مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :شريف عدد المشاهدات : 185 مشاهدات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الإمام الداودي هو شيخ الإسلام أحمد بن نصر الداودي الأسدي، الأموي، المسيلي التلمساني الجزائري المالكي وهو من أئمة الحديث الشريف وحفاظه وأحد فقهاء المالكية المشهورين ويكني بأبي جعفر، ويعد أول من شرح صحيح البخاري وثاني شارح لموطأ الإمام مالك، وولد شيخ الإسلام أحمد بن نصر الداودي بمدينة المسيلة وقيل ولد بمدينة بسكرة، وهما مدينتان تقعان في الشرق الجزائري، وحفظ القرآن الكريم ودرس علوم العربية من نحو وصرف وبلاغة، ثم دراسة بعض مختصرات كتب الفقه المالكي حيث كان عصاميا تعلم بمفرده، ولم يعتمد إلا على قلة قليلة من علماء عصره وهم إبراهيم بن خلف الأندلسي، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي زيد وأخيه عمر بن عبد الله، وكان شيخ الإسلام أحمد بن نصر الداودي من أهل السنة والجماعة، مالكي المذهب.
ممن يرى بالتأويل الذي كان عليه كثير من العلماء قبله وبعده، وقد أورد ابن حجر والعيني الحنفي كثيرا من أقواله في التأويل منها ما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه " يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله، فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد" قال الداودي " أراد قبول أعمالهما ورحمتهما والرضا عنهما" وقال عنه الإمام الذهبي، بإن أحمد بن نصر أبو جعفر الأزدي الداودي المالكي الفقيه كان بطرابلس المغرب، فأملي بها كتابه في شرح الموطأ، ثم نزل تلمسان، وكان ذا حظ من الفصاحة والجدل" وأما القاضي عياض فقد قال عنه "من أئمة المالكية بالمغرب، والمتسعين في العلم المجيدين للتأليف" وقال عنه الإمام ابن فرحون في ترجمته "من أئمة المالكية بالمغرب كان فقيها فاضلا متقنا مؤلفا مجيدا له حظ من اللسان والحديث والنظر"
أما الحافظ ابن حجر العسقلاني فقد أورد له في كتابه فتح الباري الكثير ما بين استشهاد ونقل لفوائد، وكما أورد الكثير من أقواله، مرجحا بها لرأيه مرة ومناقشا لها آخرى وموهما لها تارة ومصححا له اطورا، وأما بدر الدين العيني الحنفي في كتابه عمدة القاري شرح صحيح البخاري، فقد أورد له الكثير ما بين استشهادا وفائدة، ومن كتب الفقه والنوازل والقضاء التي احتفظت لنا بهذه الآراء والنوازل والمسائل والفتاوى والاجتهادات، على سبيل المثال هو المعيار المعرب عن فتاوى إفريقية والمغرب، للونشريسي، والدرر المكنونة في نوازل مازونة، لأبي زكريا يحي بنموسى المازوني، والأحكام الجوازل، في نبذ من النوازل، لأبي رأس الناصري الجزائري، ومواهب الجليل لشرح مختصر الخليل، لشمس الدين أبوعبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي.
المعروف بالحطاب الرُعيني، والذخيرة في الفقة المالكي، لشهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي، والموافقات، لإبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الشهير بالشاطبي، وكان من تلاميذ شيخ الإسلام أحمد بن نصر الداودي، هم أبو عبد الملك مروان بن علي أبو محمد الأسدي القطان البوني، وهو نسبة إلى بونة وهي مدينة عنابة بالشرق الجزائري، وأبو بكر أحمد أبي عمر أبي محمد بن أبي زيد، وهشام بن عبد الرحمن بن عبد الله، ويعرف بابن الصابوني وهو من أهل قرطبة، وأحمد بن سعيد بن علي الأنصاري القناطري، المعروف بابن الحجال، وهو من أهل قادس، ويكنى أبا عمر، ومن مؤلفات شيخ الإسلام أحمد بن نصر الداودي، هو كتاب النصيحة في شرح صحيح البخاري، ويسميه البعض النصيح، وقد ألف هذا الكتاب الجليل في تلمسان حيث ألف أكثر كتبه بها، وأيضا النامي في شرح موطأ الإمام مالك.
وهذا الكتاب أصله وأملاه بطرابلس أي في المرحلة الأولى من حياته ويعتبر هذا الكتاب ثاني شرح للموطأ بعد شرح محمد بن سحنون القيرواني له، وقد ذكر عبد الرحمن الجيلالي أنه توجد نسخة منه بمكتبة القرويين بفاس تحت رقم خمسمائة وسبع وعشرين، وله أيضا كتاب الأموال، وهو فتاوى وأحكام، وكتاب الواعي في الفقه، والإيضاح في الرد على القدرية، وكتاب الأصول، وكتاب البيان، وكتاب تفسير القرآن المجيد، وإنه لم يترجم للإمام أبي جعفر الداودي إلا فئة قليلة من علماء التراجم والوفيات، وأقدم من علمته ترجم له القاضي عياض ثم تلاه برهان الدين ابن فرحون، فصاحب شجرة النور الزكية، فصاحب معجم المؤلفين، على أن بعض هؤلاء ينقل عن بعض، والمصدر واحد وهو القاضي عياض في ترتيب المدارك، وكان الإمام أبي جعفر أحمد بن نصر الداودي الأسدي من أئمة المالكية بالمغرب.