مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :شريف عدد المشاهدات : 118 مشاهدات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الإمام قتادة هو قتادة بن دعامة السدوسي، أبو الخطاب، وهو تابعي وعالم في العربية واللغة وأيام العرب والنسب، محدث، مفسر، حافظ، علامة، وكان ضريرا أكمه، وولد قتادة بن دعامة عام واحد وستين من الهجرة، الموافق عام ستمائة وثمانين ميلادي، وكان يقول ماقلت لمحدث قط أعد علي، وما سمعت أذناي قط شيئا إلا وعاه قلبي، وقال الإمام أحمد بن حنبل كان قتادة أحفظ أهل البصرة لا يسمع شيءا إلا حفظه قرئت عليه صحيفة جابر مرة واحدة فحفظها، وهو أبو الخطاب قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز، وقيل قتادة بن دعامة بن عكابة السدوسي البصري، والسدوسي هي إحدى قبائل ربيعة بن نزار، وقد وصفه الذهبي بحافظ العصر، وقدوة المفسرين والمحدثين، وكان من أوعية العلم، وممن يُضرب به المثل في قوة الحفظ، ورغم سعة علمه واطلاعه إلا أنه كان ممن انحرف في باب القدر من العقيدة.
فقال الإمام الذهبي رحمه الله عنه في سير أعلام النبلاء، وكان يرى القدر ومع هذا، فما توقف أحد في صدقه، وعدالته، وحفظه، ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه، وبذل وسعه، والله حكم عدل لطيف بعباده، ولا يسأل عما يفعل، ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعلم تحريه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعرف صلاحه وورعه واتباعه، يغفر له زلله، ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه، نعم، ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك، وكان من أقوال الإمام قتادة، أنه يقول من يتقي الله يكن الله معه، ومن يكن الله معه، فمعه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام والهادي الذي لا يضل، وقال أيضا باب من العلم يحفظه الرجل يطلب به صلاح نفسه وصلاح الناس أفضل من عبادة حول كامل، ولو كان يكتفي من العلم بشيء.
لاكتفى موسى بما عنده ولكنه طلب الزيادة، وتكرير الحديث في المجلس يذهب نوره، وما قلت لأحد قط أعد علي، وإن الرجل ليشبع من الكلام كما يشبع من الطعام، وروى عن عبد الله بن سرجس، وأنس بن مالك، وأبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية الرياحي، وصفوان بن محرز، وأبي عثمان النهدي، وزرارة بن أوفى، والنضر بن أنس بن مالك، وعكرمة مولى ابن عباس، وأبي المليح ابن أسامة، والحسن البصري، وبكر بن عبد الله المزني، وأبي حسان الأعرج، وهلال بن يزيد، وعطاء بن أبي رباح، ومعاذة العدوية، وبشر بن عائذ المنقري، وبشر بن المحتفز، وبشير بن كعب، وأبي الشعثاء جابر بن زيد، وجري بن كليب السدوسي، وحبيب بن سالم، وحسان بن بلال، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف، وخالد بن عرفطة، وخلاس الهجري.
وخثيمة بن عبد الرحمن، وسالم بن أبي الجعد، وشهر بن حوشب، وعبد الله بن شقيق، وعقبة بن صهبان، ومطرف بن عبد الله بن الشخير، ومحمد بن سيرين، ونصر بن عاصم الليثي، وأبي مجلز، وأبي أيوب المراغي، وأبي الجوزاء الربعي، وعن عمران بن حصين، وسفينة مولى رسول الله، وأبي هريرة مُرسلاً، وعن مسلم بن يسار، وقزعة بن يحيى، وعامر الشعبي، وغيرهم، وقال عنه الذهبي وهو حجة بالإجماع إذا بين السماع، ومع هذا فما توقف أحد في صدقه، وعدالته وحفظه، وقال محمد بن سيرين قتادة أحفظ الناس، وقال سعيد بن المسيب ما أتاني عراقي أحفظ من قتادة، وقال سفيان بن عيينة قالوا كان معمر يقول لم أري في هؤلاء أفقه من الزهري وقتادة وحماد، وقيل عنه إن لم تجد إلا مثل عبادة ثابت، وحفظ قتادة، وورع ابن سيرين، وعلم الحسن، وزهد مالك بن دينار لا تطلب العلم.
وقال مطر الوراق كان قتادة عبد العلم، وقال سلام بن أبي مطيع كان قتادة يختم القرآن في سبع ، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم كل ليلة، وقال أحمد بن حنبل كان قتادة عالما بالتفسير، وباختلاف العلماء، ثم وصفه بالفقه والحفظ ومدحه، ثم قال قلما تجد من يتقدمه، وقال سفيان الثوري وهل كان في الدنيا مثل قتادة، وقال ابن حجر العسقلاني هو ثقة ثبت، وقال محمد بن سعد البغدادي وكان ثقة مأمونا حجة في الحديث، وقال العجلي يكنى أبا الخطاب، بصري، تابعي، ثقة، ورى عنه أيوب السختياني، وابن أبي عروبة، ومعمر بن راشد، والأوزاعي، ومسعر بن كدام، وعمرو بن الحارث المصري، وشعبة بن الحجاج، وجرير بن حازم، وشيبان النحوي، وهمام بن يحيى، وحماد بن سلمة، وأبان العطار ، وسعيد بن بشير، وسلام بن أبي مطيع، وشهاب بن خراش.
وحسام بن مصك، وخليد بن دعلج، وسعيد بن زربي، والصعق بن حزن، وعفير بن معدان، وموسى بن خلف العمي، ويزيد بن إبراهيم التستري، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، وغيرهم كثير، ومات الإمام قتادة في واسط بالعراق بمرض الطاعون، فقتادة من التابعين، ولم يتتلمذ على ابن عباس ولم يروي عنه مباشرة، وما رواه عن ابن عباس إنما رواه عنه مرسلا أي روى عن أحد تلاميذ ابن عباس عن ابن عباس ثم أسقط الواسطة بينه وبين ابن عباس ولذا فهو من تلاميذ تلاميذه، حيث توفي ابن عباس رضي الله عنه سنة سبع أو ثمان وستين، بينما ولد قتادة سنة ستين أي كان عمره ثمان سنوات فقط عندما توفي ابن عباس رضي الله عنهما، وأغلب الظن أنه لم يلتقي به لأن قتادة بصري وابن عباس عاش آخر آيامه في الحجاز، بل جزم الطبري في تفسيره بأن قتادة لم يلقي ابن عباس ولم يسمع عنه، توفي قتادة رحمه الله سنة مائة وثماني عشر للهجرة، الموافق عام سبعمائة وست وثلاثين ميلادي.