومِ؛ فقد غفَر اللهُ له ما مَضى وما هو آتٍ بتَجهيزِه جيشَ العُسْرةِ كلَّه لوحده!
القوة اللي كانت سبب اغترار وتكبر قوم عاد وكفرهم بالله "فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً" وكانت هي سبب هلاكهم، زيها زي القوة اللي كانت عند سيدنا موسى لما سقى للبنتين من البير لوحده بس مغترش بقوته ولا تكبر "ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ"، زيها زي القوة اللي خلت سيدنا خالد بن الوليد يكسر ٩ سيوف في معركة واحدة!
السلطة اللي خلت قريش تحارب النبي سنوات ويطردوه ويقتـ.ـلوا أصحابه بل ويموتوا على الكُـ.ـفر والجحود، هي نفسها السلطة اللي خلت سيدنا سعد بن معاذ يُسلم، فيسلم كل مَنْ خلفه من قبيلة الأوس لأنه كبيرهم وصاحب السلطة فيهم!
الخلاصة : مش الفكرة في النعمة بذاتها، الفكرة انت هتستعملها في ايه وعاوزها ليه، كتير مننا بيتمني مال أو قوة أو سلطة وهو مش عارف انها ممكن تكون سبب هلاكُه! وكتير مننا عنده النعمة بالفعل بس للأسف بيسيئ استخدامها وممكن تكون أجمل حاجة في حياته دي هي سبب دخوله النار والعياذ بالله.. وكتير مننا فاكر انه مش هينصلح حاله الا بالفلوس الكتير أو السلطة أو القوة، بس ربنا بيقول "أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ"
والفلوس بلاء وفتنة زيها زي الفقر بالظبط، والصحة بلاء وفتنة زيها زي المرض بالظبط، والسلطة بلاء وفتنة زيها زي الخضوع والانقياد بالظبط
ولذلك قامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم يوما على المنبرِ ثمَّ بَكى.. وقيل: إنَّما بكى النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ لأنَّه عَلِم وُقوعَ أمَّتِه في الفِتَنِ، وغَلبةَ الشَّهوةِ والحِرصِ على جمعِ المال والدنيا..! فقالَ وقتها رسول الله كلمات مسطرة بدمعه الشريف : سَلُوْا اللَّهَ العفوَ والعافيةَ فإنَّ أحدًا لم يُعطَ بعدَ اليقينِ خيرًا منَ العافيةِ.
"العفوَ"، أي: مَحْوَ الذُّنوبِ وسَتْرَ العيوبِ، "والعافيةَ"، أي: السَّلامةَ في الدِّينِ مِن الفِتنةِ، وفي البَدنِ مِن الأمراضِ، أو السَّلامةَ في الدُّنيا مِن النَّاسِ وشُرورِهم، وأن يُعافِيَك اللهُ مِنهم ويُعافِيَهم منك.
اطلب أهدافك صح، وتمنى الخير ولا تدعوا سوى بالخير، لأنك احيانا تدعو بأمور لو أُجيبت لك لأهلكَتك