من بيت المقدس إلى البيت الحرام |جريدة الراي

بتاريخ :الخميس 17 مارس 2022

الناشر :شريف   عدد المشاهدات : 141 مشاهدات

بقلم : أحمد على تركى

كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لجبريل 

وددتُ أن يصرف الله وجهي عن قبلة اليهود 

فقال : إنما أنا عبد ؛ فادعُ ربك واسأله 

فجعل يقلِّب وجهه في السماء يرجو ذلك حتى أنزل الله عليه : 

﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ 

[البقرة: 144]

وذلك بعد ستة عشر شهرًا من مقدَمِه المدينة .
 
عن محمد بن كعب القرظي قال : 

ما خالف نبي نبيًّا قط في قبلة ولا في سنة،
 إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل بيت المقدس حين قدم المدينة ستة عشر شهرًا ، ثم قرأ : 

﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ﴾

 [الشورى: 13].

الحكمة من تحويل القبلة :

جعل القبلة إلى بيت المقدس ثم تحويلها إلى الكعبة حِكَم عظيمة ومنها :

محنة للمسلمين والمشركين واليهود والمنافقين :

فأما المسلمون فقالوا : 

سمعنا وأطعنا .

وقالوا : ﴿ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ﴾

 [آل عمران: 7]

وهم الذين هدى الله ولم تكن كبيرةً عليهم .

وأما المشركون فقالوا :

 كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا وما رجع إليها إلا لأنها الحق .

وأما اليهود فقالوا : 

خالف قبلة الأنبياء قبله ولو كان نبيًّا لكان يصلي إلى قبلة الأنبياء .
وأما المنافقون فقالوا :

ما يدري محمد أين يتوجه إن كانت الأولى حقًّا  فقد تركها وإن كانت الثانية هي الحق فقد كان على باطل .

وكثُرت أقاويل السفهاء من الناس وكانت كما قال الله تعالى :

 ﴿ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ﴾ 

[البقرة: 143]

 وكانت محنة من الله امتحن بها عباده ليرى من يتبع الرسول منهم ممن ينقلب على عقبيه .

لتحويل القبلة أبعاد كثيرة:

إن لتحويل القبلة أبعادًا كثيرة منها : 

السياسي ، والعسكري ، والديني والتاريخي .

فبُعدها السياسي :

أنها جعلت الجزيرة العربية بؤرة الأحداث .

وبعدها التاريخي : 

أنها ربطت هذا العالم بالإرث العربي لإبراهيم عليه الصلاة والسلام .

وبعدها العسكري : 

أنها مهَّدت لفتح مكة وإنهاء الوضع الشاذ في المسجد الحرام ؛ حيث أصبح مركز التوحيد مركزًا لعبادة الأصنام .

وبعدها الديني : 

أنها ربطت القلب بالحنيفية ، وميزت الأمة الإسلامية عن غيرها والعبادة في الإسلام عن العبادة في بقية الأديان .

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية