نجحت المؤامرة الأمريكية وسقط الدب الروسى فى الفخ الأمريكى

بتاريخ :الخميس 24 فبراير 2022

الناشر :بسملة   عدد المشاهدات : 285 مشاهدات

نجحت المؤامرة الأمريكية وسقط الدب الروسى فى الفخ الأمريكى

بقلم /يوحنا عزمي

طبقا للعلوم الإستراتيجية وقوانين فن الحرب .. 
النصر العبقرى ان تفرض إرادتك على العدو وتحقق
أهدافك دون أن تطلق رصاصه واحدة. 

لنتفق أولاً .. حرب تعنى كارثه اقتصادية لكل أطراف
تلك الحرب ، فالأسلحه والذخيرة والمعدات العسكريه
التى تستخدم فى تلك الحرب تعنى فلوس مهدرة كان
يمكن استخدامها فى التعمير والبناء والتنميه ..

وأثار الحرب من تدمير وخراب وخسائر تعنى فلوس مهدرة
والتغلب على اثار الحرب بعد انتهائها تعنى فلوس مهدرة
فكلمه حرب تترجم خراب اقتصادى خاصه بعد إرتفاع ثمن الأسلحة والمعدات العسكريه بصورة كبيرة جدا لهذا تتجنب كل الدول الحرب على قدر إمكانها ، بينما يسعى العدو إلى توريط تلك الدول فى الحرب لإستنزاف اقتصادها كهدف أول بجانب أسباب أخرى طبقا لطبيعة كل موقف.

 الموقف الإستراتيجي قبل بداية الأزمة .. 
أولاً: امريكا ليس لها قواعد عسكريه فى أوكرانيا .. وأستراتيجيا لا تحتاج إلى ذلك فلها قواعد عسكريه
فى تركيا والمشرق العربى اكثر من كافيه لتهديد روسيا والتقدم التكنولوجى فى صناعه الصواريخ والطائرات
لا يجعل امريكا فى حاجه لقواعد عسكرية فى اوكرانيا. 

ثانيا: تقارب روسى أوروبى كبير وإنشاء خط الغاز الثانى لإيصال الغاز الروسى إلى المانيا وأوروبا وهو ما يعنى زيادة التقارب الروسى الأوروبى نتيجه زيادة اعتماد أوروبا على الغاز الروسى وضمان حصول أوروبا على الغاز الروسى بأسعار اقل من الغاز المستورد من مناطق أخرى لان تكلفه إيصال الغاز عبر خطوط اقل بكثير من تكلفه إيصاله مسال بواسطه السفن ..

وضمان روسيا فى المقابل حصولها على مصدر دخل كبير يدعم الإقتصاد الروسى بثمن الغاز المصدر لأوروبا وهو موقف يهدد استمرار حزب شمال الاطلنطى الذى انشأته امريكا بزعم حمايه دول أوروبا من خطر الغزو الروسى. 

تطور التقارب الروسى الأوروبى سيجعل دول أوروبا تتساءل عن جدوى استمرار حلف الاطلنطى وروسيا التى كانت العدو الذى أنشىء الحلف لمواجهته تتحول إلى حليف إستراتيجي لدول أوروبا وتزداد المصالح المتبادله بينهم. 

وسيجعل دول أوروبا تدرك إنها لا تحتاج الحمايه الأمريكيه وبالتالي غير مجبره على تحمل الضغوط الأمريكية التى تورطها فى المؤامرات الأمريكيه مثل مؤامره الربيع العبرى التى شاركت فيها أوروبا وتضررت منها. 

ثالثا: مشكله كبيرة بين فرنسا وأمريكا نتيجه صفقه الغواصات الفرنسيه لإستراليا والتى تم الغاؤها بضغط أمريكى واستبدالها بصفقه غواصات أمريكيه ، وهو موقف جعل كل دول أوروبا تدرك حقيقه تعارض المصالح بينها وبين أمريكا. 

لهذا كان من الطبيعى ان تبحث أمريكا وتبذل كل جهدها لتدمير التقارب الروسى الأوروبى ، وإشعار دول أوروبا انها مازالت بحاجه لحمايه أمريكا وبالتالي عليها ان تنصاع لأوامر أمريكا وان تتقبل كل ما تفعله أمريكا.

ووجدت أمريكا ضالتها فى حكام أوكرانيا ، وبذلت أمريكا 
كل جهدها لتجعل حكام أوكرانيا يستفزون روسيا وفى نفس الوقت ، بذل الإعلام الأمريكى كل جهده لتصخيم صورة الرئيس الروسى بوتين وتصويره بصورة السوبرمان الروسى فى مواجهه الرئيس الأمريكى العجوز الخرف بايدن .. 
وكأن ما يحدث هو مباراة مصارعه بين الرجلين ، بينما الحقيقه ان بايدن ليس هو من يدير الأمر فى أمريكا 
وان الأمر صراع بين الولايات المتحدة الأمريكية بكل قوتها الشامله فى جانب وبين روسيا وأوروبا والصين فى جانب اخر وللأسف سقط الدب الروسى فى الفخ. 

الموقف الإستراتيجي بعد إشتعال الحرب بين روسيا واوكرانيا .. 

أولاً: أمريكا ليس لها قواعد عسكرية فى أوكرانيا ..

ثانياً: إنتهى التقارب الروسى الأوروبى وتحول إلى حاله من العداء وفرضت أوروبا عقوبات وحصار اقتصادى على روسيا
وطالبت بولندا حلف الإطلنطى بالتدخل عسكريا لحمايه أوكرانيا باعتبار الاجتياح الروسى لاوكرانيا خطر على أوروبا
وفرنسا عقدت اجتماع لمجلس الأمن القومى للنظر فى الغزو الروسى لاوكرانيا ، وهكذا دخلت أوروبا فى أجواء الحرب. 

ثالثاً: تناست كل دول أوروبا خلافاتها مع أمريكا بعد ان شعرت بالخطر الروسى الذى جعلها تشعر بأنها مازالت فى حاجه إلى حمايه أمريكا العسكرية ضد الخطر الروسى. 

رابعاً: لم ولن تتأثر أمريكا ولن ينفق دولار أمريكى واحد
فى تلك الحرب ، بينما ستنفق روسيا مليارات كثمن لأسلحة وذخيرة ومعدات عسكريه بدأ فعلا استهلاكها فى تلك الحرب
وقد تضررت فعلا البورصه الروسية وخسرت الكثير فى اليوم الأول للحرب فلن يستمر مستثمر فى دولة تخوض الحرب 
وفقد الروبل الروسى الكثير من قيمته امام الدولار الأمريكى. 

خامساً: تضررت البورصات فى كل دول أوروبا نتيجه
أجواء الحرب. 

سادساً: سيزداد تضرر الإقتصاد الروسى مع كل ساعه تزداد فى زمن الحرب نتيجة الإستنزاف الاقتصادى والحصار والعقوبات الأمريكية الأوروبية اليابانية الأسترالية. 

سابعاً: سيزداد تضرر إقتصاد دول أوروبا نتيجه إنقطاع الغاز الروسى وإرتفاع سعر البترول وهو ما سيجعل أوروبا تزداد انبطاحا أمام امريكا ، وستظهر مشاكل كثيره فى دول أوروبا  نتيجه موجات إرتفاع الأسعار وهو ما سيجعل الحكومات الأوروبية تزداد انبطاحا أمام امريكا بحثا عن بعض الدعم الأمريكى. 

ثامناً: ستجتاح العالم باكمله موجه من الكوارث الاقتصادية نتيجه إرتفاع أسعار البترول والغاز بجانب استمرار تبعات جائحه كورونا ، ستكون الشعوب هى اكثر من يدفع الثمن. 

مصر .. بفضل الله سنكون من أقل الدول تأثراً .. 
فرغم ان روسيا واوكرانيا هم أكبر موردى القمح إلى مصر 
إلا ان الخطوه الاستباقيه التى قام بها السيسى عندما أمر بإنشاء اكبر صوامع لتخزين القمح فى العالم فى مصر والانتهاء منها والانتهاء من ملئها ، وفر لمصر احتياطى إستراتيجي من القمح يكفى لمدة "اربعه أشهر ونصف إلى ست أشهر"

مع زيادة مساحه الأرض المزروعه قمح فى مصر ربع مليون فدان يتم حصاد محصول القمح فى مصر فى شهر أبريل
وهو ما سيرفع الإحتياطي الإستراتيجي ليكفى حتى نهاية العام بدون استيراد وهو ما يعنى قدرة مصر على استيراد القمح من دول أخرى بدون ضغوط ..

لكن ستتضرر مصر نتيجه إرتفاع أسعار البترول فمصر تستورد كم كبير من البترول لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك ، وميزانية الدولة المصرية تم تخطيط أوجه الصرف بها على أساس سعر برميل البترول ( ٦٥ دولار )
بعد ارتفاع سعر البرميل لاكثر من ( ١٠٠  دولار ) سيتم تحميل الفرق على بنود آخرى من الميزانيه وسينتج على ذلك صعوبات على الشعب ان يتحملها ..

سيخفف من ذلك إرتفاع أسعار الغاز ومصر تصدر غاز لكن الكميات المصدرة من الغاز لن تكفى لسد العجز الناتج عن ارتفاع أسعار البترول ..

لهذا ، علينا نحن الشعب المصرى ان ننتبه وان نصمد ونتحمل 
وان نحمد الله على نعمه الرئيس السيسى فمصر من اقل دول العالم تأثراً بتلك الكوارث التى تضرب العالم بأكمله بفضل حكمته فى قيادة مصر وإدارة سياستها. 

روسيا انتصرت وستنتصر عسكرياً .. 
لكن انتصارها ذلك لن يغير اى شىء فى الموقف الإستراتيجي ، بل أضر بروسيا عسكريا فى جوانب أخرى.

فقد اضطرت روسيا لإظهار قدرات اسلحتها .. 
واضطرت لكشف اسلوب إستخدام الجيش الروسى لاسلحته
واضطرت إلى كشف المستوى التدريبى الحقيقى للجيش الروسى ، وهى أشياء كانت امريكا وأوروبا تحتاج إلى معرفتها ، قدمتها لهم روسيا مجانا .. لكنها خسرت وستخسر اقتصادياً بصورة كارثيه،  وأوروبا خسرت اقتصادياً وستخسر أيضا ، والمستفيد الوحيد هو أمريكا ولوبى الشركات العملاقه التى تدير حركه التجارة بالعالم. 

كان بإمكان روسيا ان تخوض الحرب بالوكالة مثل أمريكا فاوكرانيا تخوض تلك الحرب بالوكالة عن أمريكا وكان بإمكان روسيا ان تخوضها أيضا بواسطه الدولتين اللتين أعلنتا انفصالهما عن أوكرانيا واعترفت بهما روسيا ..

لكن للأسف سقط الدب الروسى فى الفخ الأمريكى 
اتذكر ان أمريكا سبق لها ان فعلت ذلك بتوريط الدب السوفيتى فى أفغانستان ، اتمنى ألا تكون أوكرانيا
أفغانستان جديدة لروسيا.

ويبقي السؤال الأهم : ما الدور الذي أدته الولايات المتحدة في التوترات الحالية في أوكرانيا؟  إلا وهو صب الزيت على النار واتهام الآخرين هو تصرف غير أخلاقي وغير مسؤول.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية