مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :شريف عدد المشاهدات : 171 مشاهدات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الإمام الجوزجاني أبو إسحاق شيخ أئمة الحديث هو الإمام والعالم الجليل، والمعروف بصاحب كتاب أحوال الرجال، إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق السعدي الجوزجاني، ويقال الجوزقاني، وهو أحد علماء ورواة الحديث النبوي الشريف، ويعد الإمام الجوزجاني من أبرز علماء ورواة الحديث النبوي الشريف، تمتع بمكانة علمية رفيعة في عصره، وكان تلميذا لكبار الأئمة السابقين عليه، ومعلما وأستاذا لكبار الأئمة اللاحقين، وقد نشأ الجوزجاني في مناخ علمي طيب، وعاش الجوزجاني في زمن ازدهار علم الحديث وانتشار الرواية وكثرة الرواة، فتتلمذ على كبار الأئمة كأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، ومسدد بن مسرهد، وإسحاق بن راهويه، وإسحاق بن منصور الكوسج، وسعيد بن منصور، ويزيد بن هارون، وزيد بن الحُباب العكلي، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وغيرهم كثير.
وحدث عنه أبو داود السجستاني وأبو عيسى الترمذي، وأبو عبدالرحمن النسائي، وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الرازي، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن دُحيم الدمشقي، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو جعفر محمد بن جرير الطبري، وأبو بشر محمد بن أحمد الدولابي، وآخرون، واحتل الإمام الجوزجاني مكانة علمية مرموقة، وحظي بثناء كثير من الأئمة عليه، فقال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال إبراهيم بن يعقوب جليل جدا، كان أحمد بن حنبل يكاتبه ويكرمه إكراما شديدا، وقد حدثنا عنه الشيوخ المتقدمون وعنده عن أبي عبدالله جزءان مسائل، وقال النسائي بأنه ثقة، وقال الدارقطني بأنه أقام بمكة مدة، وبالبصرة مدة، وبالرملة مدة، وكان من الحفاظ المصنفين والمخرجين الثقات وقال السجزي وسألته يعني الحاكم عن الجوزجاني، فقال ثقة مأمون، إلا أنه طويل اللسان، وكان يستخف بمسلم بن الحجاج فغمزه مسلم بلا حجة.
وقال الحافظ ابن كثير خطيب دمشق وإمامها وعالمها وله المصنفات المشهورة المفيدة، منها المترجم فيه علوم غزيرة وفوائده كثيرة، ونظرا لكثرة روايته للحديث النبوي، يضع المؤرخون الإمام الجوزجاني في منزلة علمية مرموقة وسط أعلام الحديث على مدار التاريخ الإسلامي الطويل، وقد أثنى على إنتاجه العلمي في مجال الحديث العديد من كبار الأئمة والعلماء، كما قال ابن عدي السعدي هو إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، كان مقيما بدمشق يحدث على المنبر، ويكاتبه أحمد بن حنبل، فيتقوى بكتابه، ويقرؤه على المنبر، وقال ابن حبان كان صلبا في السنة حافظا للحديث، ولقد اتهم ابن حجر الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الخراساني الجوزجاني شيخ النسائي بأنه غال في النصب، ولكن قيل ليس كل من اتهموه بتهمة تثبت عليه، فالجرح لا يُقبل مع التعديل إلا إذا كان مُفسّرا، فأين دليله على نصبه؟
وابن حجر لم يجد على كلامه دليلا سوى تعنت الجوزجاني بنظر ابن حجر على الكوفيين، وقيل وهذا لا يعني النصب كما لا يخفى على أحد، ولإثبات أنه ناصبي فلا بد من إثبات أنه يناصب عليا وأهل البيت العداء أي لا بد أن تجد له قولا يطعن بالإمام علي بن أبي طالب وإلا فالأمر مجرد عداوة شخصية بينه وبين الكوفيين على فرض صحة كلام ابن حجر، وقال ابن العماد الحنبلي في كتابه شذرات الذهب، الإمام إبراهيم بن يعقوب أبو إسحاق الجوزجاني صاحب التصانيف، كان من كبار العلماء، وجرّح وعدّل، وهو من الثقات، وقال ابن كثير في كتابه البداية والنهاية، إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق أبو إسحاق الجوزجاني خطيب دمشق وإمامها وعالمها وله المصنفات المشهور المفيدة، منها المترجم فيه علوم غزيرة وفوائده كثيرة، وقال نحو ذلك الذهبي في كتابه العبر في خبر من غبر.
وكيف يكون الجوزجاني ناصبيا مع إقرار العلماء أنه إمام من أئمة الحديث؟ ولماذا لا نجد أحدا نبذه بالنصب إلا بعض المتأخرين ممن لبعضهم ميولا شيعية؟ وقيل على فرض أنه ناصبي كما يزعمون، فعندما يجرح الشيعي الثقة، يقول عنه زائغ أو مخذول أو مذموم أو مائل عن الحق، ولا يتهمه بضعف الحفظ، بل هو يحتج بحديثه في غير بدعته، وعلى سبيل المثال فإن الجوزجاني وثق "حبة بن جوين" الشيعي مطلقا، رغم أن الجمهور ضعفه، وقد قال عنه ابن حبان كان غاليا في التشيع، واهيا في الحديث، فلم يمنع غلو "حبة بن جوين" في التشيع، من توثيق الجوزجاني له، وهذا من إنصافه رحمه الله، وإذا أراد أن يبين انحراف الراوية بيّن ذلك دون أن يرد حديثه كله فقد قال مثلا في إسماعيل بن أبان الوراق، كان مائلا عن الحق، ولم يكن يكذب.