الموقف المصرى من الغزو العسكرى الروسى لأوكرانيا |جريدة الراي

بتاريخ :الخميس 03 مارس 2022

الناشر :شريف   عدد المشاهدات : 126 مشاهدات


بقلم/ يوحنا عزمي

مصر تؤيد قرار الجمعيه العامة للامم المتحدة بأدانة الغزو العسكرى  الروسى لأوكرانيا.. 

بدايه العقل والمنطق ان يدعم كل مصرى عاقل وشريف كل مواقف وقرارات الدولة المصرية حتى لو كانت تتعارض مع وجهة نظره الشخصيه ..

فوجهات نظرنا كلها تعتمد على المعلومات التى ينشرها الإعلام ودائما هناك فرق بين الحقيقه التى تعلمها الدول والحكومات وبين ما ينشره الإعلام من معلومات اغلبها معلومات غير كامله وبعضها كاذب لأن هدف الإعلام توجيه الرأى العام بما يخدم سياسه وسيله الإعلام والجهات التى تنتمى إليها ، لهذا دائما وأبدا يكون موقف الدولة هو الأقرب للصواب من كل وجهات النظر الشخصية. 

والأهم ان ذلك الموقف المصرى يتماشى مع العقيدة المصرية الراسخه والثابتة ولا تتغير برفض منطق القوة ورفض غزو دول أخرى لمجرد انها أضعف ورفض الحرب لمجرد امتلاك القدره على خوضها .. فالحرب فى العقيدة المصرية تقتصر على الدفاع عن الوطن ضد تهديد حقيقى  للأمن القومى للوطن.

واوكرانيا وحلف الأطلنطي ووجود قواعد عسكرية أمريكيه فى أوكرانيا كل ذلك لا يشكل اى تهديد حقيقى للأمن القومى الروسى الذى تحميه ترسانه روسيا من الأسلحة النووية 
والتهديد الوحيد له هو الترسانه النووية الأمريكيه وترسانه الصواريخ الأمريكيه وهو تهديد قائم لا تحده الجغرافيا والمسافات.

فالترسانه الأمريكية تهدد روسيا من أمريكا ومن كل القواعد العسكريه الأمريكيه المنتشره فى العالم ومن اسطول الغواصات والسفن النووية الأمريكيه التى تطوف فى بحار ومحيطات العالم.

وتواجد قواعد عسكرية أمريكيه فى أوكرانيا لم يكن سيزيد التهديد الأمريكى لروسيا ومنع أقامه تلك القواعد لن يقلل من التهديد الأمريكى لروسيا. 

بالتأكيد لدى الرئيس الروسى مبررات لغزو أوكرانيا ولكن
لا علاقه لها بتهديد الأمن القومى لروسيا ولهذا رفضت مصر الغزو وصوتت بادانته فى الجمعيه العامة للأمم المتحدة 
وهذا لا يتعارض مع موقف مصر المحايد فى هذا الصراع 
واتصور ان أدانه مصر للغزو لأنه لم يراعي مصالح باقى دول وشعوب العالم التى ازدادت معاناتها وتزدادت خسائرها الإقتصادية بسبب الغزو وما نتج عنه من كوارث إقتصاديه أضرت بالعالم اجمع.

والاخطر القيادة المصرية تدرك ان رفع درجات استعداد الأسلحة النوويه الروسية الذى فرضه الرئيس الروسى
والذى ردت عليه امريكا بالتأكيد على جهوزية ترسانتها النوويه الرادعه.

تدرك القيادة المصرية ان كل ذلك تصعيد سياسى ضمن سياسه حافه الهاويه التى يتبعها الطرفان لإدارة الصراع
لكن الخطير ان اى خطأ ولو غير مقصود يمكن أن يشعل حرب نوويه قد تؤدى لفناء البشريه كلها.

فهذا الغزو الروسى لأوكرانيا صنع اكبر خطر تعرض له العالم منذ نهايه الحرب العالميه الثانية وهذا ما تدينه مصر وترفضه
وجاءت تعليقات مندوب مصر لدى الأمم المتحدة كدرس فى الأخلاق لأمريكا والغرب اتمنى ان يفهموه. 

- مندوب مصر لدى الأمم المتحدة :

تصويت مصر لصالح القرار جاء من منطلق الإيمان بمبادئ الميثاق العام للأمم المتحدة. 

أهمية أن تحتضن الأمم المتحدة حواراً جاداً حول الأزمة
وأن تصل إلى حلول سياسية مناسبة. 

القرار لا يعني التوقف عن البحث عن أسباب الصراع التاريخية للنزاع، ومعالجة الأسباب الرئيسية وحسمها سلمياً. 

تدين مصر العقوبات الإقتصادية المتعددة التي تم فرضها مؤخراً خارج اطار القانون الدولي ، وانعكاساتها السلبية
على الأجيال القادمة. 

تحذر مصر من تبعات الحرب الحالية على الإقتصاد العالمي برمته ، خصوصاً أنه لم يتعافى بعد من آثار فيروس كورونا. 

تدعو مصر الأمم المتحدة لمستوى مماثل من الحسم في باقي القضايا ، وعدم التعامل بأكثر من معيار مع القضايا الدولية ، وعدم ترك قضايا أخرى لسنوات طويلة بغية فرض الأمر الواقع.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية