مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :شريف عدد المشاهدات : 119 مشاهدات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الإمام السهروردي هو أبو الفتوح يحيى بن حبش بن أميرك السهروردي وهو بالفارسية شهاب الدين سهروردى، ويلقب بشهاب الدين، واشتهر باسم السهروردي المقتول تمييزا له عن صوفيين آخرين هما شهاب الدين عمر السهروردي وهو مؤلف كتاب عوارف المعارف، وهو في التصوف، وصاحب الطريقة السهروردية، أما الآخر فهو أبو النجيب السهروردي وعند المسلمين في الشرق الأوسط نلاحظ غلبة لقب شيخ الإشراق على بقية الألقاب باعتبارهِ يحمل اسم حكمته التي اشتهر بها، وحكمة الإشراق هي التي أضحت مدرسة فلسفية صوفية متكاملة ما تزال حتى يومنا هذا لا سيما في الهند وباكستان وإيران، وأبو الفتوح فيلسوف إشراقي، شافعي المذهب، ولد في سهرورد الواقعة شمال غربي إيران، وقرأ كتب الدين والحكمة ونشأ في مراغة وسافر إلى حلب وبغداد، حيث كان مقتله بأمر صلاح الدين الأيوبي.
بعد أن نسب البعض إليه فساد المعتقد وظن صلاح الدين أن السهروردي يفتن ابنه بالكفر والخروج عن الدين وكان مقتله في قلعة حلب سنة خمسمائة وست وثمانين من الهجرة، ولقد كان من المتصوفة في زمانه ومن فقهاء عصره في الدين والفلسفة والمنطق والحكمة ويسمى مذهبه الذي عرف به حكمة الإشراق وله كتاب بهذا الاسم، ومن كتبه أيضا رسائل في اعتقادات الحكماء وهياكل النور، ولد السهروردي في منتصف القرن الثاني عشر وتحديدا عام خمسائة وتسع وأربعين من الهجرة، الموافق ألف ومائة وخمس وخمسون للميلاد، في بلدة سهرورد بالقرب من مدينة زنجان الحديثة الواقعة في شمال إيران بين قزوين وسلسلة جبال البرز المشهورة بارتفاعها الشاهق، ونشأ في مدينة مراغة، من أعمال آنربيجان، المدينة القريبة إلى مسقط رأسهم التي أرسله إليها والده وهو ابن عشر سنين.
ليتعلم فيها على يد الشيخ مجد الدين الجيلي في مدرستهم فبدأ حياته العلمية صغيرا حيث شرع بقراءة القرآن والحديث وقواعد الصرف والنحو، ثم حضر دروس الفقه والأصول والمنطق والفلسفة حتى برع فيها، وهناك تعرف على زميل الدراسة فخر الدين الرازي وجرت بينهما نقاشات ومباحثات عديدة، ثم انتقل الي اصفهان في وسط إيران، وهو المركز الرئيسي للحركة العلمية آنذاك، فوجد السنة السينوية لا تزال حية ، فأتم دراساته المقررة على يدالشيخ ظهير الدين القاري، وقرا كتاب البصائر النصرية في المنطق لعمر بن سهلان الساوي، وطالع كتب ابن سينا التي كانت تحظى باهتمام بالغ من قبل العلماء، ويقول تلميذه الشهرزوري عنه إنه سافر في صغره لطلب العلم والحكمة إلى أصفهان، وبلغني انه قرأ هناك بصائر ابن سهلان الساوي على الظهيرالفارسي، وفي اصفهان أيضا بدأ بكتابة مطولاته الأولى.
بستان القلوب كما أعجب برسالة الطير لابن سينا فقام بترجمتها إلى الفارسية، وقيل إنه شافعي المذهب، وقيل إسماعيلي العقيدة والفكر، خاصة في مرحلة شبابه حينما انتدب داعيا للمدرسة الإسماعيلية النزارية، وقد ذكره ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان، وأكد أنه تم قتله لسوء معتقده، ويُلقب بالمؤيد بالملكوت، وكان يُتهم بانحلال العقيدة والتعطيل، واعتقاد مذهب الحكماء، واشتهر ذلك عنه، فأفتى علماء حلب بقتله لما ظهر لهم من سوء مذهبه، وهو بحسب تعبير ابن تيمية في فتوى من فتاويه المقتول على الزندقة، وكان في فلسفته مستمدا من الروم الصابئين والفرس المجوس، بدوره، جمع شمس الدين الذهبي في سير أعلام النبلاء طائفة من أخبار السهروردي، ونقل موقف الفقهاء القاضي بقتله، وأضاف معلقا أحسنوا وأصابوا، في المقابل، استعاد ابن كثير أخبار الفيلسوف الضال في طبقات الشافعيين.
ورأى أن ما ساقه من علم الأوائل أدى إلى مقتله، ولو أنه اقتفى بالآثار النبوية والأخبار المصطفوية المنقولة بالسند الصحيح عن خير البرية لأحسن من هذه البلية، ولرُفع يوم القيامة إلى الجنة العلية، ولكن كان ما وقع به مقدورا، وكان على جبينه مسطورا، ولا تشير المصادر التي أرخت لحياة السهروردي عن تفاصيل وافية لأساتذته المباشرين الذين تأثر بهم، أو الذين كان لهم أثر في تكوين حكمته الإشراقية، لكن ومن خلال ما تقدم في دراساته الاولى يمكن تسجيل ثلاثة أساتذة على الأقل هم الشيخ مجد الدين الجيلي الذي كان له الفضل في تأسيس شخصية السهروردي العلمية منذ كان في مراغة، لا سيما في الفقه وأصوله، والشيخ ظهير الدين القاري الذي أتم عليه السهروردي دراساته المقررة في أصفهان ومنها كتاب البصائر النصيرية، والشيخ فخر الدين المارديني الذي اتصل به السهروردي.