مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :شريف عدد المشاهدات : 141 مشاهدات
بقلم : أحمد على تركى
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لجبريل
وددتُ أن يصرف الله وجهي عن قبلة اليهود
فقال : إنما أنا عبد ؛ فادعُ ربك واسأله
فجعل يقلِّب وجهه في السماء يرجو ذلك حتى أنزل الله عليه :
﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾
[البقرة: 144]
وذلك بعد ستة عشر شهرًا من مقدَمِه المدينة .
عن محمد بن كعب القرظي قال :
ما خالف نبي نبيًّا قط في قبلة ولا في سنة،
إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل بيت المقدس حين قدم المدينة ستة عشر شهرًا ، ثم قرأ :
﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ﴾
[الشورى: 13].
الحكمة من تحويل القبلة :
جعل القبلة إلى بيت المقدس ثم تحويلها إلى الكعبة حِكَم عظيمة ومنها :
محنة للمسلمين والمشركين واليهود والمنافقين :
فأما المسلمون فقالوا :
سمعنا وأطعنا .
وقالوا : ﴿ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ﴾
[آل عمران: 7]
وهم الذين هدى الله ولم تكن كبيرةً عليهم .
وأما المشركون فقالوا :
كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا وما رجع إليها إلا لأنها الحق .
وأما اليهود فقالوا :
خالف قبلة الأنبياء قبله ولو كان نبيًّا لكان يصلي إلى قبلة الأنبياء .
وأما المنافقون فقالوا :
ما يدري محمد أين يتوجه إن كانت الأولى حقًّا فقد تركها وإن كانت الثانية هي الحق فقد كان على باطل .
وكثُرت أقاويل السفهاء من الناس وكانت كما قال الله تعالى :
﴿ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ﴾
[البقرة: 143]
وكانت محنة من الله امتحن بها عباده ليرى من يتبع الرسول منهم ممن ينقلب على عقبيه .
لتحويل القبلة أبعاد كثيرة:
إن لتحويل القبلة أبعادًا كثيرة منها :
السياسي ، والعسكري ، والديني والتاريخي .
فبُعدها السياسي :
أنها جعلت الجزيرة العربية بؤرة الأحداث .
وبعدها التاريخي :
أنها ربطت هذا العالم بالإرث العربي لإبراهيم عليه الصلاة والسلام .
وبعدها العسكري :
أنها مهَّدت لفتح مكة وإنهاء الوضع الشاذ في المسجد الحرام ؛ حيث أصبح مركز التوحيد مركزًا لعبادة الأصنام .
وبعدها الديني :
أنها ربطت القلب بالحنيفية ، وميزت الأمة الإسلامية عن غيرها والعبادة في الإسلام عن العبادة في بقية الأديان .